اليوم المسجد الإبراهيمي وغدا المسجد الأقصى!!!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد،،،
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع باهتمام بالغ وقلق شديد ما أقدمت عليه الحكومة الصهيونية المتطرفة منذ أيام من إعلان المسجد الإبراهيمي الشريف أحد المواقع الآثرية اليهودية في خطوة تعتبر دليلا جديدا على النية الحقيقية لهذه الدولة الغاصبة للسيطرة الكاملة على فلسطين التاريخية واستعمال المفاوضات وما سمي "بعملية السلام" للتأثير على الرأي العام الدولي من خلال إبراز إسرائيل دولة تبحث عن السلام وكذلك إيهام المسلمين والعرب والفلسطينيين الذين لا يزال بعضهم - للأسف الشديد مقتنعا بما سمي "بمشروع السلام" من خلال مفاوضات لا أول لها ولا آخر.
إن قيام العدو الصهيوني بهذه الخطوة الخطيرة وفي هذا التوقيت بالذات وبعد أشهر قليلة من المحاولات الفاشلة في اقتحام المسجد الأقصى والدفع بأعداد غفيرة من المستوطنين اليهود لاقتحامه في مقابل منع كل من يقل عمره عن 45 سنة من الفلسطينيين هو دليل في غاية الخطورة إلى الخطوة المرتقبة والتي نخشى أن تكون المسجد الأقصى لأن الذي يقع اليوم حول المسجد الأقصى من كر وفر بين المرابطين من الفلسطينيين والقوات الصهيونية والمستوطنين نفسه كان يحدث قبل سنوات في المسجد الإبراهيمي إلى أن تمكنت السلطات الصهيونية خطوة خطوة إلى تقسيم المسجد بشكل دائم بين قرابة400 مستوطن بمدينة الخليل وبين قرابة 500 ألف فلسطيني.
وأمام هذه الخطوة الخطيرة وما يمكن أن يترتب عليها وكذلك المؤشرات والدلائل التي تشير إلى أنها ما هي إلا خطوة لجس نبض الأمة وردة فعلها فيما لو أقدمت سلطة العدو على تقسيم المسجد الأقصى وضمه هو الآخر إلى التراث اليهودي، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ما يلي:
1- ينبه إلى خطورة هذه الخطوة ويدعو جماهير الأمة عامة وجماهير فلسطين خاصة إلى التصدي لها بكل الوسائل وخصوصا أهلنا في مدينة خليل الله إبراهيم عليه السلام فإننا ندعوهم بأن يعلنوها انتفاضة ثالثة منطلقة هذه المرة من المسجد الإبراهيمي كما كانت سابقتها قد انطلقت من المسجدالأقصى بعد محاولة تدنيسه من المجرم شارون آنذاك.لأنها لو مرت هذه الخطوة دون مقاومة حقيقية للأمة عامة ولأهلنا في فلسطين خاصة فإن
2- يدعو الاتحاد حكومات الدول العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وشعوبها إلى التحرك العاجل وإعلان موقف قوي تضغط من خلاله على دولة العدو حتى تتراجع عن قرارها هذا والعمل على الخروج من مرحلة "الغيبوبة" التي رسمناها و بدأنا نقنع أنفسنا بأنه لا مخرج مع هذا العدو إلا "بالسلام" حتى تبين لنا أن الذي حققه العدو من مكاسب على الأرض بالسلام لم يحققه في أي وقت آخر فلنعلنها بوضوح أن مسار التسليم وليس السلام قد أوصلنا إلى طريق مسدود مع هذا العدو الغاصب، وأنه لا حل مع المحتل إلا المقاومة التي تؤكد عليها كل الشرائع السماوية و3- يطالب الاتحاد مؤسسة الجامعة العربية التي تستعد لاجتماع القمة بالعاصمة الليبية طرابلس أن تجعل ملف فلسطين ومستقبل الصراع مع العدو الصهيوني محل دراسة جادة تضع حدا لمسار أثبت فشله على جميع الأصعدة وتبدأ في وضع اللبنات الأولى لمشروع جديد يستفيد من أخطاء الماضي القريب والبعيد والعمل على توحيد صف هذه الأمة ورسم إستراتيجية تحرير فلسطين كل فلسطين من الشمال إلى الجنوب ومن النهر إلى البحر متوكلين على الله أولا ثم قدراتنا البشرية والإستراتيجية التي منحنا الله إياها لتستعيد هذه الأمة حضورها بين الأمم يقول تعالى{4- يدعو الاتحاد علماء الأمة وشيوخها ودعاتها إلى توعية الأمة بخطورة وضع القضية الفلسطينية، وحثهم على المسلمين والعرب على الجهاد بالمال، والمقاطعة الاقتصادية للعدو وأعوانه، وذلك بخطب الجمعة والدروس والمحاضرات.
وفي الأخير نعيدها مرات ومرات: اليوم المسجد الإبراهيمي وغدا المسجدالأقصى فالحذر كل الحذر يا أبناء أمتنا فهل من صحوة فهل من هبة فهل من انتفاضة تعيد الحياة لهذه القضية المقدسة، فبالله عليكم ماذا بقي من فلسطين إذا أخذت منها الخليل والقدس إضافة إلى فلسطين 48 فهل يستقيم أصلا أن نطلق عليها فلسطين لا والله يقول تعالى{يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير} صدق الله العظيم
والله الهادي إلى سواء السبيل.
الأمين العام الرئيس
محمد سليم العوا يوسف القرضاوي