البحث

التفاصيل

نجماً في السماء

نجماً في السماء

د. محمود القلعاوي

رائع أن تكون محط اهتمام من حولك..أن يلتف الناس حولك..  أن يرغب الجميع في التقرب إليك.. أن تكون مجالستك مطمح الآخرين.. أن تكون نجماً في السماء ..

** بداية أحب أن أذكرك يا حبيب: الناس في حاجة لمن يهتم بشأنهم ، لمن ينظر لهم بكل تقدير واحترام لا نظرة تغافل وعدم اهتمام، فعدم الاهتمام يجرح المشاعر ويباعد القلوب .

كان النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال لهذا، فكان يسأل عن أصحابه، يهتم بأمورهم وشئونهم،  يتفقدهم ويسأل عنهم، ما غاب غائب إلا وسأل عنه، مريضاً سارع إلى عيادته، مسافراً كان خليفته في فلذات كبده ، أما صاحب الحاجة فهو أسرع الناس إلى قضائها له، ومما يروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” دخلت علىَّ خويلة بنت حكيم ، وكانت عند عثمان بن مظعون ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها، فقال لى: يا عائشة ما أبذ هيئة خويلة! فقلت يا رسول الله، امرأة لها زوج يصوم النهار، ويقوم الليل ، فهى كمن لا زوج لها، فتركت نفسها، وأضاعتها

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى عثمان بن مظعون ، فجاءه فقال: يا عثمان أرغبة عن سنتى؟ ! قال: فقال: لا والله يا رسول الله ، ولكن سنتك أطلب . قال: فإنى أنام وأصلى ، وأصوم وأفطر ، وأنكح النساء ، فاتق الله يا عثمان ، فإن لأهلك عليك حقا ، وإن لضيفك عليك حقا ، وإن لنفسك عليك حقا ، فصم وأفطر ، وصل ونم . فأتتهم المرأة بعد ذلك عطرة كأنها عروس ، فقلن لها : مه ؟ قالت : أصابنا ما أصاب الناس " رواه أحمد

وكم هو رائع ما وصفت به أمنا خديجة رضى الله عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: «إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق» رواه البخاري

** ومما يُنصح به لمن أراد أن يكون نجماً بين الناس أن يكون أكثرهم بسمة وبشاشة، وهاك كان حاله صلى الله عليه وسلم هاشاً باشاً لا تلقاه إلا مبتسماً ، رغم ما كان يشغله من مسئوليات، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : " ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك " متفق عليه، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» رواه الترمذي

** ولإطلاق الألقاب سحر على القلوب، وهذا فعله صلى الله عليه وسلم، يرفع نفسيتهم ويُعلى قدرهم، ويُشعرهم بأهميتهم، فكان الصديق والفاروق وأمين الأمة وسيف الله المسلول وحوارى رسول الله صلى الله عليك يا رسول الله وكان أسد الله وأبا تراب.

** ومن الأمور الهامة التي أريد أن اذكرك بها يا حبيب أن  تكون مستمعاً جيداً، واحذر المقاطعة لمن يحادثك ، فقد كان حبيبك المصطفى صلى الله عليه مستمعًا جيدًا ، لا يتكلم حتى ينهى المتحدث كلامه دون مقاطعة ، ألا تذكر معى ما حدث مع عتبة بن ربيعة عندما جاءه يعرض علي تنازل عن دعزته فإذا به صلى الله عليه وسلم يسمعه إلى أن ينتهى ثم يقول له: أفرغت يا أبا الوليد، قال: نعم، قال: فاستمع مني، قال: أفعل، فقرأ الرسول عليه من بداية سورة فصلت حتى انتهى إلى السجدة ، وما أروع ما قاله التابعى الجليل عطاء بن أبي رباح :إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن تلده أُمه .

** وإذا أردت أن تكون نجماً  فعليك إخبار  من له منزلة في قلبك بحبك له ، فهذا سهم يصيب القلوب ويأسر النفوس، قال صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " رواه أبو داود ، والترمذي  

** أحسب أن الأفكار كثيرة ولكنى اجتهدت اذكرك بعضها نسأل الله أن يرزقنا مفاتيح القلوب إنه ولى ذلك والقادر عليه





التالي
كيف نفهم سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
السابق
غضب واستنكار إثر اقتحام الرئيس الإسرائيلي للمسجد الإبراهيمي بالخليل

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع