البحث

التفاصيل

ما حكم "الألش" باللهجة المصرية ، أو ممارسة الكلام والسخرية والاستهزاء بالآخرين؟ (يستفتونك)

ما حكم "الألش" باللهجة المصرية ، أو ممارسة الكلام والسخرية والاستهزاء بالآخرين؟ (يستفتونك)

 

السؤال: أنا من مصر أريد منكم فتوى أو رأي في كلمة عندنا مشهورة تنتقل من جيل لآخر وهي كلمة "الألش" في الكلام والسخرية والاستهزاء،، فما حكم ممارسة هذه التفاهة وإحراج الآخرين بها وحتى التنافس بين الافراد لمن الأقوى في انتقاء عبارات الألش والسخرية؟؟

 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،،

فإن ما أشار إليه السائل مما يدعى في اللهجة المصرية الدارجة بـ "الألش"، و "السخرية"، و "الاستهزاء"، أمور منهي عنها شرعًا لا سيما إذا كانت على الحقيقة ويقصد بها الجد لا الهزل، واحتقار الآخرين والتسفيه من ِأنهم؛ وذلك لقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات ١١].

 

قال العلامة عبد الرحمن السعدي: (وهذا أيضًا، من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن ﴿لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ﴾ بكل كلام، وقول، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم، فإن ذلك حرام، لا يجوز، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر، كما هو الغالب والواقع، فإن السخرية، لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق، متحل بكل خلق ذميم، ولهذا قال النبي ﷺ: (بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم).

 

أما إذا كان على سبيل المزاح، ولا يشعر من يقوم بذلك بالعجب أو امتداح نفسه، ولا يترتب عليه إحزان للمسخور منه ولا يؤثر ذلك على نفسيته سلبا فيحمل الكره أو الغل للآخر فعندئذ لا مانع من ذلك شرعا، والعرف والحال هو الحاكم في مثل هذه الحالات.

 

والأولى أن يترك المسلم ذلك ويشتغل بمعالي الأمور، وهذا لا يتعارض مع الترويح عن النفس بالحلال الطيب المقبول شرعا، الذي لا يعبر عن امتداح الذات واحتقار الآخرين، والله أعلم.

 

بقلم: وصفي عاشور أبو زيد

عضو مجلس الأمناء ورئيس لجنة التزكية والتعليم الشرعي بالاتحاد

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • هذه الفقرة هي أجوبة على أسئلة وفتاوى المتابعين الكرام ، فيمكن الجميع التواصل معنا عبر الرسائل في الفيسبوك أو على رقم إيميل المكتب الإعلامي [email protected].


: الأوسمة



التالي
 طلاقة القدرة الإلهية المبدعة
السابق
وفاة الأستاذ الدكتور صديق فاضل أحد كبار المفكرين الإسلاميين بماليزيا

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع