جستجو برای

التفاصيل

حوار نقدي في بيروت : اين الحركات الاسلامية من التحديات المعاصرة؟

في حوار خاص في احد مراكز الدراسات الاسلامية في بيروت عقد لقاء حواري بين احد القياديين الاسلاميين الذين ساهموا في تأسيس واطلاق الحركة الاسلامية في لبنان والعديد من الناشطين في اطار العمل الاسلامي ، وجرى الحوار حول ابرز التحديات المعاصرة التي تواجهها الحركات الاسلامية بعد تجربة طويلة من العمل والنشاط سواء في اطار المعارضة والسعي للوصول الى السلطة او من ضمن مؤسسات الحكم  من مجالس برلمانية وحكومات وقيادة مباشرة .

وهذا ما ابرز ما قدمه القيادي الاسلامي البارز من ملاحظات واقتراحات برسم الحركات الاسلامية:

كي لا نبقى في اطار الماضي ، نحن اليوم نعيش حاضرا خطت فيه الحركات الاسلامية خطوات جبارة واستراتيجية ، ولذا يفترض بنا ان نقارب هذا الواقع ، ونحن لا نستطيع الحديث عن كل التحديات التي تواجهها الحركات الاسلامية في عصرنا الحاضر، ولذا يمكن الاشارة الى ابرز هذه التحديات .

فالتحديات اليوم ليست جديدة وليست في صورة الجنين كما كانت قبل عقود من الزمن، الحركات الاسلامية اصبحت اليوم في السلطة وفي الحكم، وهي تحولت طرفا فاعلا على الصعيد الاقليمي والدولي ، واصبحت تملك من النضج الذي يؤهلها لتلعب دورا فاعلا على المستوى الدولي وهي قدمت وتقدم انجازات مهمة في مختلف المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية والجهادية.

وهناك حركات اسلامية وصلت الى السلطة وهي تدير المجتمع اليوم وقضايا الامة ، وهناك حركات لا تزال تتدرج للامساك بالسلطة وهناك حركات في خضم الصراع السياسي.

واضاف القيادي الاسلامي : نحن اليوم في لبنان وايران والعراق ومصر وتونس ودول عربية واسلامية اخرى ، نشعر باننا معنيون بان نتحمل مسؤولية تحقيق الاهداف الاسلامية في كل العالم . ونحن معنيون بكل التجارب الاسلامية ولا يمكن القول اننا غير معنيين باية واحدة منها.

فتجربة الثورة الاسلامية في ايران لا تخص الايرانيين فقط ، بل تشمل كل الامة الاسلامية والمستضعفين والبشرية جمعاء،وكذلك الامر بالنسبة للتجارب الاخرى في مصر او تركيا او السودان.

وهناك تحديات عامة تواجهها كل الحركات الاسلامية سواء كانت وصلت الى الحكم او انها لا تزال في قلب الصراع او تشارك في الحكم ، ومن ابرز هذه التحديات:

اولا : تحديد منهجية فهم الاسلام عقيدة وسلوكا لان هذا المنهج والفهم ينعكس على كل الاساليب المتبعة.

ثانيا: تحديد صيغة القيادة وحدود ولايتها وهل هي قيادة فردية او جماعية وهل هي ولاية عامة او محدودة.

ثالثا: تحديد البنية او الهيكلية التي يجب اتباعها او القيام بها لتحقيق المهام المطلوب القيام بها وصولا للاهداف المطلوبة.

رابعا: تحديد الهدف والغاية وهل المطلوب القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقط ، او الصراع مع اعداء الامة او الدفاع عن الاسلام او الوصول الى السلطة.

خامسا: تحديد العدو الاستراتيجي والعدو المباشر.

سادسا: تحديد المخاطر الاستراتيجية وسبل مواجهتها واتجاهاتها واولوياتها.

لكن ماهي التحديات امام الحركات الاسلامية التي وصلت الى السلطة؟

يجيب القيادي الاسلامي :

ان ابرز التحديات بعد الوصول الى السلطة او الحكم :

اولا : احتضان الامة لان ما تحقق هو انجاز كبير وتاريخي وكان بمثابة حلم لجميع المسلمين ، والسؤال كيف لهذا الحلم ان يحافظ على استمراريته وتطوره وكيف لا نخسر هذا الحلم مجددا وان لا نضيع الانتصار والانجاز.

ثانيا : عند وصولنا للحكم تحت قيادة شرعية وفي ظل العلاقة القوية بين القيادة والامة ، كيف نحافظ على الوحدة سواء وحدة الامة او وحدة الشعب او وحدة الدولة الحاضنة للحركة الاسلامية. وبموازة ذلك يجب العمل كيف تبقى الامة داعمة للحركة الاسلامية من موقع السلطة لان التطبيق يختلف عن التنظير، فهناك حركات سياسية غير اسلامية وصلت الى السلطة فتخلت عن قياداتها ومشروعها الفكري والسياسي ومبادئها.

ثالثا : مواصلة الحركة الاسلامية في بناء قدراتها والاستفادة من الامة في الدفاع عن مصالحها ووجودها واهدافها.

رابعا: صون وحماية مركزية القيادة وقيام القيادة بتلبية حاجات الامة لانه اذا لم تستطع القيادة تلبية حاجات الامة تبدأ الاشكالات وتطرح الاسئلة .

خامسا : متابعة اعداد الامة وكودارها لتحمل المسؤوليات كافة وتطوير المؤسسات التربوية والادارية والاجتماعية بما يتناسب مع التغيير الحاصل كي تواكب الامة التجربة الجديدة .

سادسا: اعداد الكوادر القيادية المتخصصة في كافة المجالات كي تتولى هذه الكوادر ادارة المؤسسات المتنوعة وفي مختلف الاختصاصات.

سابعا: الجرأة على نقد التجربة الاسلامية بما يسهم في تطويرها وتحسين الاوضاع.

ثامنا:اعداد البرامج الخاصة بعمل مختلف السلطات من اجل تلبية الحاجات الضرورية للناس وتقديم الخطط المناسبة والواضحة للناس ، والحاجة لتطوير برامج التنمية البشرية المستدامة في كافة المجالات ومنها : مكافحة الفقر ومحو الامية وتطوير التعليم في كافة الميادين وايجاد فرص العمل وتطوير هذه البرامج بشكل دائم وتطوير القطاعات المنتجة.

تاسعا: مواكبة الابداعات البشرية وخصوصا على الصعد العلمية والصناعية وتحقيق الانجازات في كافة المجالات.

عاشرا: وضع نصب اعيننا بالوصول الى كل انحاء العالم وتقديم افضل النماذج والتجارب البشرية التي تجعلنا النموذج العالمي الحضاري والاقتصادي والفكري والاجتماعي.

حادي عشر: توسيع مدى النفوذ والقدرة على حماية النفوذ في الاقليم والمنطقة والقدرة على مواجهة الاعداء وافشال خططهم وتشتيت قدراتهم.

ثاني عشر: تحقيق التناغم المنهجي والمدروس بين كل الحركات الاسلامية سواء كانت داخل السلطة او خارجها ، بما يحقق الاهداف المطلوبة.

ثالث عشر: تطوير وسائل الاعلام كافة والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وكل التقنيات المتطورة ، والوصول الى كل شعوب العالم.

وختم القيادي الاسلامي :هذه بعض التحديات التي تواجه الحركات الاسلامية سواء وصلت الى السلطة والحكم او لا تزال تنشط في العمل في المجالات كافة وهذه التحديات تتغير وتتطور وفق الظروف الخاصة لكل حركة اسلامية وعلينا دراسة كل التجارب الاسلامية سواء نجحت او فشلت لمعرفة الاسباب والاستفادة منها.

 


: برچسب ها



جستجو در وب سایت

آخرین توییت ها

آخرین پست ها

شعب اتحادیه