البحث

التفاصيل

كلمة وفاء عن الشيخ السلامي

كلمة وفاء عن الشيخ السلامي

الشيخ الدكتور أحمد جاب الله (عضو مجلس الأمناء)

 

الشيخ محمد المختار السلامي، عالم من علماء تونس فقدناه

كلمة وفاء لأستاذ كبير من أساتذتي الفضلاء

انتقل إلى رحمة الله تعالى المغفور له الشيخ محمد المختار السلامي يوم الاثنين 19 أوت 2019 بعد حياة طويلة قضاها في العلم والتعليم والبحث والتأليف والفتوى، وقد مكنته كفاءته العلمية من تبوأ مواقع مهمة في تونس وخارجها، إذ تقلد منصب الإفتاء وترأس المجلس الإسلامي الاعلى في تونس، كما كانت له عضوية في المجمع الفقه الإسلامي الدولي، ويشهد له العديد من أهل العلم أنه كان فقيها عميق النظر سديد الرأي؛ كما ترأس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة، وتقلد رئاسة وعضوية هيئات شرعية ورقابية لعدد من البنوك الإسلامية.

وقد أصدر الشيخ السلامي عددا من المؤلفات المهمة زادت عن اثني عشر مؤلفا في الفقه ومقاصد الشريعة والاجتهاد والأسرة، وختم مؤلفاته بتفسير شامل للقرآن الكريم.

وقد تلقى العلم على يدي المرحوم عدد من طلاب الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين في تونس، ولا ينسى الطلاب الذين درسوا على الشيخ السلامي علمه وحرصه وجديته، إلى جانب خلقه وحسن سمته.

ومما يحفظ للشيخ السلامي، حتى عند تقلده لمناصب رسمية في تونس في الإفتاء والمجلس الاسلامي الاعلى، فيما نعلمه عنه، انه ظل وفيا لما ينبغي أن يكون عليه العالم الصالح من الالتزام بتحري الحق وقوله، في حكمة واتزان.

لقد خسرت تونس برحيل هذا العالم العامل الجليل رجلا من أكبر رجالاتها، وإنه مما يحز في النفس أن هذا الرجل وأمثاله، لم يجدوا ما يستحقونه من التبجيل والاهتمام لدى بني قومهم، وذلك لتجاهل الدوائر الفكرية والاعلامية لهم.

لقد رأينا في البلاد الغربية اهتمام الدوائر الفكرية والاعلامية برجالات الفكر عندهم، ففي فرنسا مثلا، تجد وسائل الإعلام تحرص على استضافة المفكرين الكبار واعطائهم فرصا للتواصل مع الجمهور في حلقات متعددة والإفادة من علمهم وتجاربهم، لأنهم يعتبرون أن هؤلاء المفكرين يمثلون ذاكرة الشعب والأمة التي ينتسبون إليها، فأين إعلامنا في تونس من تقديم رجالات الفكر والدين في بلادنا، في الوقت الذي نرى فيه الحصص العديدة التي تخصص للفنانين والفنانات، ولكن بالمقابل لا نجد الاهتمام بالمفكرين والعلماء بما يليق بمقامهم.

إن الأمة التي تريد أن تبني نهضتها، وأن تتواصل أجيالها مع من سبقهم من رجالاتها، وأن يكون لها حضور بين الأمم هي التي تضع علماءها ومفكريها في مقام الذكر والتبجيل، فهل نحن فاعلون؟

 

د. أحمد جابالله

عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - وعميد المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية بباريس - فرنسا

من طلاب المرحوم الشيخ محمد المختار السلامي في الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بتونس


: الأوسمة



التالي
نصف قرن على حرق المسجد الأقصى المبارك
السابق
علاقتي مع السلامي (رحمه الله)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع