البحث

التفاصيل

تبني منهج التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة

الرابط المختصر :

تبني منهج التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة الشيخ يوسف القرضاوي من معالم الوسطية الإسلامية والتجديد: تبنِّي منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى، اتباعا للمنهج القرآني: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }[البقرة:185] {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج:78]، وللمنهج النبوي: "يسروا ولا تعسروا" [1]، "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسِّرين"[2[ ومن ذلك: التضييق في الإيجاب والتحريم، والإفتاء بالرخص، ولا سيما عند الحاجة إليها، وبقاعدة: (الضرورات تبيح المحظورات) وقاعدة: (الحاجة تنزل منزلة الضرورة) والتوسُّع في مصادر التشريع فيما لا نصَّ فيه؛ من الأخذ بالاستصلاح، والاستحسان، ورعاية العرف، وسد الذريعة.. وإن كان ولا بد من التشديد، فليكن في الأصول لا في الفروع. وقد حذَّر الرسول الكريم من الغلو والتنطُّع والتَّشديد والتعسير. وإذا كان التيسير مطلوباً في كلِّ زمان، فهو أشد ما يكون طلباً في هذا العصر، الذي غلبت فيه الماديات على المعنويات، وتعقدت فيه حياة الناس، وكثُرت العوائق عن الخير، والمغريات بالشر. والتيسير المطلوب هنا: لا يعني تبرير الواقع، أو مجاراة الغرب، أو إرضاء الحكام، بليّ أعناق النصوص حتى تفيد التيسير قسْراً، فيحلوا الحرام، ويبدّلوا الأحكام، فهذا موقف مرفوض، كموقف الذين يعسِّرون ما يسَّر الله، ويعرضون عن كلِّ اجتهاد فيه تخفيفٌ على عباد الله[3[ ويتمِّم التيسيرَ في الفتوى: التبشيرُ في الدعوة، وقد ربط بينهما المنهج النبوي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى ومعاذ حين أرسلهما إلى اليمن: "يسِّرا ولا تُعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنَفِّرا" [4]، وكذلك روى عنه أنس: "يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا" [5[ ومن هنا ينبغي أن نعمل على تطوير مناهج هذه الدعوة المبشِّرة إلى الإسلام: للمسلمين: تفقيهاً للتعاليم، وتصحيحاً للمفاهيم، وتثبيتاً وتذكيراً للمؤمنين، وبياناً لحقائق الإسلام، ورداً على أباطيل خصومه.. ولغير المسلمين، باعتبار دعوة الإسلام دعوة عالمية موجهة للناس كافة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107] مع ضرورة استخدام آليات العصر من الفضائيات والإنترنت وغيرها، في تبليغها إلى العالمين، بلغاتهم المختلفة، مع وجوب رعاية الأصول، بجانب رعاية روح العصر، وأسلوب العصر. ودعوة المسلمين تكون كما رسمها القرآن – بالحكمة والموعظة الحسنة – ودعوة المخالفين عن طريق الحوار بالتي هي أحسن، سواء كانوا مخالفين في أصل الدين، أم مخالفين في المذهب داخل الدين أم مخالفين في غير ذلك. وتبنِّي منهج التبشير في الدعوة، إلى جوار منهج التيسير في الفتوى. والتبشير في الدعوة: أن نذكّر بالرجاء مع الخوف أو قبل الخوف، وبالوعد مع الوعيد أو قبل الوعيد، ونؤكد بواعث الأمل بدل المثبِّطات والمحبطات، ونعرِّف بالإسلام: أنه دين التفاؤل لا التشاؤم، دين الأمل لا القنوط، دين الحب لا البغض، دين التعارف لا التناكر، دين الحوار لا الصِّدام، دين الرفق لا العنف، دين الرحمة لا القسوة، دين السلام لا الحرب، دين البناء لا الهدم، دين الجَمْع لا التفريق. والتركيز على بواعث الأمل، لا على مُوجبات الإحباط، وتأكيد المبشِّرات بانتصار الإسلام[6] ، بدل التركيز على أحاديث الفتن وما تُوحي به من غربة الإسلام، وإدبار الإيمان.


: الأوسمة



التالي
نجل العودة يغرد تصلني رسائل تعاطف ودعاء للوالد شكرا لكم .. ومعتقلي الرأي يطلق حملة "سننقذ سلمان العودة"
السابق
رحلة إلى الله مع الحكم العطائية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع