البحث

التفاصيل

هذا هو الإسلام

الرابط المختصر :

هذا هو الإسلام

السحر والشعوذة جرائم يعاقب عليها الشرع والقانون

الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس

     يُلاحَظ انتشار ظاهرة ادعاء التعامل مع الجن في فك السحر وعلاج مس الشيطان ، وتسامع الناس أخبار الدجالين والمشعوذين الذين يستغلون جهل الناس وحاجة المرضى ، فيبتزونهم بأخذ أموالهم عنوة بالخديعة والتدليس ، وهذا يقتضي بيان أهم الأسس والقواعد الشرعية في هذه المسألة لخطورتها على استقرار المجتمع وأمنه النفسي :

    فالسحر محرم تعليماً وتعلّماً وعملاً كونه من الكفر ، قال تعالى { ... وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ... } البقرة 102 ، وقال صلى الله عليه وسلم { اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر ... } رواه البخاري ، وقال أيضاً { من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة } رواه مسلم .

     ومن صوره الاستغاثة بالجن وهي محرمة أيضاً لأنها استغاثة بمن لا يملك غوثاً ولا نفعاً ولا ضراً , ومآلها إلى ضلال ، قال تعالى { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } الجن 6 . فالشعوذة والسحر من معالم الوثنية وأوهام الجاهلية وتنطوي على الشرك والكفر ، وهي عنوان الإسفاف والاستخفاف لدى بعض شرائح المجتمع الذي يصيب الناس في دينهم وإيمانهم ، وفي تعاطيه جمع بين الكفر بالله والإضرار بالناس والإفساد في الأرض . لذلك كان الساحر عند غالبية العلماء كالمرتد يحبس حتى يتوب . ومن العلماء من يرى أنه يقتل لسعيه بين الناس بالفساد ، ولأن في عمله تعلق بغير الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم { حد الساحر ضربة بالسيف } رواه الترمذي ، فالسحر والدين يتعارضان ولا يلتقيان .

     وعلى الرغم من تحريم السحر إلاَّ أنه وجد امتداداً وغطاء شرعياً من المتاجرين بالدين فسيطرت أوهامه على بعض الناس ، ومن علاماته التطيّر والتشاؤم وهو محرم لتنافيه مع الإيمان بالقضاء والقدر . قال صلى الله عليه وسلم { لا طيرة ولا هامة } رواه البخاري . فالمؤمن يعيش مطمئن القلب نقي السريرة لا يعرف الوهم إليه سبيلاً ، فالحسد أو العين تأثيرات نفسية لا يصاب بها إلاَّ من ضعفت إرادته ، أما من امتلك قوة الهمة وعظمة النفس فمحصن منها ، والقرآن الكريم يعتبر السحر خداعاً وأوهاماً ؛ قال تعالى في قصة موسى مع سحرة فرعون { ... فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } طه 66 ، وقال فيها أيضاً { ... فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ... } الأعراف 116 .

    للسحر أثر كبير وضرر بالغ ، فمن أخطر ما يعم المجتمع من آفات ومصائب وفتن أن تتسلل الأوهام إلى نفوس أبنائه وأن تتعرض عقولهم لعمليات الوأد والاغتيال بخناجر الوهم والخديعة ، وأن توجه أعتى الطعنات إلى قواهم العقلية والفكرية والمعنوية بالتهافت على الشعوذة ومروّجيها من الأفَّاقين الأفَّاكين وإتيان السَّحَرة الكذابين ، مما يسهم في تعاظم خطرهم وانتشار فسادهم واستفحال شرهم ، فعلى أيديهم كم من أرواح أزهقت وبيوت هدمت وأرحام ووشائج قطعت .

    ويرجع انتشار السحر والشعوذة في الماضي إلى الجهل بحقيقة الأمراض النفسية . أما اليوم وبعد معرفة التشخيص والعلاج النفسي والتوجه إليه فمن المفترض أن تقل الحالات المتجهة إلى المشعوذين والسحرة لا أن تتزايد . لكن المشاكل الاجتماعية التي تفاقمت واستعصى حلها كالبطالة والحرمان والإهمال شكلت الأرضية الخصبة للشعوذة والسحر ، فمن أهم المشاكل التي يدعي محترفو الشعوذة حلها تلك المرتبطة بالجانب العاطفي والمجال الحميمي كالعلاقة بين الزوجين ، أما الجوانب الأخرى كالعمل والدراسة فتحتل درجة أقل في ممارساتهم ، لأنها تحتاج امتلاك الأسباب العلمية والعملية وبذل الجهود العقلية التي يعجز أمامها الدجالون ، وإلاَّ فلماذا لا يمارسون قدراتهم المكذوبة في مجال الحرب ؟ لماذا لا يحررون الوطن من الاحتلال الغاشم ؟ لماذا لا ينقذون الأسرى الأبطال من غياهب السجون ؟    

     اعتبر الدين تعرض الإنسان للسحر والإصابة بالعين أو الحسد حقيقة شرعية وواقعية لا تنكر، قامت الأدلة عليها والواقع يؤيدها ، لكنها لا تصل إلى حد سيطرة الخرافات والأوهام على العقل أو الاستسلام إلى العجز والكسل ، واتخاذ ذلك ذريعة إلى الشرك والتداوي بالحرام ، فعلى من أصيب بهذه الحالات الأخذ بالأسباب بالتداوي عند ذوي الاختصاص من الأطباء فهذا لا ينافي التوكل على الله ، قال صلى الله عليه وسلم { ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء } رواه البخاري .

    ومن يتتبع الوقائع الاجتماعية يتبين أن من يمتهن الشعوذة والسحر يكون غالباً من ذوي المستويات الثقافية المحدودة جدًّا ، وأن أكثر المترددين عليهم رجالاً ونساء ممن يعانون الجهل والأمية والفقر ، أما لجوء المتعلمين إليهم فغالباً ما يكون في الخفاء لأن تعاطي السحر وممارسة الشعوذة والدجل من القيم السلبية في المجتمع .

     والإصابة بالسحر مرض أباح الشرع التداوي منه ، فمع تشخيص الداء لا بد من وصف العلاج والدواء ، إلا أن الله سبحانه لم يجعل شفاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيما حرم عليها ، فإبطال السحر ودواء العين لا يكون بسحرٍ مثله وهو النُّشْرَة ؛ فلما سئل صلى الله عليه وسلم عنه قال { هو من عمل الشيطان } رواه أبو داود . وقد ضع ديننا الحنيف منهجاً متكاملاً لعلاج هذه الحالات المرضية يقوم على الوقاية النفسية والعلاج الروحي بشكل ذاتي أو تخصصي إذا اقتضى الأمر :

* فاعتبرَ العلمَ والعملَ من القيم العليا والمبادئ الرفيعة ، قال تعالى { يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ... } المجادلة 11 ، وامتاز الإسلام بأنه رسالة العلم بأعلى درجاته لا رسالة الوهم : فمثلاً عندما خشي سيدنا يعقوب على أولاده من الحسد أو العين أعلمنا الله سبحانه أنه وحده النافع ؛ قال تعالى { وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } يوسف 68 . وفي قصة استقدام عرش ملكة سبأ ظهرت ضآلة قوة الجن الخارقة أمام قوة العلم ، قال تعالى { قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } النمل 39-40 .    

* وفي مسألة القضاء والقدر ربط الإسلام الأسباب بمسبباتها ، فكلمة الحظ بالمفهوم الشائع بين الناس لا وجود لها ، فالشر لا يأتي من فراغ ، قال تعالى { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } الشورى30 ، وقال أيضاً { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } آل عمران 165 .

* وقررت رسالة الإسلام أن النفع والضرر وعلم الغيب مما استأثر الله به ، فإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وحبيب الحق لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً أو ضراً ولا يعلم الغيب ، فمن يدعي ذلك فهو دجال مشعوذ قال تعالى { قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ } الأعراف 188 ، ونفى سبحانه علم الغيب عن الجن فقال تعالى في قصة سيدنا سليمان { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } سبأ 14 .

     في ضوء هذه الآيات تسقط دعاوى المشعوذين المحتالين الذين يرتزقون بالدين ويستغلون بساطة الناس وحاجتهم ، فعملهم لا علاقة له بالدين ، بل يتخذون الدين ستاراً وأداة جذب . فلو أصاب الإنسان مشكلة أو دهمه خطر ليس له غير اللجوء إلى الله تعالى وحده ، فهو الذي يطمئنه ويحفظه ، فهذا سيدنا يونس في أوج شدته يلجأ إلى ربه ، قال تعالى { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ } الأنبياء 87 ، فاللجوء إلى الذين يدعون امتلاك القدرات الخارقة هو طلب الشفاء ممن لا يملكه ، قال تعالى { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ... } يونس107 ، فمن ابتلي بهذه الأمراض فعليه بالأدوية الشرعية كالتداوي بالدعاء وبالصدقات وبترك المعاصي والآثام .

     ومنها التداوي بقراءة القرآن الكريم الذي جعله الله عز وجل شفاء من كل مرض ، قال صلى الله عليه وسلم { اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء } رواه أبو داود ، وقال أيضاً { إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح } رواه البخاري . وقال { الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كَفَتَاهُ } رواه البخاري . وقال { اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلَةُ } ـــ قال معاوية بلغني أن البَطَلَة السحرة ـــ رواه مسلم .

     ومن الأدوية الشرعية أيضاً الأذكار المأثورة ، قال صلى الله عليه وسلم { من قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء } رواه مسلم ، وقال أيضاً { ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء } رواه الترمذي  وكان صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً قال { اللهم أذهب البأس رب الناس واشف فأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً } رواه أبو داود ، ومن المأثور أيضاً رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم { بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك } رواه البخاري .

     وذكر بعض العلماء أن من علاج السحر بعد وقوعه أن تُدَقَّ سبع ورقات من السدر الأخضر ويُصَبَّ عليها الماء ويُقْرَأَ فيها آية الكرسي وسورة الكافرون وسورة الإخلاص والمعوذتين وآيات السحر { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ " الأعراف 117-119 ، والآيات في سورة يونس { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } يونس 79-82 ، والآيات في سورة طه { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * و َأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } طه 65-69 ، ثم يشرب منه ثلاث حسوات ويغتسل بالباقي .

     تتفشى ظاهرة الشعوذة كلما زاد الجهل في المجتمع وضَعُفَ سعي الناس في طلب الحقيقة والتسلح بالعلم ، وهذه مسئولية شاملة تقع على عاتق أبناء المجتمع جميعاً وليس على فئة منه دون أخرى ، فالخلاص من مستنقعات الخرافة هذه لا يكون إلاَّ بالتحرر الحقيقي الكامل من أغلال الوهم وتحصين العقل من الخيالات ، والتمسك بالإيمان الراسخ والتوحيد الخالص وترك الضلالات .

      والواجب على المواطنين جميعاً في هذه البلوى التكاتف للقضاء على هذه الفئة الضالة المضلة المفسدة ، والامتناع عن التردد إليهم والإبلاغ عنهم وبيان سوء تصرفاتهم وخطورة جرائمهم حسماً لشرهم وحماية للناس من أباطيلهم .

     والواجب على أجهزة الدولة بالأخص منع إتيان الكهان والعرافين والسحرة المشعوذين فمعظمهم معروفون لها ، وكذلك تجريم التعامل معهم ، واعتبار من رضي بذلك مساعداً لهم في جرمهم .


: الأوسمة



التالي
هذا…. أو السودان….!
السابق
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو أمته الإسلامية إلى الثبات على ثوابتها، وقضاياها الكبرى، وإفشال كل ما يمس القدس الشريف وبقية الأراضي المحتلة تحت أي غطاء.

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع