البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر - الحلقة [ 47 ] : الرأى الآخر فى الإسلام

الرابط المختصر :

 

للرأى الآخر مكان عريض فى ثقافتنا الإسلامية، تراه واضحا فى علم الكلام وفى الفقه المقارن وفى علم الملل والنحل! وذكر الرأى الآخر ومناقشته والرد على أصحابه بدأ فى القرآن الكريم نفسه.

وإنك لترى فى مواضع متقاربة من سورة الفرقان قوله تعالى "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون.. " " وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق... "؟ " وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة..!! ".

وأنا أحب أن أسمع الآراء الأخرى التى تخالفنى، وأتأنى فى دراستها، وقد أعتذر لأخطاء أصحابها مع اعتراضى الممتد عليها!!. خصوصا إذا كانوا من أديان أخرى، ذلك لأن البشر عادة يتوارثون عقائدهم من بين ما يتوارثون من شئون مادية أو أدبية! وقد يربطون بها كرامتهم الشخصية ومكانتهم الاجتماعية! فزحزحتهم عنها لا تتم بالصياح والمعاندة.

وقد تحدثت يوما مع واحد من علماء أهل الكتاب أراد إحياء المجادلات القديمة، وترديد ما قالوا وقلنا خلال العصور الماضية، فرأيت أن أمضى به فى نهج آخر أقرب إلى طبيعتى النفسية، ولعله أقرب إلى طبيعة العصر الذى نعيش فيه...

قلت له: إننى أعتمد على العقل وحده فى بناء اليقين! فى الأرض الآن خمسة مليارات من البشر، أى عشرة مليارات عين وعشرة مليارات أذن وعشرة مليارات كلية، وما لا يحصى من الخلايا والأعصاب! فإذا تجاوزت أجساد البشر إلى آماد الكون والفضاء الرحب الذى تسبح فيه كواكب نبصر منها القليل ونعجز عن الكثير.... إن الإشراف على هذا العالم العجيب الرهيب لا يقدر عليه إلا إله ليس كمثله شيء..!.

قال: هذا صحيح، قلت: فأقرب الأديان إلى القبول أدقها وصفا للكمال الإلهى قال : لا بأس! قلت: عندما سأل فرعون موسى عن الله قال ـ فى رواية القرآن ـ " ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى * قال فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى"

هذا حديث القرآن عن الله فى كتاب محمد ، أما حديث التوراة عن الله كما نسبتم إلى موسى فنسق آخر. إن الله ندم على إغراق الأرض بالطوفان، وحتى لا يتكرر منه هذا الخطأ صنع موسى قوس قزح حتى يتذكر فلا يغرق الأرض مرة أخرى وهو ذاهل...

إننى بالعقل وحده أومن بالله العظيم، فبأى عقل أترك تراث محمد فى تنزيه الله ثم أمضى معكم فى قبول ألوهية لا تعرف عواقب ما تفعل؟. لقد سقت لك مثالا خفيفا جدا مما أعرف عندكم، ولديكم عظائم تشيب لها النواصى أوثر السكوت عنها!!.


: الأوسمة



التالي
التخطيط الرشيد لنهضة الجزائر في لـقاء الشيخين ابن باديس والبشير الإبراهيمي
السابق
رحلة الإصلاح (سفينة النجاة)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع