البحث

التفاصيل

لا تحزن إن الله معنا

الرابط المختصر :

 


المحنة واحدة مهما تعددت  أشكالها وتنوعت ألوانها وصورها ، تتفاوت شدتها وفق تلقي كل واحد منا لها ، هي مثل النار تكوي وتعالج وتصفي الذهب من الشوائب ،ودستور المحن هو قانونها العام  الذي يسري على نسق واحد رغم تفاوت الزمان والمكان ،المشكل أن الإنسان يحكم على الظاهروينظر ما في يد الناس ويغبطهم على المكاسب ،ولا يحفل في ما يقابلها من اختبارات صعبة قد تفوق قدرته على التحمل ، يرغب أن يشرب الحلو السائغ من الكأس دائما  دون أن ينتبه للنصف الآخر ، هذه هي الدنيا  كما قال الشيخ الغزالي رحمه الله في كتابه الجانب العاطفي من الإسلام ” ذلك بأن الحياة اليومية ، ليست إلا كوبا ، نصفه مملوء بالماء ونصفه الآخر فارغ لا ماء فيه، فلست بمستطيع  أن تحكم بأنه مملوء كله ولا فارغ كله،وهكذا الناس لن تجد فيهم ذا حياة مملوءة  كلها ،ولاذا حياة فارغة كلها،وإنما لكل منا نصيب من السعادة ،ونصيب من الشقاء،وثم يسعدأحدنا أويشقى بنظرته إلى الكوب الذي يستقي منه ، فإن رآه مملوءا إلى نصفه سعد بحياته وإن رآه فارغا إلى نصفه شقى بها ”  ص 201  لوعدنا إلى القرآن  الكريم لوجدنا الفكرة مجسدة حركيا في وسط اجتماعي بارز ، بين الأنبياء الأصفياء المقربين وبين المعارضين  حتى أضحت من تكرارها ظاهرة(المحنة              الصبر=  نصر )  بل دستورا كاملا صالحا للتطبيق في كل زمان ومكان .

وأولو العزم من الرسل قادة الأنبياء في الدعوة إلى عبادة الله الواحد ، وهم الرواد في قوة الصبر ومجابهة الصعاب ومن هنا نفهم دلالة توجيه الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم في تقديم قصصهم  كنماذج مختزلة وتجارب مؤثرة ، مسايرة لتصعيد الصراع في واقع الرسالة الخاتمةكما جاء في سورة الأنعام ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾﴾. فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم نابع من طبيعته البشرية ، و قد يحزن المؤمن  وتدمع عيناه من شدة المحنة ولكن لا بد أن يشد إزره وتسكن روحه من فهمه لهذا الدستور،أن بعد الصبر والثبات نصرمن الله ، مادام الأنبياء الرواد عليهم السلام قد تكبدوا المشاق وتجرعوامرارة  الأذى وكان لصبرهم ونصرهم دروسا باقية مابقيت الدنيا ،ولا مبدل لكلمات الله .


: الأوسمة



التالي
الأزمة وانتقام “الفاعلية المضادة”
السابق
ما هو منهج تعليم القراءة الحديث؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع