البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر - الحلقة [ 41 ] : زحف الصحراء على أقطارنا

زحف الصحراء على أقطار العالم الثالث مشكلة حقيقة بإنعام النظر، فإن مساحة الأرض التى أجدبت ـ وكانت خصبة ـ تضاهى مساحة غرب أوربا كله.. تحت أراضى المغرب الكبير وحده! أما فى شرق إفريقية فإن الحبشة والصومال وأريترية وغيرها قد اكتسحها الجفاف. ولا يقل مصابها عن مصاب وسط إفريقية وغربها، والمسلمون هم جمهرة السكان فى هذه البلاد المنكوبة!

قال المراقبون: لابد من زراعة غابات كثيفة تحمى الرقعة الخضراء كما أنه لابد من تحويل المراعى على عجل إلى حقول دائمة البذر والحصاد فإن تركها إلى غيرها عندما يتخلف المطر يجعلها صحراء بعد حين!.

قلت: زراعة غابات تحمى ما وراءها لا تحتاج إلى عبقرية! إنها عمل بشرى عادى وكذلك استدامة حرث الأرض لإنتاج الحبوب والبقول! هل نتصل بعالم الجن لاستقدام نفر منهم يقوم بهذه الوظائف ؟

ما الذى عرا النفس الإسلامية حتى انطفأ وهجها وبرد نشاطها وأمست تحسن الاستغاثة والاستجداء أكثر مما تحسن الكدح والربح ؟ ولنفرض أن المتصدقين أرسلوا إليهم قناطير من الخبز والدهن، أذلك يغير حالهم ويذهب عيلتهم، إنه نجدة إلى حين ؟

المشكلة نفسية قبل كل شىء، لماذا يكون نهر النيل على بعد ميل منا ثم لا نستورد منه مياه الرى؟ لماذا نترك السيول تنداح لتتبدد فى العراء أو فى المحيطات ولا نقيم حولها سدودا تخزن مياهها؟ لماذا تكون المياه الجوفية تحت أقدامنا على مدى عشرة أو عشرين ذراعا فلا نستخرجها؟ إن الله لا يقبل صلاة الاستسقاء من كسالى خاملين ؟ ولا يمنح عونه لمن يعجز عن معونة نفسه !!

إن الهوام والحشرات تسعى لتأمين حياتها. فهل يعجز عن ذلك بعض البشر؟ وقد رأينا أتباع أديان أخرى فتتوا الصخور وجعلوا القيعان الناشفة حدائق غناء فهل اختصصنا نحن المسلمين بالبطالة فى عالم يهتز تحت أقدام المردة ؟.

فى كتابنا الكريم أن الله سخر لنا ما فى الأرض فكيف أضحينا نحن مُسَخرين فى الأرض ؟ يبتُّ فى مصيرنا من يقول: الآلهة ثلاثة! ومن يقول لا إله والحياة مادة! ومن يقول: أصنام بوذا وبراهما أجدر بالبقاء. ومن لا يقول شيئا، لأنه لا شىء عنده.. !.

إنك لن تكون جنديا إذا سرقت بدلة جندى وارتديتها، فالعسكرية علم ودربة وليست ثوبا يُلبس.. وكذلك التدين، إنه صقل للنفس والفكر وارتقاء بالخصائص الإنسانية وإحسان لقيادتها، إنه قدرة على تسيير الحياة وتقويم عوجها، لا تماوت وشلل وغرور ودعوى.

 

 

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 41 ] : زحف الصحراء على أقطارنا

زحف الصحراء على أقطار العالم الثالث مشكلة حقيقة بإنعام النظر، فإن مساحة الأرض التى أجدبت ـ وكانت خصبة ـ تضاهى مساحة غرب أوربا كله.. تحت أراضى المغرب الكبير وحده! أما فى شرق إفريقية فإن الحبشة والصومال وأريترية وغيرها قد اكتسحها الجفاف. ولا يقل مصابها عن مصاب وسط إفريقية وغربها، والمسلمون هم جمهرة السكان فى هذه البلاد المنكوبة!

قال المراقبون: لابد من زراعة غابات كثيفة تحمى الرقعة الخضراء كما أنه لابد من تحويل المراعى على عجل إلى حقول دائمة البذر والحصاد فإن تركها إلى غيرها عندما يتخلف المطر يجعلها صحراء بعد حين!.

قلت: زراعة غابات تحمى ما وراءها لا تحتاج إلى عبقرية! إنها عمل بشرى عادى وكذلك استدامة حرث الأرض لإنتاج الحبوب والبقول! هل نتصل بعالم الجن لاستقدام نفر منهم يقوم بهذه الوظائف ؟

ما الذى عرا النفس الإسلامية حتى انطفأ وهجها وبرد نشاطها وأمست تحسن الاستغاثة والاستجداء أكثر مما تحسن الكدح والربح ؟ ولنفرض أن المتصدقين أرسلوا إليهم قناطير من الخبز والدهن، أذلك يغير حالهم ويذهب عيلتهم، إنه نجدة إلى حين ؟

المشكلة نفسية قبل كل شىء، لماذا يكون نهر النيل على بعد ميل منا ثم لا نستورد منه مياه الرى؟ لماذا نترك السيول تنداح لتتبدد فى العراء أو فى المحيطات ولا نقيم حولها سدودا تخزن مياهها؟ لماذا تكون المياه الجوفية تحت أقدامنا على مدى عشرة أو عشرين ذراعا فلا نستخرجها؟ إن الله لا يقبل صلاة الاستسقاء من كسالى خاملين ؟ ولا يمنح عونه لمن يعجز عن معونة نفسه !!

إن الهوام والحشرات تسعى لتأمين حياتها. فهل يعجز عن ذلك بعض البشر؟ وقد رأينا أتباع أديان أخرى فتتوا الصخور وجعلوا القيعان الناشفة حدائق غناء فهل اختصصنا نحن المسلمين بالبطالة فى عالم يهتز تحت أقدام المردة ؟.

فى كتابنا الكريم أن الله سخر لنا ما فى الأرض فكيف أضحينا نحن مُسَخرين فى الأرض ؟ يبتُّ فى مصيرنا من يقول: الآلهة ثلاثة! ومن يقول لا إله والحياة مادة! ومن يقول: أصنام بوذا وبراهما أجدر بالبقاء. ومن لا يقول شيئا، لأنه لا شىء عنده.. !.

إنك لن تكون جنديا إذا سرقت بدلة جندى وارتديتها، فالعسكرية علم ودربة وليست ثوبا يُلبس.. وكذلك التدين، إنه صقل للنفس والفكر وارتقاء بالخصائص الإنسانية وإحسان لقيادتها، إنه قدرة على تسيير الحياة وتقويم عوجها، لا تماوت وشلل وغرور ودعوى.

 


: الأوسمة



التالي
بيان حول رفع اسم سماحة الشيخ القرضاوي من قوائم الإنتربول
السابق
رؤية الإمام ابن باديس لإصلاح التعليم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع