البحث

التفاصيل

هموم تؤرق المقاتلين على جبهات حلب

رغم المعنويات المرتفعة جدا لمقاتلي كتائب الجيش السوري الحر التي بدت على محياهم على طول خطوط المواجهة في مدنية حلب شمال البلاد، فإن مسألة نقص الذخيرة والمؤن باتت هما يؤرقهم، إضافة لاستغلال قوات النظام المدنيين في المنطقة إما دروعا بشرية وإما عيونا لها لمعرفة تحركات الثوار.

في حي صلاح الدين جنوب غرب مدينة حلب تقع إحدى جبهات القتال المشتعلة بين مقاتلي الجيش الحر وجنود النظام، حيث تدور ما توصف بمعارك أمتار للتقدم في الشوارع والأزقة المدمرة وسط انتشار للسواتر الترابية في حين تمركز قناصة من الجانبين لرصد أي تحرك من الطرف الآخر.

وعلى زاوية شارع في الحي -الذي يسيطر الثوار على نحو 80% منه- كانت هناك نقطة لمجموعة من المقاتلين يبلغ عددهم ثمانية عناصر من كتيبة الوعد الحق التابعة للواء حلب الشهباء، تحدث أحدهم ويدعى أبو محمد للجزيرة نت عن مهام المجموعة المتمثلة في تمركز ثلاثة قناصة من المقاتلين لرصد تحركات أو أي عمليات تسلل لجنود النظام ومن والاهم من مليشيات الشبيحة، في وقت تسير بقية عناصر المجموعة دوريات في المنطقة المحيطة بالنقطة.

تمركز وثبات
وقد تمركزت قوات الثوار في هذه المنطقة -التي لا تبعد سوى نحو 200 متر عن خطوط التماس في الجبهة- قبل أسبوع بعد دحرها جنود النظام، وهي ثابتة في مواقعها منذ ذلك الوقت، ويأمل المقاتلون بتلقي إمدادات ذخيرة للحفاظ على أماكنهم وتحقيق سيطرة جديدة على الأرض.

وعن كيفية الاشتباك مع جنود النظام، يقول المقاتلان أبو محمد وأبو جهاد من نفس المجموعة إنه بسبب النقص في الذخيرة يطلقون رصاصة رصاصة نحو الهدف، أي ما يعرف بالمصطلح العسكري "دراكا"، في حين أن لدى قوات النظام قوة نارية كثيفة لاستخدامها الرشاشات "مثل زخ المطر".

ورغم ذلك فإن الثوار يتقدمون في معركتهم متزودين بذخائر "غنموها" في مواجهات سابقة مع الجنود الموالين للرئيس بشار الأسد.

ويتناوب الثوار على الخطوط الأمامية للجبهة كل 24 ساعة بحيث يتراجع المقاتلون إلى نقاط خلفية ويتقدم آخرون مكانهم وهكذا دواليك، كما يتمكن بعض المقاتلين من الحصول على إجازة مدتها 24 ساعة للنظر في حاجيات أهله وذلك بعد كل 72 ساعة يقضيها على جبهات القتال.

مشاعر إنسانية 
ورغم شدته كمقاتل لا يخفي أبو محمد وغيره من الثوار مشاعرهم الإنسانية الجياشة، فلدى أبو محمد عائلة مكونة من زوجة وطفل وطفلة يراهم كل 72 ساعة مرة واحدة، حيث كان يعمل قبل حمله السلاح نجارا للأثاث المنزلي. ويبث هذا المقاتل شجونه متمنيا سقوط النظام بأقرب وقت ليعود إلى أهله وعمله.

وعن سبب حمله السلاح والانضمام للجيش الحر، يقول أبو محمد إن القرار اتخذه بعد قصف طائرات النظام مخبزا في منطقة قاضي عسكر بحلب خلف مجزرة بعشرات القتلى والجرحى، وبعد رؤيته الأشلاء على الأرض.

وناشد أبو محمد "الشباب الشرفاء" في الخارج والداخل السوري النظر في حاجيات "عائلات الشهداء والجرحى"، معربا عن استيائه الشديد لعدم الاهتمام بهذه الشريحة التي لا يسأل عنها أحد رغم حاجتها الكبيرة.

أما أبو اصطيف قاذف -وهو مقاتل من سرايا خالد بن الوليد كان مرابطا على زاوية شارع آخر- فقال إن الجيش الحر يضطر للتراجع خوفا على حياة المدنيين الذين يتخذهم جنود النظام دروعا بشرية للتقدم إلى مناطق يسيطر عليها الثوار، مشيرا إلى أن قوات النظام تسيء للجيش الحر باتهامه باستهداف المدنيين "بينما يقوم هو بالعكس".

ألم الشكوى
ويعتصر المجند المنشق عبد العلي اصطيف -وهو من كتيبة أبو عبيدة التابعة للواء حلب الشهباء- الألم عند الحديث عن نقص الذخيرة، معتبرا أن هذا الموضوع هو ما يؤخر التقدم في جبهات القتال.

كما اتهم مجموعات لم يسمها "بتخزين الذخيرة لما بعد مرحلة الأسد، ونحن بحاجة لرصاصة"، وأضاف "لو كنا إيد واحدة كنا انتصرنا من زمان".

وخلال الحديث مع الثوار يسمع دوي رصاصات أو انفجار هنا وهناك، بيد أن هذا لا يخيف المقاتلين وإنما ما يخشونه دخول مدنيين إلى مناطق الثوار يتضح لاحقا أنهم عيون وشبيحة وربما عسكريون بلباس مدني، وفق ما أفاد أبو أحمد من سرايا خالد بن الوليد والذي كان إلى جانبه نجله وهو طالب جامعي يدرس الطب في السنة الثانية.

وأثناء الحديث يسمع على جهاز لاسكي المقاتلين من يحذر من مدني بلباس معين لمراقبته واعتقاله إن أمكن، بعد أن تبين أنه "شبيح" فيسارع الثوار لتعميم المعلومة والمراقبة. ويقول أبو أحمد إن هذا الأمر يحدث يوميا وإنهم أسروا العديد من هؤلاء المتسللين.

ومع انطلاق الثوار كل لموقعه في أزقة وحارات حي صلاح الدين لمواجهة قوات النظام، تسمع أصوات هتافات التكبير، وسط آمال كبيرة بالنصر مرددين مقولة "الله معنا".


: الأوسمة



التالي
وفاة الشيخ قاضي حسين أمير الجماعة الإسلامية السابق بباكستان
السابق
الأمن الكويتي يفرق مظاهرة للمعارضة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع