البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر -الحلقة [ 27 ] : الانتفاضة الإسلامية في فلسطين

الرابط المختصر :

 

 

من خصائص الإسلام أنه كلما حصدت الهزائمُ والآلامُ جيلا من أبنائه نبت جيل آخر أقدر على المقاومة وأصبر على الجلاد وأبصر بطرق النجاح.. ولعل تلك الخصيصة سبب بقائه ونمائه على كثرة ما لاقى من محن وواجه من متاعب..

في عام 1948 سقط نصف فلسطين في أيدى اليهود إثر هزائم ومؤامرات شاركت فيها هيئة الأمم وقوى الاستعمار العالمى. ووجد عرب فلسطين أنفسهم فى سجن كبير لا يستطيعون الحراك إلا داخل مصيدته، وأحس المسلمون الأحرار أن الدنيا ضاقت بهم وأن الآفاق اسودت أمامهم..

بيد أن الإيمان العميق لا ينهزم مهما كان الحاضر كئيبا، لقد شرع فى هدوء يتحرك ليثبت وجوده، وليتعرض بصبره وأمله إلى روح الله..

كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" تحت عنوان " الاتجاهات الإسلامية بين عرب المناطق المحتلة تتحول إلى ظاهرة سياسية " قالت : فى قرية أم الفحم العربية الواقعة على مسافة ساعة شمالى تل أبيب أقام متشددون مسلمون مواقف للسيارات وزودوها بأماكن انتظار خصص بعضها للنساء والآخر للرجال، وعلى الطريق الخارجى للمدينة، وعلى مسافة بضعة أميال منها توقف "مطعم يونس " عن تقديم الخمور وأنواع البيرة لرواده، وكان ذلك المطعم المكان المفضل للزوار اليهود! وحدث ذلك الامتناع انسجاما مع موجة إسلامية متنامية شملت جميع القرى العربية المجاورة..

بعد ذلك انسحب عدد من الرياضيين العرب من الدورى اليهودى، وشكلوا رابطة لكرة القدم تضم 38 ناديا، وتنتظم فرق القرى العربية فى الأرض المحتلة.

قالت الصحيفة الأمريكية: "وفى أثناء اللعب، وعندما يقرع الآذان صوت المؤذن لأداء الصلاة يتوقف الجميع عن اللعب، ويصطفون أمام القبلة ويقيمون الصلاة فى خشوع، ولا تستأنف المباراة إلا بعد انتهاء الصلاة..

ومن القرى العربية الرازحة تحت الاحتلال فى "الجليل " إلى الجامعات الفلسطينية فى الضفة الغربية، إلى مخيمات اللاجئين المتناثرة بين الشمال وقطاع غزة تسود روح الانتفاضة الإسلامية، ويسرى روح جديد من الانتماء الإسلامى والاعتزاز بالنفس والتراث، والعودة إلى الله بعد ما وقع من أحداث جسام.

إن الكفاح الفلسطينى بدأ إسلاميا خالصا تمثله عمامة محمد أمين الحسينى مفتى فلسطين، ومع ضراوة القوى الشريرة، وتكاتف الشرق والغرب ضده فإن اليهود لم يظفروا بشىء، وربما نالوا مواطئ أقدام لهم فى عدة أماكن، إلا أنهم ما أحسوا معها استقرارا، ولا خلص له كيان، لأن المجاهدين المسلمين ما وهنوا ولا استكانوا.

فلما أبعد الإسلام ضاع كل شىء! ولا أمل إلا فى العودة إليه.

 

 

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 27 ] : الانتفاضة الإسلامية في فلسطين

من خصائص الإسلام أنه كلما حصدت الهزائمُ والآلامُ جيلا من أبنائه نبت جيل آخر أقدر على المقاومة وأصبر على الجلاد وأبصر بطرق النجاح.. ولعل تلك الخصيصة سبب بقائه ونمائه على كثرة ما لاقى من محن وواجه من متاعب..

في عام 1948 سقط نصف فلسطين في أيدى اليهود إثر هزائم ومؤامرات شاركت فيها هيئة الأمم وقوى الاستعمار العالمى. ووجد عرب فلسطين أنفسهم فى سجن كبير لا يستطيعون الحراك إلا داخل مصيدته، وأحس المسلمون الأحرار أن الدنيا ضاقت بهم وأن الآفاق اسودت أمامهم..

بيد أن الإيمان العميق لا ينهزم مهما كان الحاضر كئيبا، لقد شرع فى هدوء يتحرك ليثبت وجوده، وليتعرض بصبره وأمله إلى روح الله..

كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" تحت عنوان " الاتجاهات الإسلامية بين عرب المناطق المحتلة تتحول إلى ظاهرة سياسية " قالت : فى قرية أم الفحم العربية الواقعة على مسافة ساعة شمالى تل أبيب أقام متشددون مسلمون مواقف للسيارات وزودوها بأماكن انتظار خصص بعضها للنساء والآخر للرجال، وعلى الطريق الخارجى للمدينة، وعلى مسافة بضعة أميال منها توقف "مطعم يونس " عن تقديم الخمور وأنواع البيرة لرواده، وكان ذلك المطعم المكان المفضل للزوار اليهود! وحدث ذلك الامتناع انسجاما مع موجة إسلامية متنامية شملت جميع القرى العربية المجاورة..

بعد ذلك انسحب عدد من الرياضيين العرب من الدورى اليهودى، وشكلوا رابطة لكرة القدم تضم 38 ناديا، وتنتظم فرق القرى العربية فى الأرض المحتلة.

قالت الصحيفة الأمريكية: "وفى أثناء اللعب، وعندما يقرع الآذان صوت المؤذن لأداء الصلاة يتوقف الجميع عن اللعب، ويصطفون أمام القبلة ويقيمون الصلاة فى خشوع، ولا تستأنف المباراة إلا بعد انتهاء الصلاة..

ومن القرى العربية الرازحة تحت الاحتلال فى "الجليل " إلى الجامعات الفلسطينية فى الضفة الغربية، إلى مخيمات اللاجئين المتناثرة بين الشمال وقطاع غزة تسود روح الانتفاضة الإسلامية، ويسرى روح جديد من الانتماء الإسلامى والاعتزاز بالنفس والتراث، والعودة إلى الله بعد ما وقع من أحداث جسام.

إن الكفاح الفلسطينى بدأ إسلاميا خالصا تمثله عمامة محمد أمين الحسينى مفتى فلسطين، ومع ضراوة القوى الشريرة، وتكاتف الشرق والغرب ضده فإن اليهود لم يظفروا بشىء، وربما نالوا مواطئ أقدام لهم فى عدة أماكن، إلا أنهم ما أحسوا معها استقرارا، ولا خلص له كيان، لأن المجاهدين المسلمين ما وهنوا ولا استكانوا.

فلما أبعد الإسلام ضاع كل شىء! ولا أمل إلا فى العودة إليه.

 


: الأوسمة



التالي
كتاب : فقه الجهاد .. دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة الحلقة [ 27 ] : الباب الثالث : الجهاد بين الدفاع والهجوم (مناقشة أدلة الفريقين من الهجوميين والدفاعيين(
السابق
حقوق الشعب الفلسطيني وواجبنا الشرعي نحوهم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع