البحث

التفاصيل

هل نحن على أبواب حرب عالمية

يبدو أننا على أبواب حرب أخرى ليست باردة كما هو الاصطلاح القديم في عهد الاتحاد السوفياتي وأمريكا، وإنما هي حرب ساخنة تغلي غليانا خطيرا قد يؤدي إلى دمار الأرض أو زلزالها.

فهذا بوتن يهدد بأسلحة جديدة فتاكة لا تقاوم ولا ترد، وهو ذو عقلية أمنية عسكرية مخابراتية، يميل إلى استعمال القوة والعناد الشديد كما يبدو من تصرفاته في أوكرانيا، وذو نزعة عدوانية مغامرة كما فعل في تدمير غروزني، وإهلاك الشيشان بالقوة الغاشمة، فأحرق مدينة غروزني وأخلاها من سكانها، وها هو اليوم يكرر تصرفاته المدمرة في سوريا، باستعمال الطائرات والأسلحة الفتاكة ويمد غيره بها، ويحمي استعمال الأسلحة الكيماوية، ويستعمل الفيتو إحدى عشرة مرة، ويراوغ مراوغة فقدت كل قيمة أخلاقية، وكل معيار إنساني لتحقيق أغراضه الإمبراطورية الطاغية.

ولعله يرمي إلى بناء إمبراطورية جديدة يحلم بها ويعمل لها، وهذه أمريكا سبقته في شن الحروب مع حلفائها في أفغانستان، ودمرت دولة العراق وكادت تقسمها بغرس الطائفية والعرقية في هذا البلد العريق، فدمرت الآثار الحضارية ونهبتها وقتلت الأطفال بالحصار والجوع، واستعمال الأسلحة المحظورة.

وها هي اليوم تعيث في سوريا فسادا، وتستعمل الأكراد وتسلحهم لقسمة سوريا وتدمير وحدتها باسم محاربة الإرهاب أداة لتحقيق مصالحها ومصالح الصهاينة التي أقدم الرئيس الأمريكي على ما لم يقدم عليه رئيس من رؤساء الولايات المتحدة بتأثير المسيحية المتصهينة.

وهو ذو عقلية مالية، ورجل أعمال وتجارة وربح، وليس له أي شيء وإن قل من الخبرة السياسية، مما جعل البيض الأبيض مسرحا للمتناقضات والانتقادات والذبذبة، وفقدان بوصلة السلوك السياسي الصائب.

وتحكم الصهاينة في مسار السياسة الأمريكية وتصرف الكونجرس خاضع للوبي الصهيوني، مما جعل إقامة دراسة هذه الأيام لبيان مدى نفوذ الصهاينة في تصرفات الكونجرس وغيره وفي توجيه السياسة الأمريكية إلى الهاوية.

والدعوة إلى وقف المساعدات الأمريكية اللا محدودة لدولة الصهاينة الذين يبتزون أموال الشعب الأمريكي، فإن 80 بالمائة منهم يرفض هذا الابتزاز الفاضح.

إن تدمير العراق وسوريا من تدبير الصهاينة لصد أي تقدم اقتصادي أو عسكري خوفا على دولتهم الظالمة.

إن ما يقوم به الطيران الروسي من تدمير الشعب السوري في الغوطة وحلب تجاوز كل الحدود، وأصبح فضيحة في تاريخ روسيا في عهد رئيسها الحالي، وهي لا تنسى في ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية، وهي زرع عميق لكراهية الروس.

ولا يمكن أن يطمع بوتن في البقاء في هذه المنطقة التي تدافع عن نفسها وحضارتها، ولا تقبل بقاء هذا الإجرام في حقها مهما طال الزمن، ومهما تكن ضراوة هذا العدوان على الشعب السوري الأعزل، وثورته التي ترمي إلى الحرية، والقضاء على الاستبداد والطغيان إنه شعب متحضر، ضارب جذوره في التاريخ لا يمكن القضاء عليه ولا محوه من الوجود.

فهذه الظروف التي نراها ونقرأها قد تشعل حربا ضروسا تدمر حضارة اليوم بنزوة بوتن، واضطراب ترامب، وفوضى السياسة الأمريكية، وتناقض البيت الأبيض الأمريكي والعدوان على الشعب الفلسطيني، ودعم العدوان الصهيوني بلا حدود.

إن الصهاينة وسلوكهم اليوم وتأثيرهم في السياسة الأمريكية خطر على السلام العالمي، وتوريط له في الحرب ليبقوا أمة مفضلة كما يزعمون عند الله! ولو دمر العالم كله، بمكرهم وخداعهم وما يضمرون من الشر للعالم والانتقام منه شر انتقام.

 

لهذا فعلى العالم اليوم أن يوقف هذا الذي يجري في سوريا وفي ليبيا وفي اليمن ليسود السلام بين الشعوب، فكفانا من استعمال أداة الإرهاب لتدمير الشعوب، وتقسيمها وتعطيل دخولها في الحضارة، لتبقى رهينة لها وسوقا مفتوحة لمنتجاتها، ونهب ثرواتها، وتأييد الطغاة والمستبدين ليسهل عليهم قضاء مآربهم.

هذه العوامل كلها من المظالم، والعدوان على حقوق الشعوب وكرامة الإنسان تلوح منها لوائح حرب لا تبقي ولا تذر إن لم يتوقف أعضاء مجلس الأمن عن تلاعبهم بمصائر الشعوب، واستعمال “الفيتو” ليبقى الظلم ولتحقيق مصالحهم، ولو دمر العالم كله.

فعلينا أن ندرك هذا، ونستعد له، فلوائح الحرب تلوح وعلاماتها لا تخفى على العقلاء من الناس الذين يدركون ما يجري في العالم اليوم.


: الأوسمة



التالي
المرأة والرجل بين المساواة الفطرية والتسوية القسرية
السابق
تصوير هول الورطة في فاجعة الشام والغوطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع