البحث

التفاصيل

الغنوشي يتحدث عن النهضة والإخوان وأزمة المنطقة

أكد مؤسس حركة النهضة التونسية الدكتور راشد الغنوشي، أن حركته نجحت في إتاحة الحريات العامة في تونس كنتيجة لمشاركتها في الحكم، معتبرا أن المصلحة العامة للشعب تقتضي أن تظل النهضة في سدة الحكم.

وفي لقاء خاص مع "عربي21" على هامش مشاركته في مؤتمر دولي بإسطنبول قال الغنوشي - عشو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : "إن شعبية النهضة قد تكون تراجعت نظراً لعدم تحقق إنجازات خلال 6 سنوات منذ اندلاع الثورة؛ ولكن لا شيء يثبت على حاله ولا نثق في استطلاعات الرأي التي يروج لها البعض".

ومتحدثا عن الأوضاع في مصر قال: "لا يتصور أحد أنه بالإمكان إبعاد الجيش عن السياسة أو إبعاد الإخوان أيضاً؛ فمصر يجب أن تكون للجميع لمسلميها وأقباطها وجيشها وشعبها".

 

ودعا إلى أن "يتجه جميع المصريين إلى المستقبل وعدم الوقوف أمام الماضي كثيراً؛ حتى تعود مصر مركزا للحراك والتأثير في المنطقة".

وأكد الغنوشي أن الآلام التي نراها هنا وهناك في بلدان الربيع العربي إنما هي آلام المخاض لميلاد عالم عربي وإسلامي جديد، يعم فيه العدالة والحرية والديمقراطية وتنتهي فيه الديكتاتوريات.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف ترى واقع ومستقبل بلاد الربيع العربي الآن؟

في مخاض وستلد إن شاء الله ثورات الربيع العربي ما يحقق أحلام الشباب وأحلام الشهداء والمجاهدين والمناضلين، ولن تبقى أرض العرب سجناً أو ساحة حرب أهلية وفوضى، فهذه إرهاصات الثورات، والثورات لا تنتصر بمجرد إعلانها وإنما بين مرحلة الإعلان وبين مرحلة التتويج فترة تمتد أحيانا عشرات السنين مثلما حدث في الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات 
ولا أرى مبرراً لأن يظل العرب ثقباً أسود في هذا العالم، فالديمقراطية تجول في كل مكان إلا عالمنا العربي، ربما لكثرة الضغوط الخارجية عليها لأهمية تلك المنطقة ولوجود الكيان الصهيوني بها، ولكن قوى الشباب ستنتصر إن شاء الله.

كيف ترى توجه السعودية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؟

 
أدعو كافة شعوب وحكام العرب إلى التصالح فيما بينهم؛ لأنهم إخوة وتصالحهم واجب وملزم بدلاً من التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضنا ويعتدي على مقدساتنا، ودعوتي هذه موجهة للجميع بمن فيهم شعوب وحكام الخليج.
فليس من المنطقي أن يظل يأكُل العرب بعضهم بعضاً ويتناحرون فيما بينهم بالرغم من وحدة الدين واللغة والمصير؛ ويهرولون للتطبيع مع أعداء الأمة من الصهاينة؛ بينما العالم على اختلافه يتجه إلى التعاون والاندماج.

الأزمة الخليجية كيف تراها وماذا تتوقع لها؟

 
ما حصل سيء وسلبي وأرجو ألا يحصل ما هو أسوأ من ذلك وأن تأخذ الأمور طريق الانخفاض والتهدئة بدلا من أن ترتكب مزيد من الحماقات التي تزيد الوضع تعقيداً.

مستقبل الوضع في ليبيا وكيف تراه؟


 

الوضع في ليبيا يتجه نحو الاستقرار في المستقبل القريب ومن المتوقع التوصل إلى حل قريب برعاية الحكومة التونسية والمبعوث الدولي للأمم المتحدة يلتقي عليه الأشقاء في ليبيا، كما أننا في النهضة ندعم جهود الدولة التونسية بقوة في احتضان المصالحة الليبية وتشجيع كافة المجموعات الليبية من أجل مستقبل أفضل في ليبيا.

كيف ترى واقع تونس في ظل حكم النهضة اليوم؟

تونس والنهضة كلاهما بخير والحمد لله، ففي عهد النهضة نعمة الأمن متوفرة في البلاد، ونعمة الحرية متاحة للجميع، وذلك مطلبنا منذ دخلنا حلبة الحياة السياسية، الراية الوحيدة التي رفعناها هي راية الحرية لنا وللجميع وهي اليوم متوفرة، فلدينا حرية الصحف ووسائل الإعلام، وكذلك حرية تكوين الأحزاب والجمعيات، والانتخابات الحرة النزيهة أيضاً، والقضاء المستقل.

ولا ننسى أننا في تونس لا زلنا نمر بمرحلة انتقالية بعد 60 سنة من حكم الاستبداد والصوت الواحد، والبلاد تتجه إلى انتخابات حكم محلي وهي انتخابات لها دور مهم جداً في توزيع السلطة، وتحميل الآلاف من المنتخبين في المحليات من القيادات الشابة مسؤولية مناطقهم بما يخفف العبء عن المركز ويتحقق المزيد من المشاركة في السلطة بما يجعل العودة إلى الوراء أصعب.

البعض يقول إن شعبية النهضة تراجعت نتيجة مشاركتها في السلطة.. ما حقيقة ذلك؟

النهضة الآن مشاركة في السلطة هذه حقيقة، ولكن مسألة تراجع النهضة الذي ذكرته جائز أن يكون حصل بدرجة ما ولكنه ليس ثابتاً وهذه حقيقة، فاستطلاعات الرأي نتائجها مختلفة وهي عندنا ليست محل ثقة، والنهضة اليوم هي الكتلة الأولى في البرلمان التونسي بـ69 مقعدا من 216 مقعدا، وتليها كتلة نداء تونس بـ 58 مقعدا، وهي كتلة متحالفة مع النهضة، ولذلك الحكومة القائمة اليوم هي ائتلافية، تشترك فيها 6 أحزاب بما في ذلك أحزاب يسارية وليبرالية وقومية بما في ذلك الحزب الذي يُنعت عادة بأنه امتداد لحزب بن علي وبورقيبة.

وهذه الحكومة مدعومة من ثلاث منظمات شعبية كبرى هي الاتحاد العام للشغل، واتحاد الفلاحين، واتحاد رجال الأعمال اتحاد الصناعة والتجارة.

كيف تعاملتم مع بقايا نظام بن علي الذين قامت الثورة ضدهم؟

من خصوصيات أو مميزات التجربة التونسية أنها تجنبت تقسيم المجتمع إلى ما قبل الثورة وما بعد الثورة، واعتبرت جميع التونسيين مواطنين ما داموا اعترفوا بالدستور الذي جاءت به الثورة، وقلنا إن كل من دخل تحت خيمة الدستور فهو من أبناء الثورة ويعد مواطنا صالحاً له كل الحقوق، وإذا ارتكب هو بذاته جريمة يحاسب كفرد بنفسه ولا تحاسب المجموعة التي ينتمي إليها؛ وهذا عكس ما حدث في العديد من الأقطار العربية الأخرى، ففي ليبيا تم إقرار قانون العزل السياسي، وفي العراق قانون اجتثاث البعث، وفي مصر أيضا قانون العزل، وهذا التقسيم يضرب استقرار المجتمع ويثير الأحقاد ويفرق الصفوف ويعد مشروع حرب أهلية مصغرة.

ونحن في تونس كدنا نقع في تلك الكارثة لولا تفوق الرفض على الموافقة بصوت واحد، فجنبنا ذلك إصدار قانون العزل السياسي الذي يشعل نيران الأحقاد، ويمهد لحرب أهلية في المجتمع ويمزق وحدته وقد نجانا الله منه.

كيف ترى تجربة رواندا من إشاعة روح التسامح بعد حرب أهلية هلك فيها أكثر من مليون رواندي، وإمكانية تحقيق ذلك في مصر؟

تجربة رواندا تجربة في غاية الروعة، واليوم بعد أن تصالح أهل رواندا وألقوا بالحرب الأهلية البشعة وراء ظهورهم يحققون الآن نسباً من أعلى نسب التنمية في إفريقيا تصل إلى 10% وذلك بفضل النظر إلى المستقبل ونسيان الماضي.

وأقول للأشقاء في مصر جميعهم عليهم أن يتجهوا للمستقبل وليس إلى الماضي في إطار المصالحة، ولابد من الحوار من أجل المصالحة، ومستقبل مصر للجميع والوطن للجميع مع معالجة مظالم الماضي، والجريمة فردية بطبيعتها فالعدالة الجماعية ليست عدالة، ولكن من ارتكب خطأ يحاسب في إطار المصالحة.

ولابد أن يعلن في مصر الاتجاه إلى مصالحة عامة لا تستثني أي فئة من الفئات وأن ننتهي عن الإقصاء، فمشكلة العرب هي الإقصاء يقصي بعضهم بعضاً، فالرئيس التونسي "قايد السبسي" كلما سئل لماذا تتحالف مع النهضة؟ كان دائماً يقول: "أنا ضد الإقصاء فالشعب هو من اختار النهضة فلماذا نقصيهم؟ لا أقبل بإقصاء أي فصيل منتخب". ففي مصر.. لا الجيش يمكن إقصاؤه ولا الإخوان.

كيف ترى مستقبل الإخوان في مصر اليوم وبماذا تنصحهم؟

لاشك أن مستقبل الإخوان هو من مستقبل مصر، والإخوان مضطهدون ونحن نتضامن مع كل مضطهد.. وندعو كل المصريين إلى التصالح الوطني بين الجميع.

وقد قلت إنه في مصر لا أحد يتصور أن الجيش سيُقصى من السياسة، ولا كذلك الإخوان سيقصون من حقهم في ممارسة العمل السياسي؛ لأن مصر ملك لجميع المصريين بكل أطيافهم.

وعلينا أن ننظر للمستقبل ولا ننظر للماضي؛ لأنه في الماضي حصل ما حصل وعلينا أن نتطلع للمستقبل بعيدا عن التشفي والانتقام؛ فمصر للمصريين جميعا ولن ينهض بها طيف واحد مهما بلغت قوته.

إسطنبول- عربي21- مجاهد مليجي


: الأوسمة



التالي
تصنيف الاتحاد بالإرهاب لا قيمة له
السابق
ندوة عن: تفعيل العقيدة في الاستنهاض الحضاري

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع