البحث

التفاصيل

معظم حكام الأمة لا يسمعون إلى النصح والإرشاد

الأمة الإسلامية مدعوّة إلى ترك الغضب، وكل إنسان أن ينظر في داخل نفسه، وأن يجلس معها وينظر في عيوبها، وأن يخصص لعلاج تلك العيوب وقتاً من يومه، قبل أن يدركه الموت، فيندم ولات ساعة ندم، فهذه الجلسات العلاجية تتجه بنا إلى أن تكون أنفسنا لوامة، نلومها على التقصير ونلومها على التفريط.

 إذا فكرنا في أنفسنا، ولا سيما في مجال أمراض القلوب، وبخاصة في مرض الغضب، دفعنا ذلك إلى التأمل والتفكير في العلاج، حتى لا نتفاجأ يومياً بمشاكل لا تعد ولا تحصى.

العلاج الشامل هو التفكر في إصلاح العيوب، ومحاسبة الأنفس قبل الوقف بين يدي الله تعالى يوم العرض والحساب، كما يطلب منا التدبر في آيات الله تعالى وتصرفاتنا والالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء، فإنه مخ العبادة، وهو الحصن الحصين الذي يحفظ به الإنسان نفسه من المعاصي والأمراض.

  الغضب شعلة من نار وجمرة من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة؛ فتفسدها، وهو مستخف ومستكن في باطن الفؤاد استكنان الجمر تحت الرماد، ويستخرجها الكبر الدفين في قلب كل جبار عنيد، كما يستخرج الحجر النار من الحديد.. والغضب له قرابة مع الشيطان؛ لأن الشيطان خلق من نار، والغضب في جوهره شعلة موقدة من النار، وشأن النار التلظي والاستشعار والحركة والاضطراب، وحينما يغضب الإنسان يفتح للشيطان أبواب نفسه إلى الشرور والسيئات.

 لقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغضب، حيث جاءه سائل وقد قطع الأميال الطويلة يسأله: "يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ عَلَيَّ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ قَالَ لَا تَغْضَبْ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا تَغْضَبْ". لأنه صلى الله عليه وسلم علم من حال السائل أنه يرتكب المنكرات حال الغضب.

 الإسلام أن القوي الشديد هو الذي يتحكم في نفسه فيكظم غيضه، ويخمد نيران الغضب في قلبه، والذي لا يغض إلا لله تعالى، وإذا غضب في الله تصرف وفق منهج الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ قَالُوا الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ قَالَ لَا وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".

 الغضب مفتاح كل الشرور، ورأس كل الحماقات، والواجب على المسلم أن يتحلى بترك الغضب، وأن يكظم غيظه كما أمره الله تعالى بذلك، حيث جعل الله تعالى كظم الغيظ من صفات المحسنين، الذين يفوزون بجنة عرضها السموات والأرض، وكظم الغيظ موجب لرحمة الله ورضوانه، قال تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

معظم ما يحصل في بلاد العرب مصدره الفردية في الحكم، ولا يقوم على الشورى، والشخص الواحد الحاكم أو من معه إذا غضب أصدر ما يدمر العباد من قرارات غير مدروسة، فمعظم حكامنا فرديون مستبدون لا يسمعون إلى النصح والإرشاد، أما مستشاروهم فهم بمثابة صغار الموظفين، يخدمونهم ويصدقونهم ويشيدون بتصرفاتهم وعلى أنها القمة في الرقي مهما فعلوا، ومن هنا نزلت بنا المصائب، والتي لا طاقة لنا بها، وأما في بلاد الغرب فهناك قوانين ودساتير يلتزمون بها، وهناك جهات ومؤسسات رقابية على الحاكم وتصرفاته، فلا يمكن للحاكم أن يتعامل حسب غضبه وأهوائه، ونحن أولى بهذا القانون والالتزام منهم


: الأوسمة



التالي
حزب العدالة والتنمية المغربي.. أين الخلل؟
السابق
التفاهم التربوي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع