1 – مدخل: تعتبر مقاصد الشريعة الإسلامية من أهم المباحث الدراسية في علم أصول الفقه عند القدامى والمعاصرين. وبعضهم يعتبرها من مباحث علم أصول الدين. وآخرون يصنفونها كعلم قائم بذاته. وقد بذلت جهود كبيرة في وضع قواعدها، وبيان أهم مؤلفاتها، ووضع أصولها النظرية والعملية، ولا يزال البحث في المقاصد يحتل أهمية كبرى في خريطة اهتمامات العلماء وطلاب العلم في معاهد وكليات العلوم الشرعية، وبدأت تدخل أيضا إلى بعض معاهد وكليات العلوم الاجتماعية والإنسانية.
2- هدف الندوة: تستهدف الندوة تفعيل المقاصد في حركة العقل الفقهي في المجال السياسي وتنزيل الأحكام في عالم متغير مع ضرورة مراعاة مفهوم التدرج ومفهوم تقديم البدائل الذي هو مقدمٌ على محاربة الرذائل.
فكيف يمكن تفعيل المقاصد وتنزيل الأحكام في الواقع دون تعسّف أو إكراه في أحكام العدل، والشُّورى، والمساواة وتعميق الانتماء الوطني التي هي من أهمّ المتطلبات للمحافظة على نعمة الأمن للمواطنين والمقيمين والاستقرار في الدولة، والتعددية، والمؤسسية، والتداول على السلطةـ، والفصل بين السلطات الثلاث مع استقلالية السلطة الرابعة (الإعلام)، بالإضافة إلى إقرار منظومة الحقوق والحريات العامة للمواطنين الفردية والجماعية كحقوق أبدية ملزمة للتطبيق لا تقبل الحذف أو التعديل أو التعطيل، وليست منحة مكتسبة، كحق الكرامة والحرية والتّقاضي والتملّك والعمل والتعليم والرعاية الصحيّة، وحقّ الضمان الاجتماعين وحق الأمن. كل هذا في ظل نظام ديمقراطي اتفق معظم مفكري المدرسة الوسطية أنه الأنسب والأقرب من جوهر الإسلام من حيث اختيار الحاكم والانتخاب والتمثيل النيابي والتداول على السلطة واستقلال القضاء وحرية التعبير والتنظيم، وهو إلى جانب ذلك أحسن صورة ابتكرتها البشرية لتطبيق الشورى الإسلامية، وقد سبق للشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله أن قال إنّ الحكومة الإسلامية حكومة ديمقراطية على حسب القواعد الدينية الإسلامية المنتزعة من أصول القرآن ومن بيان السنة النبوية وممّا استنبطه فقهاء الإسلام في مختلف العصور. وإذا كانت الديمقراطية جيدة من حيث أنها نظم وآليات فإنّ الإسلام يستطيع أن يثريها بقيم تعطيها السموّ الأخلاقي والعمق الإنساني الذي يحميها من سلبيات الرأسمالية المتوحشة والتلاعب بالضمائر والذمم والأصوات.
وإلى اليوم مازلنا في حاجة إلى بذل اجتهاد مقاصدي ضخم وجهود كبيرة لتفعيله بشكل أكبر في معالجة قضايانا المعاصرة وفي المجال السياسي والحياة العامة، مع اعتبار الواقع في عملية الاجتهاد المقاصدي بحسن فهم وقراءة وتقدير وحسن تنزيل وتطبيق وإجراء لعمليات الاستثناء والتأجيل والتخصيص والتقييد، جريا وراء حسن أيلولة ممكنة لمراد الشارع ومصلحة المواطن في آن واحد بما لا يحدث فتنة أو اهتزازا واضطرابا، ووعيا بفقه الموازنات والمآلات والتنزيل مع الانفتاح على منجزات الحضارة الإنسانية، إلى جانب ما يتيحه العقل من اجتهاد في تنزيل أحكام الوحي، طلبا للإضافات النافعة للبشرية، فالحكمة ضالّة المؤمن. يقول ابن القيّم رحمه الله: "إذا ظهرت إمارات الحقّ وقامت أدلة العدل وأسفر وجهه بأيّ طريق كان فثمّ شرع الله ودينه... فأيّ طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين ليست مخالفة له".
3- محاور الندوة
الجانب النظري: مقاصد الشريعة والسياسة:: :
أ- مقاصد الشريعة: إطار مرجعي للعمل السياسي: أ. الدكتور برهان النفاتي
ب- مقاصد الشريعة والتأصيل الفقهي للسياسة الشرعية وتنزيلها في مسار الثورة:أ.د نورالدين الخادمي
جــــــ - منهجية مقاصد الشريعة بين أسئلة الماضي وأسئلة الواقع: أ. الدكتور محمد الشتيوي
و- مقاصد الشريعة في المصادر التراثية: من الحكمة السياسية إلى قوانين الطوارئ:د.العربي البشري(فرنسا)
الجانب العملي: تفعيل مقاصد الشريعة في صنع القرار في قضايا المجال العام- نماذج تطبيقية
أ- مقاصد الحرية في الفقه الإسلامي المعاصر:حق التنظيم الحزبي والانتخابات نموذجا: الشيخ راشد الغنوشي.
ب- مقصد العدل في الفقه الإسلامي المعاصر: مسألة الفقر والعدالة الاجتماعية: الدكتور منير التليلي.
د- تقارير حقوق الإنسان في ميزان نظرية المقاصد: حالات مختارة: الدكتور جمال دراويل
هـ- مقاصد الشريعة و المجتمع المدني: حالات مختارة. أ الدكتور إبراهيم البيومي غانم
و- تقييم أداء البرلمانات في ضوء نظرية المقاصد: حالات مختارة: أ. الدكتور عبد المجيد النجار.
ز- مقاصد الشريعة في نصوص الدساتير المعاصرة: حالات مختارة. الدكتور حسن الشافعي
حـــ- مقاصد الشريعة في قوانين العمل وحقوق العمال: حالات مختارة:الدكتور أحمد جاب الله(فرنسا)
كـ- مقصد الشريعة من التداول على السلطة والفصل بين السلطات في المجال السياسي:أ.د عبد النور بزا (المغرب).
لـ- تأسيس مقاصدي لمسألتي التعددية وتداول السلطة : حالات مختارة أ الدكتور حسن جابر
م ـ تولي المناصب المختلطة بالحرام في ضوء النظر المقاصدي : حالات مختارة أ الدكتور أحمد الريسوني
