البحث

التفاصيل

هيمنة المشروع الإيراني على إقليم كوردستان

الرابط المختصر :

هيمنة المشروع الإيراني على إقليم كوردستان أيضا من خلال خطة محكمة قضت
على التأثير التركي بالعراق أيض ا لإخراج العراق من محيطه السني ، والعربي.

مما لا شك فيه أن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 م كانت المسمار الحقيقي الأخير في نعش
السلطنة العثمانية )أو الخلافة العثمانية( التي استمرت حوالي 600 سنة، تحمي وحدة الأمة وهويتها، وعلى الرغم من وجود بعض ملاحظات عليها في المرحلة الأخيرة، لكنها قدمت خدمات جليلة، ووسعت دائرة الإسلام والمسلمين، وحافظت على وحدة الأمة.
والأمة الإسلامية في مرحلة ضعفها، مشكلتها الكبرى هي الخلافات التي تؤدي إلى الفجور في الخصومة، والتضحية بكل شيء في سبيل سيطرة فريق على فريق.
وقد فكر المستعمرون في تمزيق هذه السلطنة، التي ضمت معظم البلاد والعباد، ولكنهم لم يستطيعواتحقيق هذا الهدف إلا من خلال التمزيق الداخلي، بإنشاء القومية الطورانية العنصرية، وفي مقابلها إنشاء القومية العربية، التي تكفل المسيحيون بإدارتها تحت إشراف الإنجليز والفرنسيين، فاغتر العرب بوعود المحتلين، فخسروا السلطنة وفلسطين، ومزق العالم العربي، والإسلامي، ووقع تحت الاحتلال الأجنبي، وكان نصيب الكورد من هذا التقسيم الأكبر، فمزقوا و مزقت أرضهم، فالقسم الأكبر بقي ضمن دولة تركيا، والقسم الثاني ضم إلى دولة العراق الجديدة، والقسم الثالث ضم إلى إيران، والقسم الرابع ضم إلى دولة سوريا الجديدة فكان هذا التقسيم في غاية من الذكاء والخبث والدهاء، حيث كان انتقاماً من هذا الشعب، الذي ساهم أجداده في القضاء على الصليبيين، وتحرير القدس وفلسطين، ومناطق كثيرة من الشام، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن أهم شعوب الشرق الأوسط هم العرب، والترك، والفرس ، والكورد، حيث كان المستعمر يعلم بأن الكورد في ظل دولة قومية مع تطلعاتهم إلى الدولة سيخلقون مشاكل لهذه الدول ، وحينئذ تستمر الفوضى وعدم الاستقرار، وبذلك تتحقق أهداف الاستعمار في وجود الاضطرابات في المنطقة، وبالتالي التحكم في خطوط الصراعات وحاجة فرقائها إليه.

والأكراد لم يتبنوا الفكرة القومية إلا في مرحلة متأخرة، والدليل أنهم قاموا بثورة كبرى ضد إلغاء الخلافة العثمانية على يدي مصطفى كمال عام1924 م، راح ضحيتها آلاف من شبابهم وقادتهم وهم ينادون بعودة الخلافة بصورة معاصرة مع حقوق كل الشعوب.

المؤامرة لاستسلام المنطقة للمشروع الإيراني :

والوضع الكوردي اليوم معروف ، ولا نتحدث إلا عن الأزمة الأخيرة التي اكتشفت خيوط مؤامرة كبرى ، تستهدف استسلام المنطقة الكوردية للمشروع الإيراني، الذي سيطر على العراق كله، ما عدا المنطقة الكوردية التي يسيطر عليها مسعود البرازني، حيث ظل عصيا على إيران،ومرتبطا بتركيا، التي ساعدته مساعدة كبيرة مع استفادتها أيضا اقتصاديا .
ومن المعلوم أن ايران استفادت من الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 م، فأذنت للشيعة العراقيين بأن يتعاملوا ويتعاونوا مع المحتل حتى تكون لهم قوة ودولة، ورتبت مع سوريا في ظل حافظ الأسد
بإثارة البعثيين ونقل ما أمكن من مقاتلي القاعدة إلى العراق، ودعم المقاومة السنية لإضعاف أمريكا،
وتوجيه أمريكا كل قوتها لضرب السنة العرب، إلى أن جاءت داعش، فسمح نوري المالكي لها باحتلال جميع مناطق السنة العرب، من الموصل إلى الرمادي، وأن يترك لها الجيش بفرقها الخمس معظم أسلحتها المتطورة، وأن تبقى د اعش عدة سنوات تحكم هذه المنطقة لتنهي جميع أنواع المقاومة السنية، ولتعطي صورة مشوهة عن الإسلام وخلافته، ولتجعل السنة يرضون بأي حكم ولو طائفي أن يحررهم من بطش داعش، ولتكون مبرراً لإنشاء مثل الحشد الشعبي، الذي اعتمد وجهز بأحدث الأسلحة خلال أقل من أسبوع، وليشارك في تدمير الموصل وبقية المناطق السنية، وليكون بديلا عن الجيش العراقي.

وكما لا يخفى فإن جنوب العراق بالكامل تابع لإيران، والوسط السني دمر، أوخضع للحكومة الطائفية في بغداد، لم تبق إلا الساحة الكوردية.
وبما أن بعض القيادات المؤثرة من الاتحاد الوطني مرتبطون بإيران منذ فترة ومتعاونون مع (PKK)
ويكرهون مسعود البرزاني، جاء التفكير في التخلص منه من خلال فخ الاستفتاء على استقلال كوردستان، فتحمس له البرزاني وحزبه، وكذلك تحمس له أكثر تلك القيادات في الظاهر، وحصل ما حصل من الانعزال الدولي والمحاربة الإقليمية والعراقية للمشروع.
ولكن كشفت الوثائق على أن رئيس الحشد الشعبي ورئيس فيلق القدس قاسم السليماني على تواصل تام مع هؤلاء القياديين الخونة من الاتحاد الوطني.
وعندما جاء وقت التنفيذ انسحبوا تماماً ، وسلمت كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها دون مقاومة إلى الحشد الشعبي.
وبذلك ضرب مشروع الاستفتاء تماماً، وضرب مسعود البرزاني في الصميم، ونجح المشروع الإيراني في السيطرة على الإقليم، وأعطى رسالة قوية إلى العالم بأن إيران هو اللاعب القوي المؤثر في العراق كله.

والوثائق التي كشفت تدل على ما يأتي:
أولا : أن إيران دعمت هيرو زوجة الطالباني وأولادها على حساب مسعود البرازني وحزبه المحسوب على تركيا.

ثانيا :أن إيران تقف مع أتباعها أو عملائها للأخير .

ثالثا : المؤامرة موجهة إلى مسعود البرزاني وأسرته وحزبه لأنهم لم يسمعوا ولم يطيعوا إيران حسب المطلوب.

رابعاً :أن المؤامرة موجهة إلى تركيا لأنهاء دورها في العراق، ومن المعلوم البيّن في هذه المسئلة ما يأتي:

-1 أن مسعود البرزاني وحزبه هم الذين كانوا يحاربون حزب العمال الكوردستانيPKK
تصفه تركيا بالحزب الإرهابي بينما تقف مع هذا الحزب حكومة بغداد، والاتحاد الوطني ) حزب الطالباني( وتدعمه بقوة إيران، وهو موجود في جميع مناطق الاتحاد الوطني، ومتعاون مع الحشد الشعبي، ولا زالت مقراته موجودة في سنجار تحت إشراف الحكومة العراقية.
ب- فقد استطاعت إيران بمكرها ودهائها أن تجعل تركيا من اشد أعداء مسعود البرزاني عندما أقام الاستفتاء على استقلال كوردستان.
وبذلك صنعت كراهية بين حكومة تركيا ومعظم الأكراد على الأقل في العراق، بل إن الدعاية الإيرانية
ودعاية حزب الاتحاد الوطني بالسليمانية جعلتا الكراهية شديدة لأردوغان منذ زمن.

خامسا : إذن ما حدث هو فخ كبير للبرزاني، ولتركيا، ونجحت إيران في تحقيق أهدافها لذلك فإن معظم العقلاء من الكورد والعرب السنة يرون أن سقوط الرزاني ليس لمصلحة السنة العرب، ولا تركيا، وأن تركيا لا زالت قادرة على الأخذ بزمام المبادرة بعد سقوط الاستفتاء فعلا بأن تحفظ حقوقها، وعلاقتها، وتحافظ على حكومة أربيل من خلال حوار جاد بناء حتى لا يتكرر مثل هذه الأخطاء، وهم يرون أيضاً أنه إذا سقط البرازاني وبارتي فقد سيطرت إيران على جميع أجزاء العراق وبما فيها كوردستان، وبالتالي ستتحول كوردستان مكانا للمؤامرات الإيرانية الفعلية ضد تركيا، من خلال حليف إيران وغيرهPKK.

سادسا : استطاعت ايران أن تعمل عملية تجميلية لوجوه قادة بغداد الفاسدين الطائفيين الذين دمروا كل مناطق السنة وعاثوا فسادا في منطقة الجنوب وسرقوا أموال العراق وثرواته، ولا سيما نوري المالكي وجماعته حيث سرقوا عشرات المليارات.
فهذا الانتصار المزيف يعطي دفعة للحشد الشعبي، وللعالم العربي، وللعراقيين العرب، والتركمان، أنهم هم وحدهم حرروا المناطق السنية من داعش، ثم إنهم وحدهم حافظوا على وحدة العراق وثرواته، ولذلك يستحقون أن يحكموا العراق، وحقا فالذي يحكم العراق الآن ومنذ الاحتلال هو حكومة طائفية بامتياز.

بعض المعلومات الموثقة:
نشر الأستاذ مسعود حيدر، عضو برلمان العراق عن حزب التغيير، نص الاتفاقية التي تمت بين السيد بافل جلال الطالباني والسيد هادي العامري رئيس الحشد الشعبي، التي بموجبها عاد الجيش العراقي والحشد الشعبي إلى كركوك والمناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني. وهذه الاتفاقية تتكون من تسعة بنود منها ما ذكرناه آنفا ، ومنها تقسيم المنطقة الكوردية إلى إقليمين تضم كركوك والسليمانية وحلبجة، وهذا الإقليم يسلم إلى أولاد جلال الطالباني...
وقد ذكر أستاذ مسعود حيدر بأن هذه الاتفاقية تمت بموافقة من رئيس الوز ا رء الع ا رقي حيدر العبادي وبوساطة اللواء قاسم السليماني.


: الأوسمة



التالي
"سجن العقرب".. مزرعة السيسي التجريبية لحكم مصر
السابق
فورة الدم جريمة محرمة شرعاً واعتداء آثم على الأبرياء ومقدّرات المجتمع - 2

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع