البحث

التفاصيل

الرسول هادينا

كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته واضحة بأنها جميعاً رد أو دفاع عن الدين والنفس والوطن الاسلامي يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكانت سيرته أن كل من هادنه من الكفار لا يقاتله، وهذه كتب السيرة والحديث والتفسير والفقه والمغازي تنطق بهذا، وهذا متواتر من سيرته، فهو لم يبدأ أحداً من الكفار بقتال، ولو كان الله أمره بقتل كل كافرٍ لكان يبتدئهم بالقتال) ثم قال: (وأما النصارى فلم يقاتل أحد منهم إلى هذه الغاية حتى أرسل رسله بعد صلح حديبية إلى جميع الملوك يدعوهم إلى الإسلام .... فدخل في الإسلام من النصارى وغيرهم من دخل فعمد النصارى بالشام فقتلوا بعض من أسلم من كبرائهم بمعان (منهم فروة بن عمرو والجذامي والي معان، حيث أسلم فقتله الروم بعد حبسه). فالنصارى حاربوا المسلمين أولاً وقتلوا من أسلم منهم بغياً وعدواناً. فلما بدأ النصارى بقتل المسلمين: أرسل سرية أمّر عليها زيد بن حارثة، ثم جعفراً ثم ابن رواحة، وهو أول قتال قاتله المسلمون للنصارى بـ(مؤتة)، وهذه المعاني أكدها كذلك الإمام ابن القيم.


وكذلك لم يقاتل اليهود إلا بعد نقضهم للعهود ولصحيفة المدينة التي أوجبت عليهم الدفاع عن المدينة، وإذْ بهم تآمروا مع الأحزاب لاجتثاث الإسلام وأهله من المدينة – كما هو معروف في كتب التأريح، بل النصوص القرآنية تدل على ذلك.

ولأجل المبدأ المذكور قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بصلح حديبية على الرغم مما فيه من التنازل حسب ظاهر البنود.

وقد ردّ العلامة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود يرحمه الله رئيس المحاكم الشرعية بدولة قطر على الشيخ صالح اللحيدان أحد علماء السعودية الذي قال: (بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا مبتدئين بالقتال طالبين للعدو) فرد عليه بقوله: (إن هذه الغلطة الكبيرة إنما نشأت عن نقص علم وقصور فهم.. بدون رجوع منه إلى صحيح المنقول، وبدون فقه منه في سبب غزوات الرسول ...) ثم سرد الأدلة من الكتاب والسنة والسيرة، وأوضح بالحجج الباهرات أن جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت دفاعاً عن أذى المعتدين، وعن الدين "وأن الاسلام يسالم من سالمه، ولا يقاتل إلا من قاتله، أو يمنع نشر دعوته، أو يلقى الفتنة بين أهله، وليس هذا بالظن، لكنه اليقين الذي تدل عليه نصوص القرآن المبين، وسيرة محمد (عليه أفضل الصلاة والتسليم) وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في السياسة الشرعية: (إن من لم يمنع المسلمين من إقامة دين الله لم تكن مضرة كفره إلا على نفسه، أي لا يقاتل).

وكذلك فعل الشيخ محمد الغزالي في كتابه "جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج"، حيث رد به على حزب التحرير وشيخه النبهاني.


: الأوسمة



التالي
المواطنة...
السابق
القره داغي يستقبل وفداً لجامع أبي أيوب الأنصاري من مدينة ستراسبورغ الفرنسية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع