البحث

التفاصيل

الشيخ راشد الغنوشي: خط التسامح والتعددية و الحريات وحقوق المرأة في الإسلام أصبح مسلما به لدى كل الديمقراطيين

الرابط المختصر :

بدعوة من جمعيّة رجال الأعمال التركيّة "موصياد" قدّم الشيخ راشد الغنّوشي - عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - محاضرة تناول خلالها أبرز ما ورد في كتابه "الحريات العامة في الدولة الإسلاميّة" الذي تمّت ترجمته إلى العديد من اللغات و من بينها اللغة التركيّة، مهنّئا الشعب التركي بإنتصار الديمقراطيّة في الإنتخابات البرلمانيّة الأخيرة التي عرفتها البلاد.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد شفيعنا وقائد مسيرتنا صلى الله عليه وسلم.

الاخ رئيس الموصياد، السادة والسيدات تونس الثورة والديمقراطية والاسلام تنقل اليكم التحية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واشكركم جزيل الشكر على تكريمي بهذه الدعوة لأقدم كتاب الحريات العامة الذي مضى على تاريخه أكثر من ربع قرن وبدأ تاريخه بالسجن وسن نظام المخلوع حملة لمنع توزيعه او طباعته في اي مكان في العالم ولكن كلمة الحق لا يمكن خنقها فالحق اصيل في هذا العالم والحق قوي في ذاته والباطل ضعيف مهما أبدى من قوة. نشكر منظمة الموصياد على هذه الدعوة التي كانت لها خصوصية، اولا برهنت على ان هذه المنظمة ليست منظمة اقتصادية فقط انما تقوم على فكرة ومبدأ وقيمة وعلى المال في ذاته مهم في الاسلام ولكن المال ينبغي ان يكون في خدمة فكرة وقيمة وفي خدمة الحق والعدل، فكون في الموصياد هناك لجنة ثقافية علمية هذا تعبير على اننا ازاء اقتصاد اسلامي وليس مجرد اقتصاد بل يلتزم بالقيم الاسلامية وخدمة الفقراء والعدل والحق وينتصر للضعفاء في كل مكان وتعبير على ان الاسلام ربك بين الصلاة والزكاة الصلاة باعتبارها قيمة روحية والزكاة باعتبارها القيمة المادية فالإسلام يمشي على اثنين الصلاة والزكاة الاقتصاد والاخلاق الاقتصاد والدين..
الباب الثاني انا هذه الدعوة جاءت في ظرف خاص ضمن حالة من الفرح اجتاحت الامة الاسلامية وانصار الديمقراطية بما تحقق في تركيا من انتصار كبير الاحد الماضي كان يوما انا سميته من ايام الله والاسلام والديمقراطية ليس في تركيا وانما في المنطقة كلها وذلك لأهمية تركيا في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم والحقيقة اني رأيت خلال الاسابيع الاخيرة حملة اعلامية كونية ضد العدالة والتنمية وضد الرئيس أردوغان وضد رئيس الوزراء احمد داود اغلو. حملة شديدة تربط ربطا ظالما بين الدكتاتورية وبين التجربة التركية، بين الدكتاتورية وبين الرئيس أردوغان  أسألهم هل هذا الرجل وصل بانقلاب؟ يقولون لا وصل بانتخابات. اقول هل انتخابات مزورة؟ يقولون لا هي انتخابات صحيحة. لماذا اذن هو دكتاتور؟ هل الانتخابات تم تزييفها؟ هل الاعلام تم منعه؟ ولكن هكذا بحيث نتائج الانتخابات برهنت للشعب التركي بعثت رسالة واضحة بانه متمسك بالديمقراطية انه يريد الاستقرار انه يريد للاقتصاد التركي للدولة  التركية  ان تظل في حالة نمو. وجه رسالة سلبية ربما للمعارضة ان الشعب التركي اعطاها فرصة للدخول في الحكم الائتلافي لكنها رفضت وظلت تعلن شروطا قاسية بما جعل الشعب التركي يضيق ذرعا ويعود بقوة الى نظام الحزب الواحد لأنه رأى أن امكانية الحكم الائتلافي غير قائمة. المهم اننا في العالم العربي كانت فرحتنا كبيرة يوم الأحد منذ سنوات لم افرح كما فرحت يوم الاحد. في الحقيقة تنفس الربيع العربي الصعداء وتنفس الملايين من السوريين الذين كانوا يستنجدون ففتح لهم الشعب التركي احضانه لاحتوائهم من الخطر الذي يشعرون به والمصريون والعراقيون والفلسطينيون والتونسيون والليبيون كل هؤلاء تنفسوا الصعداء يوم الاحد بانتصار الشعب التركي ليس العدالة والتنمية فقط انما بانتصار الديمقراطية باعتبار اهمية تركيا في المنطقة. من طل قلوبنا نشكركم على الخدمة التي قدمتموها للربيع العربي. نحن شديدو القناعة ان كل خطوة نحو الديمقراطية هي خطوة نحو الاسلام لأن الاسلام هو ثورة تحريرية شاملة. هناك انتصار للتأويل الصحيح للاسلام هناك تأويلان للاسلام تفسيران للقران يتصارعان اليوم والنموذج التركي والتونسي والمغربي مقابل النماذج الاخرى الانقلابات والدواعش والحركات التي ارادت ان تختطف الاسلام وان تربطه لا بالديمقراطية والحرية وحقوق المرأة وحقوق الانسان انما ارادت ربط الاسلام بتحريم الديمقراطية بمعاداة حقوق المرأة والفنون الجميلة والاداب بمعاداة حقوق الانسان. الذي حصل يوم الاحد هو انتصار للتأويل الصحيح للاسلام التعددية والديمقراطية وتحرير فلسطين لذلك حق لكل الديمقراطيين ان يفرحوا بما تحقق يوم الاحد الماضي من انتصار لهذه المعاني.
كتاب الحريات العامة وكتب اخرى هي انتصار لهذا الخط التسامح في الاسلام والتعددية وحقوق المراة في الاسلام وتأكيد اولا ان في الاسلام مفهوم للدولة وهذا الامر أصبح مسلما به لدى كل الذين يفهمون الاسلام. في النصف الاول من القرن الماضي كان هناك نقاش هل هناك علاقة للإسلام بالسياسة والدولة ام ان الاسلام هو نظام روحي يهتم بالصلوات والمساجد والقضايا الروحية ولا علاقة له بالاقتصاد والسياسة والدولة. هذا الصراع للفكر الاسلامي  الحديث انتهى في الحقيقة الى اقرار بأن في الاسلام مفهوم للسياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم وان الاسلام ليس مجرد دين يهتم بربط الخالق بالمخلوق وانما الاسلام ايضا حضارة ومجتمع وسياسة وفنون وآداب وتربية. صحيح ليس في الاسلام دولة تيوقراطية انما في الاسلام حكم الشعب هناك دولة في الاسلام والاسلام يحتاج للدولة حتى تطبق تعاليمه والدولة محتاجة  للإسلام حتى لا تكون دولة انتهازية او تيوقراطية او دكتاتورية فهو يقدم لها الاخلاق والقانون العادل ويجعل الدولة في خدمة الاخلاق والعدل والخير وليست الدولة في خدمة حكامها فقط. شرعية الدولة في الاسلام تستمد من الامة ومن الشعب لذلك من هنا يأتي اللقاء بين الاسلام والديمقراطية لذلك ان الديمقراطية اعطتنا ادوات لتطبيق الشورى فالله عز وجل قال "وأمرهم شورى بينهم" اي ان السلطة في الاسلام سلطة جماعية ليست سلطة فردية ولكن لان الاسلام جاء لكل زمان ومكان لم يقدم لنا كي


: الأوسمة



التالي
ميزان الآخرة
السابق
قيادي روهينجي يتحدث عن مأساة مسلمي بورما

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع