البحث

التفاصيل

علي عزت بيغوفيتش حامل الرسالة الإنسانية

الرابط المختصر :

كان علي عزت بيغوفيتش إسلامياً في العمق، لكن بأفق إنساني رحب ويحتار المطالع لتراثه من سعة اطلاعه على الثقافة الإنسانية، فهو ضليع في الفلسفة، والأديان، والقانون، والتاريخ، والأدب، والرسم، وقول هوامش كتبه وثراء استشهاداته وملاحظاته على اطلاع مذهل على ثمرات الفكر الإنساني في الشرق والغرب، وعقل منهجي ناقد لما قرأ، متمثل له في ذاته، وكان يرى أن ركام المعلومات من غير هضم عبء على حامله، وليس من المناسب تسميته معرفة أصلا، وقد كتب في ذلك: "المعرفة المفرطة تخنق أحياناً الفكرة الإبداعية.. يمكن للإنسان أن يمتلك المعرفة في عدة مجالات، لكن من غير تنظيم وبدون رؤية.. الكثير من المتعلمين عاشوا وماتوا بدون معرفة حقه.. كومة من المواد الجيدة من دون مخطط، تبقى كومة فقط.

أسهم علي عزت إسهاماً جليلاً في الفكر الإسلامي والإنساني من خلال كتبه وأهم هذه الكتب هي "الإسلام بين الشرق والغرب" و"هروبي نحو الحرية"، ثم "البيان الإسلامي". آمن إيماناً عميقاً بالإسلام رسالة إنسانية، تحتاجها البشرية اليوم حاجة ممضة، وقد قدم الإسلام بصفته طريق الوسطية بين المادة العمياء التي تغلف الأفق الإنساني وتحجب رؤيته، والرومانية العرجاء التي تؤصل الانهزامية والانسحاب من معركة الحياة، فالإسلام هو "الطريق الثالث" كما يدعوه علي عزت.. الطريق الذي لا يشطر الذات الإنسانية شطرين، بل يصوغها صياغة متزنة، تجعلها قادرة على التوفيق بين واقعها المتناهي وأفقها اللامتناهي.

فالروحانية الواقعية من أهم سمات الإسلام، والإنسان الكامل في الإسلام – كما يراه علي عزت – ليس القديس، بل المؤمن الواقعي القوي، الملتزم برسالته الاجتماعية ودوره في الحياة، ولو فهمنا الإسلام حق الفهم – يقول علي عزت – فسنجد أن الإنسان الواقعي أعظم من القديس، وأن ذلك هو السر وراء أمر الملائكة المعصومين بالسجود لآدم الخطاء.

رحم الله علي عزت بيغوفيتش.. قاهر بربرية الحضارة بإيمانه الإسلامي وأفقه الإنساني.

وبالله التوفيق.


: الأوسمة



التالي
حرب الأدمغة بين القسام والشاباك تشتعل وجنود الاحتلال يقعون بـ"فخ المقاومة"
السابق
نهاية النيل!

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع