البحث

التفاصيل

أسلحة كيميائية في حلب

تقترب الحرب في سوريا من عامها السادس، ومن غير المعلوم ولا المتوقع أن تنتهي بتلك السهولة التي اندلعت بها الحرب ضد الشعب، وهذا ما سيجعلها أطول من الحرب العالمية الثانية التي استمرت ست سنوات ويوما واحدا، أهلكت سنينها ما يزيد على الستين مليون إنسان، ودمرت بلادا وعواصم ومدنا بأكملها واستخدمت فيها كل الأسلحة القذرة وعلى رأسها القنبلة الذرية،و مع هذا لم يستفد أحد من تلك الحرب المدمرة، سوى إعادة بناء العالم من جديد حسب مخططات الدول المنتصرة،ولكن الفرق إن الحرب العالمية قادها رؤساء وقادة دول ضد دول أخرى،أما سوريا فقادة النظام يقودون حرب دمار ضد بلادهم ومدنهم وشعبهم.

معارك حلب الأخيرة أظهرت بكل وضوح مدى بشاعة الروح الشريرة والممتوحشة التي تسكن القادة السياسيين والعسكريين وعلى رأسهم رئيسهم الذي لم يترك عصابة شريرة ولا مليشيات مرتزقة إلا واستوردها لتدمير بلده وقتل شعبه بدعوى محاربة المعارضة ومن يساندهم، ولم يتورع النظام عن استخدام كافة الأسلحة المحرمة دوليا، والأسلحة المخصصة لمحاربة الجيوش النظامية لتطويع وتركيع الثوار والمعارضة ، ما جعل سوريا أرضا محروقة ،وشعبا مضطهدا وغالبيته ذهب ما بين قتيل أو جريح أو مشرد في أصقاع الأرض، وكل هذا يحدث والعالم المتمدن يعاقب معادي السامية ومنكري المحرقة ويطالب بإلغاء عقوبة الإعدام لإظهار الرأفة بالبشر،فيما يصمت عن حرب الإبادة ضد المدنيين في حلب وأدلب وبقية المدن.

في بيان وصلني نسخة منه، يكشف اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الكندية عن حجم الكارثة التي يتعرض لها المدنيون في حلب ، والأخطر هو إعلان المستشفيات المتعاونة عن استخدام النظام والطيران المساند للأسلحة البيولوجية والمحرمة ومنها غاز الكلور التي استهدفت فيها حي الكلاسة و الأحياء المحاصرة هناك، وهذا ما يجعل معركة حلب تنقلب موازينها نحو سيطرة جيش النظام والموالين له على الأحياء الشرقية والبلدات المحيطة ، وهذا يتطلب تحركا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن والدول التي تعتبر نفسها وصية على حياة شعوب العالم .

إن التلكؤ الواضح عن إنقاذ الشعب السوري من قبل الدول الغربية التي ساندت الثورة السورية وقدمت الدعم للثوار وأدارت المعارك الإعلامية وعقدت المؤتمرات الدولية حول سوريا ، يكشف سوءة السياسات التي تتبعها تلك الدول مع القضايا العربية عموما ومع مأساة الشعب السوري،فمصادرة الكميات الضخمة من الأسلحة الكيميائية لدى النظام قبل سنتين، كان يجب أن تكون فاصلا لإخضاع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس الأسد لقبول الحل السلمي السياسي ومنح الحق للمعارضة في تشكيل حكومة وطنية،ولكن ما يظهر اليوم هو مدى التآمر مع الدكتاتورية العسكرية الحاكمة في سوريا وغيرها من قبل روسيا والولايات المتحدة وأوروبا، وفي انتظار القيادات الجديدة في الغرب، لانزال نحن العرب ندعو الله أن يرزقنا برؤساء غربيين لينقذوا بلادنا من هذه الكارثة .


: الأوسمة



التالي
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو العالم الحر لوقف المذابح في حلب فورا وإعلان يوم الجمعة القادم يوماً للتضامن مع أهلها
السابق
إعدامات ميدانية في حلب.. قوات الأسد والميليشيات الطائفية ترتكب مجازر بحق المدنيين والمعارضة في شوارع المدينة المنكوبة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع