البحث

التفاصيل

الاختبار

الرابط المختصر :

نسمع الله في القرآن يخبرنا بأن الأموال والأولاد زينة، وفتنة في الوقت ذاته، والحياة هنا محل الاختبار! هو امتحان إذا بين النفس الدنية والأخرى السوية، وهي حرب كذلك بين نزعات كل منهما، وفي هذا السياق يأتي المال بوصفه أداة اختبار وتقييم بين تلك الأنفس، قال -تعالى-:{وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصَّدق وأكن من الصالحين}. وأمره أن يفعل ذلك بنفس راضية محتسبة غير متكبرة، وإلا فالبطلان والخسارة معا هما نصيب ذلك المتعالي: "يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، كالذي ينفق ماله رئاء الناس، ولا يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فمثله كمثل صفوان عليه تراب، فأصابه وابل، فتركه صلداً؛ لا يقدرون على شيء مما كسبوا، والله لا يهدي القوم الكافرين. ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة. أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين؛ فإن لم يصبها وابل فطل، والله بما تعملون بصير".


إن هذه الآية كما يراها صاحب الظلال معجزة في بيانها حيث تتحدث عن قلبين متضادين:

الأول: ذاك القلب الذي غلب ثناء الناس على رضوان الله {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر} فهو لا يستشعر نداوة الإيمان وبشاشته. ولكنه يغطي هذه الصلادة بغشاء من الرياء.

هذا القلب الصلد المغشى بالرياء يمثله{صفوان عليه تراب} حجر لا خصوبة فيه ولا ليونة، يغطيه تراب خفيف يحجب صلادته عن العين، كما أن الرياء يحجب صلادة القلب الخالي من الإيمان{ فأصابه وابل فتركه صلداً}.

وذهب المطر الغزير بالتراب القليل! فانكشف الحجر بجدبه وقساوته، ولم ينبت زرعه، ولم يثمر ثمرة. كذلك القلب الذي أنفق ماله رئاء الناس، لم يثمر خيراً ولم يربح مثوبة!.


: الأوسمة



التالي
فهمي هويدي للأناضول: فوز ترامب صدمة للعالم وتبعاته صعبة على الجميع
السابق
خطاب الشيخ راشد الغنوشي في حفل تسليم جوائز جمنالال باجاج

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع