البحث

التفاصيل

استعن بالله

الرابط المختصر :

قال صاحبي: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب العون من الله عز وجل: "رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وأمكر لي ولا تمكر علي، وأهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي" (رواه الترمذي).

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بـالله، ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" (رواه مسلم).

والصلاة هي أهم وسائل الاستعانة بالله، وهي التي يردد المسلم فيها في كل ركعة من ركعاتها مخاطبًا المولى عز وجل: "إياك نعبد وإياك نستعين".

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "ما أفقرنا إلى من يلهمنا الصواب٬ ويهدينا إلى الحق كلما اشتبهت علينا الأمور. والإنسان معرض للآلام من كل ناحية فيه٬ إنه كمدينة مفتوحة يمكن أن تدك في أي وقت٬ ومن أي جهة. والمرء إذا نظر إلى بدنه وجد أن كل ذرة فيه يمكن أن تكون منفذًا لمرض عضال يبعثه على الأنين العالي. وإذا نظر إلى شأنه كله وجد أن أمر من أموره يمكن أن ينقلب عليه ليجر وراءه الشقاء الطويل، ما أفقرنا إلى استدامة النعمة٬ واتقاء النقمة٬ والاسترواح في الحياة إلى ما يجعل الله في الحياة من يسر وبركة وسكينة. إن هذا كله هو ما تكفله الصلاة للمؤمن".

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وأما الاستعانة بـالله عز وجل دون غيره من الخلق فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه، ودفع مضاره، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل. فمن أعانة الله، فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول، وهذا تحقيق معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله".

ويقول ابن القيم عن الاستعانة بالله: " والاستعانة تجمع أصلين: الثقة بالله ، والاعتماد عليه ، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس، ولا يعتمد عليه في أموره مع ثقته به لاستغنائه عنه ، وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به لحاجته إليه ، ولعدم من يقوم مقامه ، فيحتاج إلى اعتماده عليه ، مع أنه غير واثق به".

وقد كان بعض الصالحين يوصي إخوانه بكلمات نافعة عظيمة الأثر فيقول: "أما بعد.. فإن كان الله معك فمن تخاف؟ وإن كان عليك فمن ترجو؟".


: الأوسمة



التالي
معالم الطريق ... كي لا يتجدد الحريق
السابق
تعليم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع