البحث

التفاصيل

فلنحافظ على أطفالنا

الرابط المختصر :

إن المجتمع الإسلامي له خصوصيات عامة حيث إنه يدعو لمكارم الأخلاق فتركيبنا الاجتماعي يختلف عن الغرب تماما، فنحن لدينا نوع من الانضباط الأخلاقي، ولست أقول إن الغرب ليس لديه أخلاق بل لديه أخلاق وقيم، وهذا أمر يقيني ولكن منظومته الأخلاقية تصدر عن رؤيته وتصوره تماما، كما أن لنا منظومة أخلاقية تصدر عن منظورنا ومفهومنا الذي ينطلق من منهج الغيب والذي يضبط سلوك الإنسان وعلاقته مع الإنسان، وعلاقة الإنسان مع الله والإنسان مع الكون والإنسان مع الحياة، فالخالق سبحانه وتعالى خلق الإنسان واستخلفه في الأرض ليؤدي رسالته في الحياة فينعم بما وهبه الله من نعم فالإنسان يعيش في هذه الدنيا بين حاجات يريدها وواجبات مفروضة عليه وأمنيات يتمناها وأحلام يسعى لتحقيقها وتختلف هذه الغايات والأهداف من شخص لآخر لعوامل عديدة كالبيئة والمجتمع والأسرة؛ فإن الإيمان بأن كل مولود يولد على الفطرة ليس مسألة حفظ بالجنان وتلويك باللسان بل هو تصور عقدي ينبني عليه التزام عملي تربوي ثابت فالانحراف عن هذا التصور يجعل سلوكنا تجاه أبنائنا منذ البداية محكوما عليه بالفشل الذريع، إذ يجب علينا الاعتقاد بأن الله تعالى قد منح الطفل من الملكات الفطرية والقدرات الأولية وبذلك التصور سيتحدد نوع تدخلنا في كيانه والذي يتجلى في وظيفة محددة هي الإنضاج والتنمية، فوظيفتنا تجاه الطفل هي تقديم يد المساعدة للطفل حتى ينضج تلك الملكات وينمي تلكم القدرات.

وقد يجد الوالدان صعوبة في التكيف معهم والتعامل مع كافة متطلباتهم في هذه الحياة ولكن لا يتم ذلك إلا بإشاعة المودة والصراحة والصدق والأمانة وتعزيز الثقة بالنفس فمتى كانت هذه المادة قوية متماسكة كانت جودة هذه اللبنة بقدر هذا التماسك ومتى كانت رخوة طرية كانت هذه اللبنة معيبة لا تصلح للبناء، فالولد في حال الطفولة مستعد أن يتقبل كل توجيه وهو في هذه الحالة سيستوعب كل شيء أمامه ويختزنه في ذاكرته ثم يقلده، والطفل كيان إنساني سليم وليس حالة خاضعة لنظريات تربوية قد تخطئ أو تصيب، فالأطفال هم سمة الحياة والشيء الجميل فيها فهم يزينون الحياة بالبهجة والسعادة والتطور لأنهم حماة المستقبل الواعد الذي سيأتون إليه بهمتهم ونشاطهم وحركتهم الدائمة التي تملأ البيت حبورا وسرورا فطفلك الصغير هو مليكك المتوج في مملكة حياتك، لأن ذلك من فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها فهم زينة الحياة الدنيا فمع التطور التكنولوجي والتقنية الحديثة وسرعة نمو تقنية المعلومات تغيرت بعض هذه الأهداف والغايات منها للأفضل والآخر للأسوأ لذلك أصبح للمحطات الفضائية تأثير كبير على العادات والقناعات والأفكار وهذا التأثير أدى إلى تغير هذه الغايات والأهداف واستغل أعداء الفكر السليم هذه المحطات فأصبح يغزو أبناءنا وأطفالنا ويحاربهم عن طريق المسلسلات والأفلام الكرتونية التي نعتقد أنها مفيدة لأطفالنا وأنها لشغل أوقات الفراغ والترفيه عن النفس ولكنها في الحقيقة تحمل في طياتها العديد من الأهداف غير المباشرة والتي تؤثر على عقول أبنائنا الباطنية فينحرف سلوكهم وتتغير وجهتهم وتسوء أفكارهم مما يكون له الأثر السلبي في تكوين الطفل ومعتقداته وهي في الأساس حرب على العادات سواء العربية أو الإسلامية فيزرعون الخيال في عقول النشء مثل كلام الحيوانات وكيف يطير الإنسان ؟ وكيف يتحول لوحش ؟ وكيف يطلق طاقات يفجر من خلالها الكواكب ويحرق الأعداء ويعيد الأموات للحياة وغيرها من الخرافات والخيالات وعلى صعيد الأفلام والمسلسلات يصورون العديد من الشخصيات والأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا العربية بأنها واقعنا وعاداتنا ويطلقون عليها اسم الحرية وهي في الأساس حملات على العادات العربية لا يستخدمون فيها الأسلحة وإنما يستخدمون فيها سلاح إرسال الرسائل السلبية للعقول فعندما أرادوا محاربة الحجاب جعلوا أبطال أفلامهم منزوعي الحجاب لنشر الفتنة لدى الشباب العربي وبداعي الحرية وللأسف الشديد فهناك غزاة للفكر العربي من أصلٍ عربي وهؤلاء خطرهم أشد فشبكة المعلومات الإنترنت تعتبر الآن من أقوى مصادر وقواعد الغزو الفكري فبسهولة يستطيعون التأثير على مرتادي هذه الشبكة بوضع صور مخلة وإعلانات مدمرة ومواقع إباحية وهناك العديد من الوسائل الأخرى التي تخدم أهدافهم وقد علمنا الهدي النبوي أن الطفل يولد على الفطرة السليمة ولكننا نؤثر عليه بالمعلومة والصورة المزيفة والتي تجعله هشا ضعيفا وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية من تربية وبيئة وتعليم فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته هو بتأثير خارجي ينبغي علينا أن نعي خطورته ونحفظ عقول أطفالنا ليكونوا رجال المستقبل.


: الأوسمة



التالي
نزول القرآن.. دلالات وواجبات
السابق
الريسوني: الانقلاب استهدف تركيا الناهضة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع