البحث

التفاصيل

ليلة القدر

ما من مسلم إلا وهو يرقب تلك الليلة إيمانا منه بأن السعيد من وفق فيها قياما وذكرا ودعاء، والمحروم من حرم خيرها، ولا يحرم خيرها إلا شقي.

سماها القرآن ليلة القدر أي ليلة الشرف والعظمة،أو ربما لما يقدر فيها مقادير الخلق في العام كله، أو لأن العبادة فيها لها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه".

فضلها معلوم ويكفي أن الله أنزل فيها القرآن، وأنها خير من ألف شهر، وأن الملائكة تتنزل فيها وهم لاينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة، وأنها سلام، لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عزوجل، وأن مغفرة الذنوب لمن قامها إيماناً واحتساباً يقول صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. ويكفيها شرفا أن الله خصص لها سورة سميت باسمها تتلى إلى يوم القيامة.

يرقبها المسلمون في شتى أنحاء الأرض وهم بين صالح يسأل ربه الثبات أو عاص يسأل مولاه الهداية أو مريض يسأل الله العافية أو مكلوم يسأل الله السلامة، كل يبحث عن حاجته ويدعو ربه في تلك الليلة التي لا يرد الله فيها عبدا احتمى به ولا التجأ إليه.

يسأل الكثير عن العلامات التي بها تعرف الليلة، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنها:"ليلة سمحة، طلقة، لا حارة، ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء".

ولعل أوضح علامة هي طلوع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذ لاشعاع لها) — وهذا ما يجعل المسلم يتحرى كل ليلة حتى لا يخطئ فيها فيحرم الخير.

هي في العشر الأواخر كما قال رسول الله، وهي كذلك في الأوتار أرجى ما تكون منها في الأشفاع، لكن كيف يحسب الوتر، يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية — رحمه الله تعالى —: "الوِتر يكون باعتبار الماضي فتُطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى" وعليه فإذا كان الشهر تسعا وعشرين فإن أول ليلة وترية في العشر هي ليلة العشرين من رمضان.

أفضل الدعاء فيها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا يارب العالمين.


: الأوسمة



التالي
تأملات في منهج "التحفيز الإلهي"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع