البحث

التفاصيل

رسائل سعودية لما وراء حزب الله

يخطئ من يظن أن رسائل المملكة العربية السعودية خاصة بحزب الله الذي أوغل في دماء اللبنانيين قبل السوريين وبدأ يوغل في دماء اليمنيين، ويستعد لدماء الخليجيين، ومن قبلهم كلهم أوغل في دماء العراقيين، وكأن فاتورته التافهة بمسرحية حرب يوليو ضد الصهاينة عام 2006 يريد أن يسددها لهم مضروبة بعشرات آلاف المرات قتلاً وتدميراً واستباحة لكن لمناطق وبلاد العرب والمسلمين.. أقول هذا والمملكة تستعد كما تردد عن وضعهم لقوائم طرد لكل مؤيد لهذا الحزب المحظور من أجل تنظيف أفنيتها منه، لكن الشاهد هو أن هذه الرسائل لا يمكن أن تكون مقتصرة على الحزب، وإنما لا بد أن تمتد لتشمل كل حزب مليشياوي يريد أن يختطف الدولة ويفرض أجندة إيران عليها وعلى العالم الإسلامي، والأمثلة في ذلك كثيرة على رأسها المليشيات الطائفية القادمة من أفغانستان وباكستان والتي ينبغي أن تكون معنية بما يجري اليوم ضد حزب الله، لا سيما وأن المشاركة الشيعية الأفغانية ممثلة بلواء «فاطميون» تتعدى المشاركة العددية لحزب الله، فوفقاً للتقارير فإن أعداد مقاتلي لواء «فاطميون» تتجاوز 12 ألف مقاتل في سوريا، ولم يخف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين همداني تفاخره حين أعلن أخيراً عن تدريبهم لـ130 ألف مقاتل من حزب الله والأفغان وغيرهم من المليشيات حسب قوله..
المعارك التي يخوضها لواء «فاطميون» هي المناطق الأسخن وتحديداً في الجنوب السوري بدرعا وفي الشمال بحلب، ومن يظن أن سبب المشاركة فقط المال فهو واهم جداً فكل المؤشرات تؤكد أن الدافع طائفي، وأن إيران نجحت كثيراً في ظل الانسحاب العربي من أفغانستان بعد سقوط طالبان، يقابله زواج متعة بينها وبين الأميركيين مكّن جماعاتها الشيعية من الوصول إلى السلطة وهو ما وفّر غطاءً سياسياً للواء «فاطميون» تماماً كحزب الله وغطائه في الحكومة اللبنانية؛ إذ إن اللواء يعمل في وضح النهار وتحت سمع وبصر الحكومة الأفغانية الموالية لواشنطن..
لواء «فاطميون» شارك في قتل العراقيين أيام الحرب العراقية - الإيرانية الأولى يوم شاركت نواة اللواء باسم مجموعات تُدعى أبا ذر، وتقول الروايات التاريخية بأن ما لا يقلّ عن ثلاثة آلاف قتلوا أو جرحوا خلال فترة الحرب تلك، وحين صمتنا عن تلك المشاركة رأينا كيف كبر وغدا بحجم لواء يبلغ تعداده 12 ألف مقاتل اليوم، مما جعل أهل الشام يدفعون ثمن ذاك الصمت، وغداً سيدفع ربما آخرون أثماناً باهظة كما ندفع اليوم ثمن صمتنا بالأمس على حزب الله، فمشاركة اللواء خطيرة، وجعلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني يشيد بقائده توسلي الذي قتل في درعا العام الماضي، ويشيد معه باللواء وبأدائه العسكري..
في هذا العالم المعقد لا يمكن للواء عسكري بهذا العدد الضخم من المقاتلين أن يتحرك دون حاضنة اجتماعية أفغانية في الشتات، وتحديداً في دول الخليج، وعلى الحكومة الأفغانية أن تتخذ إجراءات فاعلة وقوية ضد اللواء لا سيما بعد فضيحة تورط الخطوط الأفغانية الرسمية «أريانا» بنقل المقاتلين وعلى المكشوف من أفغانستان إلى إيران فاللاذقية بلا حسيب ولا رقيب، بل ويهرب بعدها مدير الخطوط للخارج دون أن يطالب به أحد أو يسائله.


: الأوسمة



التالي
رسالة إلى عقلاء ومفكري الأمة: هويتنا في خطر
السابق
العودة: ننجح عندما نستوعب من نختلف معهم بالرأي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع