البحث

التفاصيل

الاتحاد يحذر الحكومة العراقية من مغبة الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين ويدعو الأمة الإسلامية إلى جعل يوم الجمعة القادم يوم نصرة العراق

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحذر الحكومة العراقية من مغبة الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين ويدعو جامعة الدول العربية والامم المتحدة لحماية الشعب العراقي وإلى جعل يوم الجمعة القادم يوم نصرة العراق ويدعو أيضا إلى الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي البعيد عن الطائفية ويحرم الاعتداء على الأنفس والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات

 

أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يحذر فيه الحكومة العراقية من مغبة الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين ويدعو جامعة الدول العربية والامم المتحدة لحماية الشعب العراقي وإلى جعل يوم الجمعة القادم يوم نصرة العراق ويدعو أيضا إلى الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي البعيد عن الطائفية ويحرم الاعتداء على الأنفس والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات، وهذا نص البيان:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛


فبعد مرور عشرة أعوام من الغزو الأمريكي للعراق، يمكننا القول: إن هذا الغزو خلّف دولة عراقية تعاني من الانفلات الأمني والتفكك السياسي والاجتماعي؛ ليتركها في دائرة صراع السلطة والطائفية، ويبعدها عن مربع بناء الدولة، مما سمح لدول الجيران بترسيخ نفوذها بالعراق، من خلال دعم التيارات المؤيدة لها، وأصبح العراق يعاني من مستقبل غامض في ظل تفشي الطائفية.


ولقد نجم عن الغزو مآسٍ إنسانية لا يمكن تجاهلها، ففي العراق اليوم ما يقرب من عدة ملايين من الأيتام والأرامل، وقد أدّى استخدام الأسلحة والمواد المحرمة دوليٌّا، فضلاً عن التدمير المتعمّد للبيئة، إلى تصاعد الإصابة بالسرطان، وظهور حالات غير مسبوقة من الولادات المشوهّة.. ولا يمكن إغفال مأساة اللاجئين والمشردين العراقيين، الذين أجبروا على ترك ديارهم، بسبب الظروف القاسية، وشتى صنوف العذاب والحرمان والتشتت.


وما جرى للعراق وشعبه خلال العقد المنصرم، يمثل حالة فريدة من سكوت أجهزة الأمم المتحدّة على ما ارتكب من جرائم، ولا غرو أن حان الوقت لاتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة كل المساهمين في مأساة العراق ومأساة أبنائه، وألا يفلت أحد من العقاب، بسبب الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه، لكون ذلك قد ترك أثرًا سلبيٌّا على نفوس العراقيين، حيث كانوا يأملون في غد أفضل بينما وجدوا أنفسهم بين قطبي الرحى، وفي مهب الريح، نتيجة حالة الانقسام الحادة بين أطياف الشعب العراقي، وأن جهود إعادة الإعمار التي بدأت بآمال واسعة في آذار من سنة 2003 ‏‏انتهت الآن إلى مستنقع الفساد وسوء الإدارة. وأصبح العراق دولة هشة، بمؤسسات عرجاء، لا تتمكن من توفير أبسط ‏الخدمات الأساسية لمواطنيها، فضلاً عن الفساد المستشري بدوائرها، حيث بلغت مستويات الفساد في العراق حدًّا أدى بمنظمات ‏دولية متخصصة، إلى وضعه من بين البلدان الأكثر فساداً في العالم.


واليوم يقف أهل السنة في العراق في العراء في ساحات الاعتصام منذ ما يزيد على ثلاثة اشهر في برد الشتاء وتحت الشمس التي بزداد لهيبها كلما اقتربنا من الصيف الحارقة يقفون مطالبين بحقوقهم المشروعة وقد فرضت القوات الأمنية طوقاً أمنياً حول ساحات الاعتصام للمشاركة في الإضراب والصيام مع المعتصمين، وتفجر اليوم في الحويجة، وأدى ذلك الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وهناك خوف حقيقي مبني على الأخبار الموثوقة بها من داخل العراق وخارجه من عزم الحكومة المالكي على الهجوم العسكري على هذه المظاهرات في بقية المحافظات السنية، مما يؤدي الى فتنة لا يعلم مدى خطورتها الا الله تعالى، والى إدخال العراق في دوامة أكثر خطورة من الوضع الحالي.


وأمام هذه الأوضاع الصعبة والدقيقة التي يعيشها العراق، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يقرر ويؤكد ما يلي:


أولا: يعتبر الاتحاد قضية العراق قضيته، ويعتبر أن العراق وطن قاد الأمة الإسلامية عدة قرون، في عصر بني العباس الأول والثاني، وقاد الحضارة الإسلامية، والثقافة الإسلامية والعربية طوال هذا الزمن.


ثانياً: يحذر الاتحاد  الحكومة العراقية من مغبة الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين ويدعوه الى فك الحصار عنهم  والإسراع في الاستجابة لمطالب المتظاهرين، لأن المماطلة في تنفيذها تضرّ بمصالح العراق ووحدته، ويحذرها من تبني الطائفية، ومن التفكير في الحل الأمني والعسكري الذي سيترتب عليه لا محالة حرب أهلية خطيرة في العراق، لا يعلم مدى خطورتها وكيفية انتهائها إلا الله تعالى.


 ثالثاً: يدعو الاتحاد كل مكونات الشعب العراقي، إلى توحيد صفوفهم، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتن الطائفية والتقاتل بينهم، وحل كل خلافاتهم بالحوار، واعتبار العراق وطنا للجميع، ويدار من قبل الجميع، ولا يمكن لأي طائفة أو جهة أن تستأثر به وتقصي الآخرين، كما يؤكد على أن تكون كل المكونات ذات أجندات وطنية بعيدة عن كل تأثير لأي جهة إقليمية أو دولية .


رابعا: يحذر الاتحاد كل دول الجوار من مغبة التدخل في الشأن العراقي، واستغلال العوامل الطائفية أو العرقية لتمرير تدخلها، مما سيساهم في مزيد الاحتقان بين مكونات هذا الشعب الذي عانى لسنوات طويلة، ومن حقه أن ينعم بالاستقرار والتنمية، شأنه شأن كل شعوب المنطقة.


خامسا: يحذر الاتحاد  الحكومة في العراق من مجازر وجرائم ضد الانسانية، بإعدام المظلومين الأبرياء دون محاكمات عادلة، وحرمانهم من حقهم المشروع في الحرية، لذا يناشد الاتحاد كافة منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، التي لم تألُ جهدا في دعم العراق والشعب العراقي،  بأن تمارس وظيفتها النبيلة في الدفاع عن حقوق الآلاف الأبرياء، القابعين في السجون العراقية، وإنقاذهم قبل فوات الأوان.


سادسا: يحرّم الاتحاد الاعتداء على الأنفس والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات، حيث دلّت النصوص القطعية على حرمة هذا الاعتداء، كما أن هذا الاعتداء خاصة على المساجد والحسينيات سيزيد الاحتقان وإثارة الفتن.


سابعا: يناشد الاتحاد الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بحماية الشعب العراقي ويطالبه  بمزيد من الاهتمام بشأن العراق والوقوف إلى جانبه في هذه الفترة العصيبة، وذلك بالتجاوب مع المظاهرات الشعبية السلمية والتعاطي معها بالتفاوض مع الحكومة العراقية لاستجابة مطالب المتظاهرين المشروعة وعودة العراق إلى أمنه واستقراره ووحدته وأداء دوره المنشود.


ثامناً: يدعو الاتحاد المسلمين كافة الى نصرة اللشعب العراقي، وجعل يوم الجمعة القادم (16 جمادي الآخرة الموافق 26 ابريل )  يوم نصرة العراق بالقنوت والدعاء لهم في صلواتهم.


وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يحفظ العراق، وشعب العراق، ووحدة العراق، وأن يرزق أهله الحكمة وحسن التدبير، ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب.


والله المستعان

 

الدوحة في:  14  جمادي الآخرة 1434هـ  
الموافق: 24 ابريل 2013م

 

أ.د علي القره داغي                                            أ.د يوسف القرضاوي  

الأمين العام                                                        رئيس الاتحاد


: الأوسمة



السابق
العريفي: قرارات الملك سلمان الجريئة جعلت الأمة تتنفس الصعداء

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع