البحث

التفاصيل

الصلابي: لا يمكن تجاوز إسلاميي ليبيا

الرابط المختصر :

في حوار مع الجزيرة نت  
الصلابي: لا يمكن تجاوز إسلاميي ليبيا  

 

حاوره/ محمد أعماري

بيروت/ موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

قال القيادي الإسلامي الليبي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي إن قلة قليلة ممن سماهم "علمانيين متطرفين" يريدون أن "يستأثروا" برسم مستقبل ليبيا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي.

ويضيف الصلابي في هذا الحوار مع الجزيرة نت أن القوة الحقيقية الفاعلة على الميدان في الثورة الليبية هي الإسلاميون، مؤكدا أنه لا يمكن تجاوزهم في أي خطوة سياسية مقبلة.

هل ترون أن نظام القذافي انتهى فعلا؟

- بسم الله والصلاة السلام على رسول الله.. بدخول الثوار إلى طرابلس وسيطرتهم على مؤسساتها، أصبح القذافي هاربا ومطلوبا للعدالة وأصبح طريدا شريدا، فهو الآن إما سيقتل أو سيلقى القبض عليه، أما رجوعه إلى الحكم فهذا مستحيل.. لقد انتهى عهد القذافي..

على الرغم من أن عدة مدن لا تزال ترفض التسليم مثل بني وليد وسرت وسبها وغيرها من المدن والمناطق التي لا يزال القذافي يجد فيها موطئ قدم؟

- الشعب في هذه المدن والمناطق مع الثورة، لكن هناك كتائب عسكرية تابعة للقذافي لا تزال تخوّف أبناء هذه المناطق مثلما كانت تفعل في زليتن، وبمجرد هزيمتها سيدخل الشعب كله في ظل الثورة، وسيتحد معها في تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها.

كيف ترون مستقبل ليبيا بعد سقوط نظام القذافي؟

- بعد سقوط القذافي نرى أن على القوى الوطنية أن تتحد لتحقيق الأهداف التي من أجلها خرج الشعب الليبي، وهي بناء دولة ديمقراطية مدنية تؤمن بسلطة القانون واستقلال القضاء وبالتعددية وبالأحزاب، وبدستور يحفظ أعرافنا وتقاليدنا وديننا.. نريد أن تكون ليبيا دولة يضرب بها المثل في الدول العربية، تكفل للناس الأمن والأمان وحرية التعبير وحرية الصحافة.

هناك من يرى أن هذا الذي تأملونه دونه عراقيل، ومنها أن ثورة 17 فبراير جمعت العديد من التيارات المتناقضة ذات التوجهات والأهداف المختلفة. كيف يمكن لخليط مثل هذا أن تتعايش مكوناته لتحقيق هذا الذي تقولون؟

- التيار الذي يحظى بالإجماع الوطني اليوم في ليبيا هو التيار الوطني ذو المرجعية الإسلامية، والشعب الليبي شعب مسلم رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، والقلة القليلة التي هي عدوة لعقيدة هذا الشعب ودينه ليس لها أي تأثير ولا أي أرضية يمكن أن تقف عليها، وهي تحاول أن تصف الآخرين بالإرهاب وبالأفكار البالية التي عفا عليها الزمن، وبفضل الله تعالى لم يقتنع بها لا الليبيون ولا الدول العربية ولا الدول العالمية.

هناك انسجام كبير بين الليبيين بحكم أن المجتمع الليبي منسجم من حيث العقيدة ومن حيث الدين ومن حيث الأهداف العامة التي هي الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، لكن للأسف هناك بعض الناس المرضى بمرض الاستبداد والإقصاء والدكتاتورية وينظرون إلى ما يحدث في ليبيا على أنه صفقة العمر وأنه الفرصة لسرقة ثروات الليبيين من خلال السلطة والنفوذ ومن خلال العلاقات المشبوهة.

هؤلاء يريدون أن يتمكنوا من مستقبل ليبيا ويقصوا الآخرين، وأظن أن هذا عهد قد مضى بحكم فقه ثورات الشعوب التي بدأت في تونس ومصر وفي سوريا وفي اليمن وفي ليبيا، والرأي الفاصل والحاسم في النهاية هو للشعب بإذن الله تعالى.

قبل أيام خرج رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل وقال إن هناك تيارات تريد أن تستبق ثمار الثورة وتجعل لنفسها مكانا في المستقبل السياسي لليبيا. كيف تنظرون إلى هذه التصريحات؟

- محمود جبريل مع مجموعة من أمثال محمود شمام وعلي الترهوني وعبد الرحمن شلقم وقلة قليلة أخرى.. هذه المجموعة متحدة ويريدون أن يفصّلوا لليبيين ملابس خاصة على المقاس الذي يرونه، وأرادوا أن يأتوا بأناس على شاكلتهم ليسيّروا شؤون الليبيين في مجالات الأمن والجيش وفي مجال الطاقة والنفط وفي الطب والصحة وفي عموم الإدارات للسيطرة والهيمنة، ولم يشاوروا القوى الوطنية الفاعلة التي دفعت الغالي والنفيس من أجل الحرية.

محمود جبريل يظن أن الشعب الليبي لا يزال في سبات عميق، ويعتقد أن هذا الشعب جاهل وليس يقظا، فلما تأسست ائتلافات شعبية في مصراتة وفي طرابلس وظهرت القوة الحقيقية التي قادت الثورة في ليبيا على الأرض وداخل الميدان وليس عبر فنادق العالم ومن خلال الفضائيات والمؤتمرات، لما ظهرت هذه القوة الحقيقية وتصدت للمخاطر التي ربما يتعرض لها الشعب الليبي بحسم وديمقراطية حقيقية، اعتبر جبريل أن هذا تدخل وأجندة خفية، وهذا كلام يذكرنا بالقذافي وعهده القديم.

وربما لو سمح الليبيون لمحمود جبريل أن يمارس عقليته هو والذين معه لوقعنا في عصر استبدادي ودكتاتوري جديد، والليبييون لن يسمحوا بعصر جديد من الدكتاتورية بعدما قدمت ثورتهم نحو خمسين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح بينهم من فقدوا أيديهم أو أرجلهم.

لن يسمح الليبيون لأحد بعد اليوم بأن يتكالب على ثروتهم أو يطمس هويتهم أو يحاربهم في دينهم، وهناك حرب منظمة من بعض أعضاء المكتب التنفيذي مثل محمود شمام ومحمود جبريل وعلي الترهوني وناجي بركات الذين يسعون لتغييب الوطنيين والثوار الحقيقيين.

علي الترهوني هذا مثلا مختص بالنفط والمالية في المكتب التنفيذي الذي يقوده محمود جبريل، وقد عاش أربعين سنة خارج ليبيا، ثم أُتي به الآن للسيطرة على أرزاق الليبيين وكتابة العقود مع شركات النفط وتغييب الوطنيين الحقيقيين الذين يعرفون حقيقة الحقول النفطية الليبية والشركات التي تعمل فيها.

أُتي بإنسان غريب عن تفاصيل الميدان وعن النفط الليبي وعن ثقافة الليبيين، وتم تعطيل الأفواج التي تخرجت في مجال النفط وتم استبعاد ذوي القدرات الهائلة في الميدان. أين مقدار الكفاءة عند السيد محمود جبريل عندما يدفع بمثل هؤلاء الأشخاص الذين عليهم علامات استفهام.. الليبيون يخشون على ثرواتهم أن تضيع، ويخشون أن يحال بينهم وبين أن يستثمروها في بناء مستقبل بلادهم.

محمود جبريل مكن أيضا في مجال الإعلام لمحمود شمام الذي سوّق كثيرا لجبريل من خلال الفضائية التي يفترض أن تكون لكل الليبيين، لكنها كانت مختصة للتغطية للسيد محمود شمام ولصالح محمود جبريل وعلي الترهوني، وصارت تسوق لرموز على النمط الأحادي الشمولي الذي لا يسمح لآراء الآخرين، وحاولوا تغييب الثوار الحقيقيين الموجودين في الميدان، غير أن كل هذا الزبد سيذهب جفاء وما ينفع الناس سيمكث في الأرض بإذن الله.

لما بدأت الحقائق تظهر داخل الساحة تخوف محمود جبريل من الحقائق التي سيخرجها الثوار عبر وسائل الإعلام مستقبلا، ومن خلال احتكاكهم بالشعب الليبي.. هذا ما أزعج كثيرا محمود جبريل.. نحن في عهد جديد، عهد ديمقراطي نؤمن فيه بالنقد وبالحرية للآخرين ونؤمن بحق الآخرين في أن ينقدونا.

كما أننا نحن أيضا من حقنا أن ننقد ونتحدث ونتكلم، ولا أحد وصي على أحد، ولن نسمح لقلة قليلة من المتطرفين العلمانيين بأن يرسموا مستقبل بلادنا ويُدخلوا ليبيا في نفق جديد أسوأ من الذي أدخلنا فيه القذافي منذ أربعين عاما.

مستقبل ليبيا سيصنعه الليبيون بإذن الله تعالى من خلال العلماء والمثقفين ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني ومن خلال قادة الثوار ومن خلال الشعب ومن خلال التفاعل الإيجابي الذي سيراه الناس بإذن الله تعالى.

لكن هؤلاء الأشخاص الذين تقولون عنهم إنه لا وزن لهم ولا قيمة، لهم مكانة عند الدول الغربية التي دعمت الثورة الليبية، وهي تقف وراءهم بكل قوة؟


- أنا لم أقل إنهم لا قيمة لهم، هم ليبيون وجزء من المجتمع الليبي، لكن التيار العام والتيار الوطني الكبير يريد أن يتحدث ويريد أن يتكلم، والمجتمع الدولي لم يأت لنصرة فلان أو علان، بل لنصرة الشعب الليبي وقضاياه العادلة التي خرج من أجلها إلى الشارع وقدم من أجلها الشهداء.

ولولا الله تعالى ثم جهاد الشعب الليبي ما كان العالم ليعرف بهذه الأسماء أصلا، والذي نعرفه نحن عن المجتمع الدولي أنه يحترم إرادة الشعب الليبي في اختيار قيادته، أما التسويق الذي يقوم به بعض الناس ومفاده أن المجتمع الدولي لن يقبل إلا فلانا أو علانا فهذا نوع من التخدير مضى عهده، ونحن نعرف أن المجتمع الدولي بطبيعته يحترم القيادة التي يختارها أي شعب مهما كان.

هذا النقاش يرجع بنا قليلا إلى الوراء، إذ سبق لسيف الإسلام القذافي أن صرح قبل أسابيع بأنه عقد اتفاقا مع الإسلاميين لإبعاد العلمانيين، ونفيتم شخصيا وقوع مثل هذا الاتفاق.. هناك من سيقول الآن إن ما قاله سيف الإسلام صحيح، وإنه حتى لو لم يكن هناك اتفاق مع النظام السابق على إقصاء العلمانيين، فها أنتم الآن تسعون لإقصائهم؟

- هذا غير صحيح لأن الكثير من العلمانيين هم معنا في الشفافية وفي العدالة وضد الإقصاء وضد الاستبداد الذي يمارسه محمود جبريل ومحمود شمام وآخرون معهم ضد شعبهم.. هناك إجماع يحارب الاستبداد، أما الحديث عن صراع بين الإسلاميين والعلمانيين فهذا غير صحيح.

الحقيقة أن هناك مجموعة من الأفراد يحاولون أن يستبدوا بالقرار ويمارسون الدكتاتورية من جديد ويهيمنون على ثروة البلاد وعلى الشركات والعقود والموظفين، وهناك تيار عريض من الليبيين يقظ يقف ضد هذا التوجه، تيار وطني يشكله خليط من العلمانيين والإسلاميين وغيرهم يقف بقوة ضد ما تفعله وتخطط له هذه القلة القليلة.

لكن رئيس المجلس الوطني الانتقالي أيضا مصطفى عبد الجليل قال في تصريحات له أكثر من مرة إن هناك صراعا بين مكونات الثوار، بل وفي بعضها أشار بصريح العبارة إلى وجود تيارات إسلامية متطرفة في صفوف هؤلاء الثوار، وهدد بالاستقالة؟

- نتمنى من السيد مصطفى عبد الجليل أن ينحاز إلى الحق والعدل، وأن يستمع إلى رأي العلماء في ليبيا ورأي مؤسسات المجتمع المدني، وأن يستمع إلى قوى الثوار الفاعلة على الأرض، وأن يكون في منطقة الحياد ويناصر الحق، ونحن معه في محاربة التطرف بكل أشكاله، سواء التطرف الإسلامي أو التطرف العلماني أو التطرف القبلي أو التطرف الجهوي، لأن كل أشكال التطرف هذه تشكل خطرا على ليبيا المستقبل.

هناك من يقول إن بعض المدن الليبية وخصوصا العاصمة طرابلس، سيطرت عليها جماعات إسلامية متطرفة، والكثيرون يشيرون بالأصابع إلى رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج، ويقولون إنه من أعضاء تنظيم القاعدة وإنه زعيم للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة؟

- عبد الحكيم بلحاج لم يكن يوما من أعضاء تنظيم القاعدة، وهو معروف عند الأميركيين والغربيين عامة وكذا عند الدول العربية، بل إن أفكاره ضد أفكار القاعدة، كما أن هؤلاء الشباب دخلوا في مراجعات اطلع عليها وأشاد بها عدة علماء وشيوخ أمثال الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة والشيخ أحمد الريسوني والشيخ الصادق الغرياني، وهذه كلها قامات علمية معروفة بوسطيتها واعتدالها وحكمتها.

وهذه المراجعات شهيرة بعنوان "دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس"، ونظم مؤتمر عالمي حضر فيه عبد الحكيم بلحاج وسامي الساعدي وخالد الشريف وآخرون، واقتنع العالم كله بأن هؤلاء أناس وسطيون ومعتدلون، والذي اتهم عبد الحكيم بلحاج بالتطرف والإرهاب هو القذافي، وهذه العملية يكررها الآن بعض المتطرفين الذين لهم أغراض سيئة ومحسوبون على المكتب التنفيذي مثل محمود شمام وعلي الترهوني.

هؤلاء يحاربون هذا التيار ويريدون أن يقصوا مناضلين ومكافحين جاهدوا ضد الاستبداد وضد دكتاتورية القذافي ودفعوا دماءهم وجزءا من حياتهم في السجون، والعقل والمنطق يفرضان الإشادة بالجهد الذي قام به هؤلاء المناضلون الذين هم جزء من الشعب الليبي، والعقل يفرض أن يُسمح لهم بالانخراط في بناء مستقبل ليبيا لا أن يُعمل على إبعادهم، كما يفعل الآن تيار ليس له حرص على استقرار ليبيا.

نحن نقولها وبكل صراحة: لا نقصي ولا نستبعد أي تيار، وكل من له فكر أو رؤية سياسية أو منهج فليقدمه للشعب وإذا اقتنع به الليبيون فلنحتكم إلى صناديق الاقتراع، ومن حق الشعب الليبي في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة أن يكون له رأي في رئيس الحكومة القادمة التي تشكل مستقبل ليبيا، سواء على مستوى الانتخابات المقبلة أو على مستوى كل الخطوات السياسية المقبلة.

المكتب التنفيذي فيه أشخاص جيدون قاموا بجهود عظيمة لخدمة الشعب الليبي، لكن نحن ضد الدكتاتورية التي تريد قلة قليلة أن تمارسها على الليبيين، نحن ضد الاستبداد الذي يريد أن يمارسه محمود جبريل ومحمود شمام وعلي الترهوني ومن على شاكلتهم ضد الفصائل الثائرة التي قامت حقيقة بإسقاط نظام القذافي في الميدان بالتعاون مع المجتمع الليبي والمجتمع الدولي متمثلا في حلف شمال الأطلسي.

هناك أيضا من يحذر من أن تقع ليبيا في ما وقعت فيه أفغانستان، فالفصائل الأفغانية حاربت الاتحاد السوفياتي متحدة وفي جبهة واحدة، لكن بعدما انسحب الاتحاد السوفياتي انقلب من كانوا بالأمس إخوة إلى أعداء يتقاتلون، ألا تخشون مثل هذا المصير على ليبيا؟

- الشعب الليبي بإذن الله تعالى وبحكمة قياداته -سواء العلمية أو السياسية والفكرية- قادر على أن يتجاوز هذه المرحلة، وذلك بالوصول إلى حكومة انتقالية تجسد الوحدة الوطنية، وإلى رئيس وزراء قوي يتفق عليه كل الليبيين.

أما أي رئيس وزراء لم يتفق عليه الليبيون مثل محمود جبريل -الذي ليس عليه إجماع وطني بل هناك مدن كاملة ضده- فعليه أن يحترم نفسه ويقدم استقالته للمجلس الوطني الانتقالي، ولنبحث عن رئيس وزراء قوي يجتمع عليه كل الليبيين. وشكر الله سعي محمود جبريل ومن كانوا معه، فقد أدوا مرحلة سابقة كانت فيها سلبيات كثيرة، وما كان فيها من إيجابيات فسيكتبها لهم التاريخ وسيجدون أجرها عند الله إن أخلصوا نياتهم لله.

تقولون إن العلمانيين يريدون تهميش الإسلاميين في ليبيا..

- (مقاطعا) أنا لم أقل العلمانيين، وإنما تحدثت عن أفراد وعن قلة قليلة من العلمانيين المتطرفين، وسميتهم بأسمائهم وقلت فلان وفلان يريدون أن يمارسوا الاستبداد والإقصاء ويشنون حملات في عدة وسائل إعلامية عالمية.

كيف سيواجه الإسلاميون ما تقولون إنه سعي ونية من هؤلاء "القلة العلمانيين" لتهميشهم؟

- الشعب الليبي كله إسلامي أصلا، الشعب الليبي بطبيعته مرجعيته القرآن والسنة، ولا أظن أن هؤلاء سيستطيعون أن يهمشوا الشعب الليبي.. الليبيون ثاروا نتيجة الظلم والاستبداد والتهميش، وسيثورون مجددا ضد كل من يريد أن يهمشهم أو يمارس عليهم الاستبداد، سيثورون ضده بكل الوسائل السلمية والديمقراطية المتاحة.

هل للإسلاميين القدرة والكفاءة ليحكموا ليبيا؟

- ليبيا نريد أن يحكمها كل الليبيين بكل أطيافهم وتوجهاتهم، ولا نريد أن يحكمها طرف دون آخر، من يختاره الشعب الليبي في الحكومة وفي رئاسة الوزراء نحن نرضى به.. نحن لا نقول إنه يجب أن يحكم الإسلاميون ليبيا، لكننا ضد الإقصاء وضد تغييب إرادة الشعب الليبي وضد الالتواء وضد التحالفات الخفية التي تهدف إلى تهميش التيارات الوطنية الحقيقية.

كيف يعقل أن يأتونا في مجال الطب مثلا بشخص كان يسب الناس في الصحف العالمية ويتهمهم بالتطرف، والأطباء أنفسهم لا يريدونه ولا يرضون به، بل إنه في يوم من الأيام كان متحالفا مع النظام البائد، ويريدون اليوم أن يفرضوه على وزارة الصحة.

يجب إفساح المجال للأطباء وكفاءات وموظفي وزارة الصحة ليختاروا من يريدون ويقدموه لهذه المهمة، كما يجب إفساح المجال لليبيين المختصين في النفط والذين يعرفون أسراره كي يقدموا من يرونه أهلا لأن يحافظ على ثروة الشعب الليبي وعلى مستقبلهم الاقتصادي.

الحكومة القادمة نريدها حكومة عليها إجماع وطني حقيقي، أما المكتب التنفيذي الحالي فليس عليه إجماع بل جاء في ظروف استثنائية واضطر الليبيون أن يدعموه كي تتوحد الجبهة ضد القذافي، أما وقد زال القذافي الآن فإن هناك آراء كثيرة يجب الاحتكام فيها إلى إرادة الشعب الليبي، وليختر هو من يريد.

ألا يخشى الإسلاميون الليبيون ضغطا من الغرب لتحجيم قوتهم، خصوصا أن للغرب أيضا يده في إسقاط القذافي؟

- الذي نعرفه أن الغرب دعم الشعب الليبي من أجل الحرية ومن أجل العدالة والكرامة الإنسانية ومحاربة الاستبداد، وهذه الأهداف كلها يتفق فيها الإسلاميون مع الغرب، وبالتالي فالذي نتصوره من الغرب هو أن يترك الشعب الليبي يختار من يمثله ومن يحكمه ومن يتحدث باسمه، هذا هو المتوقع من الغرب في احترام إرادة الشعوب.

بعض التوقعات ترى أن هناك صعودا للإسلاميين في تونس وفي مصر وليبيا، وأن هذه الثورات ستضع العالم العربي تحت سيطرة الإسلاميين، مما قد يثير مشاكل مع الغرب.. ما رأيكم؟

- نحن نحترم إرادة الشعوب، وإذا دفعت هذه الشعوب بمن تريد فهي حرة، وعلى الغرب والشرق وكل العالم أن يحترم إرادة الشعوب في اختيار من يقودها نحو الديمقراطية والعدل والتقدم.

الشعوب العربية أصبحت من اليقظة والحذر والوعي بحيث تستطيع أن تدافع عن حقوقها، ولا يستطيع أحد أن يستغفلها بعد اليوم.


: الأوسمة



التالي
الغنوشي: لماذا يتخوّف الإسلاميون من الحكم وكأنّه مصيبة؟
السابق
الاتحاد ينعي المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور ماجد عرسان الكيلاني

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع