البحث

التفاصيل

رسالة إلى هؤلاء

يا أعضاء المؤتمر الليبي، والبرلمان ، ودار الإفتاء ، ومجالس الثوار، والجماعات والأحزاب.. أريد منكم أن تتدبروا في هذه المعاني:

 

لقد نعتت قريشٌ، النبيَ الأمين صلى الله عليه وسلم، بأقذع الأوصاف، وأخرجته من داره شريدا طريدا، وهو من أشرف بيوتها نسبا، وقتلت له خيرة صحابته الكرام، ونكلت بعمه حمزة سيد الشهداء رضي الله عنهم جميعا.

 

فهل استمع لحماسة من قال: والله لا نرضى الدنية في ديننا؟!

 

وهل قال إن الوفاق والمصالحة والصلح هي تضييع لدماء الشهداء، ولن يضيع دم حمزة "هباء"؟!

 

وهل قال نحن على حق وهم على باطل وليكن ما يكون؟!

 

كلا !

 

بل قال في شفقة الإنسان صاحب الرسالة عندما سمع في الحديبية أن قريشا تستعد لحرب: "ويح قريش لقد أكلتهم الحرب".. إنها الشفقة على دماء الأعداء من أن تأكلها الحرب ولو كانوا مشركين!!

 

وقال قبل أن يسمع لأي شرط أو يقرأ بنود أي مسودة "لا تدعوني قريشٌ اليوم إلى خُطة يعظمون فيها الحرمات، يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها" فأي حرمة أعظم من دماء أهلنا في ليبيا، وأي رحم هي أوثق من أرحام بيوتنا وقبائلنا.

 

وقال لبعض أهل مكة "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فاستوعب في صفه كل من كان كافرا محاربا، ولم يعزل أحدا، ويمنعه من المشاركة في حمل اللواء والبناء.

 

بالله عليكم اتقوا الله في دماء الناس وأموالهم وأعراضهم وأولادهم، فإن الوطن على خطر عظيم.

 

اتقوا الله وجاهدوا أهواء النفس، ولا يخدعنكم الشيطان ويزين لكم تمديد الصراع تحت عناوين الإصلاح والصلاح، أو الدين والتدين، أو الجلاد والجهاد، واعلموا أن أعمار الشعوب والأوطان أطول من أعمارنا، فلا تتركوا لأحفادكم وطنا ممزقا مستباحا، وجسدا مثخنا بالجراح، وتندمون حينها ولات حين مندم.

 

أوقفوا الحرب، واحقنوا الدماء، وتنازلوا عن حظوظ أنفسكم، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، ولا توبة ولا ندامة.


: الأوسمة



التالي
في ذكرى حسن البنا.. لفتة لجهوده الشرعية
السابق
طرق عملية فردية في نصرة الشام الأبية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع