البحث

التفاصيل

ضوابط التغيير والإصلاح في الفقه الإسلامي -1- (الدكتور صلاح الدين سلطان)

الرابط المختصر :

مما لا شك فيه أن قضية التغيير والإصلاح مما يشغل الناس جميعا اليوم، فالعالم يموج بتيارات شتى، ومذاهب متعددة، وكلٌ ينظر بعين إلى ماضيه وأخرى إلى حاضره، وهناك من يرى أن التغيير يأتي بأن نعطي الماضي كله ظهورنا، وأن نتخلص من التقاليد القديمة، وأن نثور عليها، وهناك من يرى ضرورة أن نعيش بين الأصالة والمعاصرة، والقديم والجديد، وألا ننسلخ من جلدتنا؛ لأننا آنئذ لن نكون شيئا مذكورا، وهناك من يرى أن الإصلاح والتغيير قد أتى من البدع المستحدثة والاختراعات الجديدة، والأنظمة المعاصرة، ويجب أن نعيش ماضينا بكل ما فيه من قيم وتقنيات، ولكل فلسفته وفكره.

وفي كيفية التغيير هناك من يرى أن التغيير لا يتم إلا بإصلاح القمة من الحكام والولاة والوزراء، بحيث يطاح بهم ويبدأ مشوار الإصلاح على يد جيل الحكام الجديد، وهناك من يرى أن التغيير القاعدي الذي يبدأ على أسس رصينة وقواعد ثابتة، ولكل فريق من هؤلاء أدلتهم التي يستدلون بها.

والذي نعتقده أن القضية الأولى وهي هل نترك الماضي أو نأخذ بالمعاصرة فقط أو نمزج بينهما أو نأخذ بالماضي فقط؟ 

هذه قضية لا يستطيع أحد عمليا إلا أن يمزج بينهما، والاختلاف يكون في درجات هذا المزج، لكن أحداً لا يتصور نفسه منسلخا تماما من ماضيه، أو يعيش حياة القرون الأولى لأن للواقع تأثيرا كبيرا لا يغفل وللماضي في أي إنسان آثار لا تمحى.

طرائق التغيير وتدرجه

لكن الأهم هنا هو التعرض لطرائق التغيير والإصلاح وتدرجه أو عدم تدرجه، وهذا سيجعلنا نتكلم في مقدمتين عن التغيير لغة واصطلاحا، وعن وجوبه، ثم نتحدث عن طرائقه وضوابطه.

أولا: التغيير والإصلاح لغة واصطلاحا:

التغيير لغة من غير الشيء أي حوله، وجعله غير ما كان وقد وردت في القرآن الكريم في أربعة مواضع هي :

1. قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (الرعد:11). 

2. قوله تعالى على لسان إبليس: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ} (النساء:119).

3. قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} (الأنفال:53).

4. قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} (محمد:15). 

ويلاحظ على استعمال القرآن الكريم لكلمة التغيير أنماط لا تربط بالتحول من السيء إلى الحسن، بل قد يكون العكس، فأي تحول أو جعل السيء على غير ما كان هو تغيير، فالله تعالى لا يغير ما بقوم إلى الأحسن حتى يغيروا أنفسهم إلى الأحسن، والعكس صحيح أيضا ويعد من دلالات الآيتين من سورة الرعد والأنفال.

أما التغيير الذي يقوم إبليس بالحث عليه فيأمر ضعفاء القوم أن يحدثوا تغييرا في خلق الله فهو بلا شك تغيير من الحسن إلى السيء، وكذا التغيير الذي نفاه الله تعالى عن لبن الجنة هو التغيير الذي يجعل طعمه غير سائغ لدى شاربه.

أما الإصلاح لغة فهو: من أصلح ضد أفسد، فالإصلاح ضد الإفساد، وقد وردت مادة أصلح في القرآن الكريم اثنين وأربعين مرة منها ما يلي:

1. قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} (الأعراف:142).

2. قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات:10).

3. قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} (البقرة:182).

4. قوله تعالى: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (الأعراف:35).

5. قوله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} (الأعراف:56).

6. قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117) .

هذه المواضع وغيرها تبين أن الإصلاح لا يكون إلا تحسينا لوضع فاسد، وتغييرا إلى الحسن دائما. 

وبهذا يبدو لي أنه لا مانع من استعمال مصطلح التغيير ويكون السياق موضحا أن هذا التغيير يقصد به إصلاح الأوضاع الفاسدة في الأمة الإسلامية والعالم أجمع، لكن إن استخدمنا مصطلح الإصلاح كان أدق وأكثر دلالة على المراد بلفظه.

وبهذا يمكن أن نحدد الإصلاح اصطلاحا بأنه كل تغيير إلى الأحسن سواء كان للفرد أو الأسرة أو المجتمع أو الدولة أو الأمة.

الإصلاح فريضة شرعية

ثانيا :مدى وجوب الإصلاح في الشريعة الإسلامية:

قد يظن كثير من الناس أن إصلاح الأوضاع الفاسدة، أو تحسين الأوضاع القائمة من فضائل الأعمال، يفعله المسلم فيؤجر، ويتركه فلا يؤزر لكن البحث الدقيق يؤكد أن الإصلاح أمر يدخل في إطار الفرائض الشرعية التي يجب على كل مسلم أو مسلمة القيام به وذلك للأدلة التالية:

1. أن الله تعالى اشترط في قبول التوبة أن يتحرك المسلم للإصلاح، ومن ذلك :

‌أ.  قوله تعالى :" وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(الأنعام:54).

‌ب. قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون*إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:160،159).

‌ج. قوله تعالى: {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً} (النساء:16). 

‌د. قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً*إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً}(النساء:146،145).

‌ه. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ*إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(النور:5،4).

من هذه الآيات نستدل على وجوب الإصلاح للمجتمع ولأي فساد يوجد فيه ولا تقبل توبة من أتى سوءاً بجهالة أو كتم علما نافعا أو ارتكب جريمة الزنا أو قذف محصنة أو نافق هؤلاء جميعا لا تقبل توبتهم حتى يتحركوا حركة إيجابية نحو الإصلاح والتغيير، لا تتوافق مع الحركة الداخلية نحو الإيمان بالله تعالى ربا وبالرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا، وبالقرآن الكريم منهاجا ودستورا.

2. أن الله تعالى أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرـ والأمر في أصله للوجوب ـ فقال سبحانه:" وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "(آل عمران:104)، ولم يختلف أحدٌ من المفسرين في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو جوهر الإصلاح للفساد الموجود... ولكن الخلاف وقع في نقطة أخرى هي هل هو واجب في حق كل فرد من الأمة، أم هو واجب في حق فئة دون أخرى؟ وبالأحرى هل هو فرض عين أم فرض كفاية ؟.

ذكر القرطبي في تفسيره للآية أن كلمة منكم أي جماعة منكم لأن من للتبعيض ومعناه أن الآمرين بالمعروف يجب أن يكونوا علماء، وليس كل الناس علماء، وقيل: من لبيان الجنس والمعنى لتكونوا جميعا آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، وقد رجح القول الأول، وإن كنت أرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين في حق كل مسلم لا يسقط عنه أي قدر منه، فإذا أرادت مجموعة منكرا يرتكب أو معروفا يترك فهناك من يتقدم لتغييره باليد، وآخر باللسان، ويبقى الجميع مشتركا في إنكاره بالقلب على الأقل وعلى كل فلعل الإمام القرطبي وغيره ممن رجحوا أنه فرض كفاية قد رجح هذا نتيجة شيوع ولاية الحسبة، وهي إحدى ولايات الدولة الإسلامية حيث يعين في كل مكان من الدولة، بل كل عمل يكون فيه محتسب يتبع والي الحسبة، ووظيفته هي الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله، لأن الدولة الإسلامية ترى أن هذا جزء من رسالتها ومهامها لقوله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ} (الحج:41) .

لكن الواقع الآن أن كثيرا من دول العالم تقوم في كثير من الأحيان على إنكار المعروف، وإقرار المنكر والدعوة إليه، وتحارب من يقوم بذلك، فيصير آنئذ إنكار المنكر والأمر بالمعروف والحركة نحو الإصلاح والتغيير فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل بقدر استطاعته. ويؤكد ذلك الأدلة التالية أيضا: 

3. قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ} (التوبه:71).

هذه الآية فيها بالنسبة لقضيتنا دلالتان:

‌أ. أن الألف واللام دخلت على لفظي " الْمُؤْمِنُينَ وَالْمُؤْمِنَاتُ " وهي هنا تفيد الاستغراق أي كل المؤمنين وكل المؤمنات يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهو يفيد تعلق هذه الفريضة بكل أحد كفرض عين لا فرض كفاية.

‌ب. أن جميع ما ورد في الآية من الفرائض، فالصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله فرائض، فكيف يستثنى الأمر بالمعروف ليحول إلى نافلة أو إلى فرض كفاية!؟ 

4. ذكر ابن حزم الأندلسي في كتابه المحلى فيما لا يصح الإيمان إلا باعتقاده في المسألة الثامنة والأربعين أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضان على كل أحد -على قدر طاقته-، باليد فمن لم يقدر فبلسانه، فمن لم يقدر فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، وذكر حديث مسلم أيضا بسنده عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة فبلي إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل". 

وذكر أنه لا خلاف بين أحد من المسلمين على أن هذه الأدلة محكمة غير منسوخة فوجب المصير إليها واعتقاد ما ورد بها، وعليه فمن ترك الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلية فإنه قد فارق الإيمان لأنه لم يعد عنده حبة منه.

5.      يقول الله تعالى : {فلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117،116). من هذه الآية نستنبط الدلالات التالية:

أ. أن الله تعالى ينعى على الأمم الغابرة أنه لم يوجد في بعضها من ينهي عن الفساد في الأرض، وسمى القائمين بالإصلاح "أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ" أي أصحاب طاعة وعقل ودين وبصر كما ورد في تفسير القرطبي، ومفهوم المخالفة أن من ترك الإصلاح والتغيير ليس من أولي البقية من عقل أو دين أو طاعة أو بصر.

‌ب. أن الآية وصفت من فعل المنكر ومن سكت عليه بأنهم "الَّذِينَ ظَلَمُواْ" وأنهم مجرمون، وهو وصف حقيقي لكل من قدر على إنكار منكر فلم يفعل لأن هذا هو السياج الذي يحفظ للحق قوته.

‌ج. أن الآية بعدها تبين أن الله تعالى لا يهلك قرية أو أمة أبدا مع كون أهلها مصلحين ولم يقل صالحين، فلو كانوا صالحين في أنفسهم، تاركين لإصلاح مجتمعهم فهم مجرمون مع من يفسد في الأرض، ويكون سببا في الهلاك، فالعاصم من القواصم، والحصن من الهلاك أن يكون القوم مصلحين وليسوا صالحين فقط.

‌د. يؤكد هذا النظر ما ورد في تفسير ابن كثير حيث قال في تفسيره للآية : هلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض، وقوله "إِلاَّ قَلِيلاً" أي قد وجد منهم من هذا الضرب قليل لم يكونوا كثيرا وهم الذين أنجاهم الله تعالى عند غضبه وفجأة نقمته، ولهذا أمر الله تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأورد الحديث: "أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب "، هذه الأدلة في مجموعها تؤدي بنا إلى وجوب التحرك للإصلاح والدعوة إلى الله عز وجل كل على قدر طاقته.


وللحديث بقية إن شاء الله تعالى وحتى ألقاكم على خير لكم منكم الدعاء كما أسألكم الدعاء، وسلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته.


: الأوسمة



التالي
الحركات الإسلامية ودورها في العودة إلى التمكين (الدكتور علي الصلابي)
السابق
نداء إلى مشايخ المذهب المالكي في حلب والبلدات السورية النائمة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع