البحث

التفاصيل

تصاعد حرب الإبادة البوذية ضد مسلمي سريلانكا

صعَّد البوذيون هجماتهم العنصرية ضد مسلمي سريلانكا، وتنوعت حملات الاستهداف بين الاعتداءات البدنية والثقافية والدينية وأعمال القتل ومداهمة المساجد والحرب الاقتصادية.

وكان آخر هذه الاعتداءات بحسب وكالة أنباء الروهينجيا مداهمة منازل المسلمين في مدينة "أنور ادهابورا" وامتهان المسج الجامع بمدينة دامبولا، بعد استهدافه بقنبلة انفجرت قريبا منه الأسبوع الجمعة الماضي، ثم التظاهر ضد المسلمين الذين اضطروا للهرب تفاديا للقتل.

وقام المتظاهرون بقيادة كبار رهبان البوذية بالدخول عنوة إلى المسجد بعد كسر الأبواب، وحرق بعض المصاحف، ثم قاموا بأداء ترانيم خاصة بالبوذية داخل المسجد.

بجانب محاولة مداهمة مسجد «دار الرحمن» بمنطقة «ديهيوالا»، ورمي الحجارة من خارج الأسوار، ومداهمة مسجد «عمر بن الخطاب والمدرسة القرآنية فيه بمنطقة «أرياسينهالاواتا»، ومداهمة مسجد بمنطقة «دادوروأوياجاما» مؤخراً، بل قامت الشرطة بمنعهم من أداء الصلاة وإغلاق المسجد حتى إشعار آخر بدلاً من تطبيق القانون.

بجانب الحملات الإعلامية للتخويف من تكاثر المسلمين وانتشارهم وبناء مساجد جديدة، وبأن سريلانكا ستتحول لدولة مسلمة في عام 2025، والمطالبة بعدم بناء مساجد جديدة، وإزالة المساجد الحالية، وعدم بيع الأراضي والمحلات لهم, ومحاربة الزيّ المدرسي المحتشم للبنات المسلمات (غطاء الرأس، قميص وبنطلون طويل) وإجبارهن على الزي المدرسي العادي القصير، ومحاربة العباءة والحجاب وازدرائهما.

علاوة على ذلك، نشر معلومات غير صحيحة عن الإسلام والقرآن وعن النبي لتحفيز البوذيين ضد الإسلام، كما لا تخلو مواقع الأخبار المستقلة والمعتدلة ولا الشبكات الاجتماعية من بذاءات وشتائم ضد الإسلام، وتعدّى الأمر إلى المساس بذات الله، وكرامة نبيه وأمهات المؤمنين من خلال الرسومات والتعليقات وغيرها، فيما السلطات الحكومية لا تحرك ساكناً، بل قامت بمنع المواقع والصفحات التي تردّ على هذه الحركات المتطرفة وتفضح أكاذيبهم.

ويقف وراء تلك الاعتداءات حركة "بودو بالا سينا" المتطرفة والتي تعني "جيش القوة البوذية، وهي معنية بمواجهة أي وجود إسلامي حتى في المدارس، في ظل دعم حكومي وسلبية متعمدة من قوى الأمن التي لا تتدخل في أي قضية أو حادث طرفها مسلمون.

يذكر أن الإسلام دخل سريلانكا منذ أكثر من ألف عام ، وهم متعايشون مع الأكثرية البوذية، ووصل عدد المسلمين إلى مليوني نسمة حسب إحصاءات عام 2011 (تقريباً %9.7)، وكانوا يملكون الحصة العظمى في التجارة وكانوا ذوي مال وجاه، إلا أن هذا الاستقرار بدأ بالتخلخل مؤخراً.

فمنذ أوائل القرن العشرين ادعى زعيم بوذي أن هذه الجزيرة ملك للسنهاليين البوذيين الذين يشكلون الأغلبية، وعليه فإن العناصر الأخرى عليهم أن يعيشوا كأقليات تحت نفوذ وسيطرة الحكم السنهالي البوذي.

وقد استهدفت هذه الحركة المسلمين مباشرة ونشرت أفكاراً معادية ضدهم، وقادت البلاد إلى أزمة، حيث قام عدد كبير من البوذيين بمهاجمة مدينة «غامبولا» وحرق ممتلكات المسلمين وتجارتهم عام 1915. وبعد أن انتهت الحرب عام 2009م بعد مقتل الآلاف من المسلمين، عادت تلك الحركات للظهور ضمن منظمات بوذية متطرفة تستهدف الأقليات المسلمة من جديد، وأبرزها حزب «جاتكا هيلا أوروميا» المتآلف مع الأغلبية ، ويرى أن المسلمين أقلية وعليهم ان يعيشوا حسب شروط الأغلبية البوذية وداخل عادات وتقاليد البوذية، فإذا لم يعجبهم الوضع يمكنهم الذهاب إلى السعودية.

تأتي هذه الحرب على مسلمي سريلانكا في الوقت الذي يتابع العالم فيه مجازر البوذيين ضد المسلمين الروهينغا في بورما وضد اللاجئين والفارين بأنفسهم في مخيمات الإيواء في إندونيسيا، والحرب التي تشنها السلطات البنغالية على الإسلاميين.


: الأوسمة



التالي
إحالة عبد الله النفيسي إلى الجنايات لفضحه تجاوزات الشيعة
السابق
الاتحاد ينعي إلى الأمة الإسلامية وفاة الدكتور احمد عبد الغني محمد النجولي الجمل، عضو الاتحاد

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع