البحث

التفاصيل

خروق فى سفينة المجتمع

الرابط المختصر :

فى مسيرتنا للإصلاح والتغيير ، وفى طريقنا للنهضة ، نحن أشبه ما نكون بركاب سفينة تمخر عباب البحار تتقاذفها الأمواج وهى  تتجه  صوب شاطئ الأمان .


وسفينة المجتمع لا تختلف عن سفينة البحار والمحيطات ، كلتاهما تحتاج إلى ربان ماهر ، وركاب حريصين على النجاة ، وكلاهما – الربان والركاب - متعلق بالله ( وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه ) .


وصلاح الاثنين يمثل التقاء الإرادة الشعبية مع الإرادة الرسمية للعمل على النجاة .


هذا الربان الماهر عبرت عنه السنة بالإمام العادل .


وهؤلاء الركاب الحريصون على النجاة عبر عنهم القرآن بقوله (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)


وكل من يخالف مخالفة ، أو يرتكب محظورا ، أو يحطم قاعدة ،  إنما يخرق خرقا فى سفينة المجتمع ، ويعرض الجميع لخطر الغرق . 
وفى حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا


ومن المعلوم بداهة أن الذى يسرق ، والذى يزنى ، والذى يقطع الطريق ، والذى يشرب الخمر وما يلحق بها ، والذى يقتل النفس بغير حق ، والذى ينشر المخدرات ويروج لها ، والذى يشيع الفاحشة فى المجتمع ، هؤلاء جميعا إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتع .


ولكن هناك أصناف يخرقون خروقا فى المجتمع لاتقل خطورة عما سبق ولكن ربما لا يلتفت لذلك أحد .


الذى يعاكس الفتيات والنساء ويستضعف أنوثتهن فى الطرقات العامة وعربات المترو والأتوبيسات إنما يهددون نجاة السفينة ، وهؤلاء يجب الأخذ على أيديهم حتى نسد الخروق فى السفينة ، وقد كان من شيم أولاد البلد من المصريين فى القديم أنهم إذا رأوا من يعاكس النساء أو الفتيات تكاثروا عليه وأوسعوه ضربا بالنعال والأحذية ، ولقنوه درسا عمليا على قارعة الطريق أمام الملأ فى احترام آداب الطريق والأماكن العامة .


والذى يسير فى الاتجاه المعاكس للطريق ، والذى يقود سيارته ويسير بسرعة فوق السرعة المقررة ، والذى يكسر الإشارة ، هؤلاء جميعا يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر ، ويقعون فى جناية القتل شبه العمد إن سقط على أيديهم ضحايا ، ويعتدون على حق الحياة، هؤلاء يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع ، ويجب الأخذ على أيديهم إن كنا نريد النجاة ، فلا تقبل لهم شفاعة ، ولا يستجاب فى شأنهم لوساطة ، ويؤخذون بقوة القانون وشدة العقوبة بعد الإفهام والتعليم  والإنذار والتحذير.


والذين يقبلون الرشى ، ويأكلون المال المؤثم ، لقاء تقديم ذوى القربى والمعارف والمحاسيب  فى الوظائف العامة ، والمصالح الحكومية ، ويوسدون الأمر إلى غير أهله دون مراعاة الأهلية وتقدير المواهب والمهارات ، هؤلاء يخرقون السفينة ، ويفوتون على المجتمع الاستفادة من الكفاءات ، فى حين يتصدر النفايات ،ومن هنا يجب الأخذ على أيدى كل من تتلوث يده بالمال الحرام ، ويجامل على حساب الصالح العام .


والذين ينشرون الأكاذيب ، ويروجون للإشاعات ، ويختلقون الإفك ، والذين يشهرون بالأبرياء ويلوثون سمعتهم بدون بينة ، فى وسائل الإعلام المختلفة إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع ، ويجب الأخذ على أيديهم  ، ولا أحد فوق المعاقبة والمحاسبة ، وليس لخارق السفينة مهما كانت صفته أو وظيفته أو فئته  أية حصانة أو منعة من العقوبة ، أو مزية على غيره ، فإذا حدث هذا فلينتظر الجميع الغرق .


والذين يتأخرون عن مواعيد أعمالهم أو يتغيبون عن التواجد فى مواقعهم المعيشية بدون عذر ، ويعطلون مصالح الناس ، ويلحقون بهم الأذى والمشقة ، هؤلاء يخرقون خرقا فى سفينة المجتمع ، ويجب الأخذ على أيديهم ، وتسلك بهم سبيل الإصلاح وإلا كان الاستبدال ، فليصلحوا أنفسهم أو يتركوا مواقعهم  .


هؤلاء وغيرهم يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع ، ولابد من وجود من يسدون هذه الخروق وتعليم الذين يعبثون بأمن السفينة حتى ينجو الجميع .


: الأوسمة



التالي
ضربني وبكى سبقني واشتكى
السابق
رؤية للرد على الإساءات المتكررة لنبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع