البحث

التفاصيل

القرة داغي يدعو للتسلح بثقافة معرفة الأعداء

قال إن التوكل على الله والأخذ بالأسباب طريقا المسلمين للنصر القرة داغي يدعو للتسلح بثقافة معرفة الأعداء

قال الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن التوكل على الله عز وجل والأخذ بالأسباب طريقا المسلمين للنصر والعزة.

واستنكر فضيلته ازدواجية المعايير التي تجلت في موقف أميركا وإسرائيل من المصالحة الفلسطينية التي وصفها بالخطوة المباركة، وأسقط تلك الازدواجية على موقف أميركا من الثورة السورية وكشف زيف موقفها من قتل السوريين بالحرب الكيماوية وموقفها من قتلهم بالبراميل.


وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: إن إقدام فتح وحماس على المصالحة المباركة وتوحيد الكلمة أغضب إسرائيل وأميركا وكانوا في السابق لا يظهرون ذلك.

 

مكر الأعداء وكيدهم
وقال: إذا قرأنا تاريخنا الإسلامي بدقة وتدبرنا في تاريخ الأمم الأخرى نجد أن الأمة الإسلامية منذ نشأتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قد ابتليت بمكر الأعداء وكيد الأعداء وإن الأعداء لن يسكتوا عما تريد الأمة تحقيقه سواء أكان ذلك على مستوى الدعوة إلى الله ونشرها بين الناس أم كان ذلك على مستوى التنمية والتعمير والحضارة والتقدم، فإن هؤلاء الأعداء كانوا وسيظلون على مر التاريخ بالمرصاد لكل حركة إيجابية تتحرك بها الأمة أو تتجه نحوها، وتلك سنة الله سبحانه وتعالى في جميع الأمم المسلمة السابقة وفي الأنبياء والرسل وفي أتباعهم بأن الأعداء لن يتركوهم قيد شعرة.


وذكر أن مكر الأعداء لا يضر المسلمين شيئا إذا استعانوا بالله سبحانه وتعالى واعتمدوا على الله وتوكلوا عليه حق التوكل ثم مع ذلك وبعد ذلك يأخذون بكل الأسباب ويستعملون عقولهم وتخطيطهم في رد هذه المكائد فالعاقبة دائما للمسلمين، وأن النصر والظفر دائما كانا للفئة المؤمنة وإن كانت قليلة.

 

الأعداء ينتصرون حين غفلتنا
وقال فضيلته: يبين الله خطورة هذه المكائد وخطورة هذا المكر في حوالي 78 آية قرآنية تتحدث عن كيد الأعداء وعن مكر الأعداء.


وذكر أن المتأمل لتلك الآيات يجد أنه عندما كان المؤمنون يعتمدون على الله سبحانه وتعالى كذلك النتائج الإيجابية، وعندما كانوا لا يعتمدون على الله كان التوفيق والنصر حليف الأعداء، واستدل على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً).


وأوضح أن الله سبحانه وتعالى اشترط شرطين أساسيين للنصر، الشرط الأول هو التقوى، والتقوى هي الإحسان والاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل التصرفات، ومع هذا التوكل ذكر الله مع التقوى شرطا آخر وهو الصبر، والصبر يتضمن الأخذ بجميع الأسباب والصمود عليها وعدم استعجال النتائج أبداً.


وقال: حينما يجتمع هذان الأمران لا يمكن أن يضر المسلمين "كَيْدُهُمْ شَيْئاً" وكلمة شيئا هنا نكرة، والنكرة في هذا المجال للحقارة والصغارة أي ولا شيئا حقيرا ولا صغيرا.


وأوضح فضيلته أنه حين تصيبنا المصائب فإن الخلل يكون في أحد هذين الأمرين أو كليهما: التقصير في التقوى وعدم الصبر وقلة الأخذ بالأسباب وعدم التخطيط.. حينئذ نضيع مرتين، مرة لأننا لم نعتمد على الله ولم نتقه حق تقاته، والمرة الثانية أننا لم نأخذ بالأسباب ولم نصبر عليها وحينما يعتمد الإنسان على الله سبحانه وتعالى فإن الله يحميه: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ).

واقع أليم
ورأى فضيلته أن حالنا اليوم أليم: ومهما نحاول بكل مكوناتنا لا نجتمع، بل يحارب بعضنا بعضا أشد الحروب، لافتا إلى أن في داخل أهل السنة عشرات الفرق يضرب بعضها البعض، و داخل الجماعات المسلحة الإسلامية ظاهريا يضرب بعضها البعض.

عشرة أصناف 
واستطرد قائلا: إذا اعتمدنا على الله فلا قيمة لهذا المكر، ومن هنا يأتي وصف الله لمكر الكفرة بالضعف ومكر الشيطان بالوهن والضعف، مبينا أنه لا تعارض بين الآيات، وإنما حينما يكون مكرهم علينا دون أن نعتمد على الله يكون مكرا كبارا وتزول منه الجبال، ولكن حينما نعتمد على الله لا قيمة لهذا المكر (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً).


وأشار إلى أن الله عز وجل يصف مكر الكافرين بالوهن (وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) ويصفهم بالضلال (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) ويصفه بالخسارة (وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ) يوصفهم بالأخسرين(وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)، ويجعل الماكرين في الأسفل، (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ) وجعل كيدهم في تضليل فيهم (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ)، ويجعل لهم العذاب الشديد (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ).

 

دروس التاريخ


وذكر الشيخ القرة داغي أنه لم يحدث على مر التاريخ الإسلامي أن المسلمين هزموا في معركة واحدة وكانوا فيها معتمدين على الله، وحينما رفعوا شعار القومية هزموا شر الهزيمة من الداخل، مشيراً إلى أن المؤامرات الخارجية لا قيمة لها ولكنها تجد طريقها إلى الداخل من خلال عدم التقوى والأنانية والاغترار بهم، ولاسيما من خلال الجاه والمال، حيث غر الشيطان آدم بالملك وليس بالملك فالملك هو المال وقد لا يغتر به الكثير من الناس ولكن الملك الذي هو الجاه والقوة، استطاع الشيطان أن يغر به آدم بالخلود.


وأشار إلى أن الدولة العثمانية دخلت في معارك كثيرة وخدمت الإسلام خدمة عظيمة جدا ووسعت أرض الإسلام أكثر من ضعفها وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الجيش نعم الجيش، وأن أميرهم نعم الأمير حينما فتحوا القسطنطينية ثم فتحوا اليونان وقبرص ويوغوسلافيا ورومانيا ووصلوا إلى فينا، وكانوا يريدون أن يأخذوا فيينا ليدخلوا إلى الأندلس لإعادتها إلى أرض الإسلام، ولكن الذي حدث أن استعان ملك النمسا بملك بريطانيا صاحب العلاقات مع الصفويين فدعموا الصفويين، واحتلوا بغداد فاضطر السلطان سليم أن يسحب جيشه لأن الصفويين أرادوا الدخول بعد بغداد إلى دمشق ثم إلى اسطنبول. فتوقفت الأمور عند هذا الحد.


وذكر الشيخ القرة داغي أننا حينما نعتمد على الله وتكون التقوى هي الأساس تكون النتيجة مختلفة نهائيا ويأتينا النصر.


واختتم قائلا: نحن اليوم محتاجون إلى ثقافة معرفة الأعداء وكيفية التعامل معهم، مبينا أن مشكلتنا في بعض الجماعات الذين يتشددون ولا يفرقون بين المعرفة والتعامل.


وقال: إن المعرفة والعقيدة شيء داخلي أما التعامل فيجوز أن تتعامل مع الكفار بالتجارة والدعوة.


مشيراً إلى أن التعامل شيء والمعرفة شيء والسماع لكيد الأعداء شيء والتأثر بهم شيء، وتنفيذ مخططاتهم شيء آخر وهذا هو الولاء والبراء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


: الأوسمة



التالي
القره داغي ينادي بـ "صناعة ثقافة البيئة" في المنتدى الدولي لإدارة النظم البيئية
السابق
قوات المالكي تدمر 6 مساجد بـ"سلمان بيك".. وحركة نزوح كبيرة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع