البحث

التفاصيل

مصر والموجة الثانية من الثورة

سينجلي الليل بفضل الله، وينكسر القيد برحمته، فالثورة المصرية السلمية الحضارية الإنسانية.. لها أثر على عقول أبنائها وقلوبهم وأفكارهم ومشاعرهم، فقد غيّر الله بها النفوس والأفكار والمشاعر ووصل صداها في آفاق المعمورة، ويتفاعل معها الأحرار من بني الإنسان في كل مكان، فالشعب المصري رصيد الأمّة... في منعطفاتها الكبرى وتغيّراتها العظمى على استعداد لدفع الظلم وإزالة الظلام، فهذا الشعب العظيم بتاريخه وحضاراته وثقافته على موعد قدريّ في لحظة تاريخية حضارية فريدة من نوعها (وكان أمر الله قدراً مقدوراً).

فالثورة لن تموت ولن تتوقّف بإذن الله حتى تحقق أهدافها، فالمصريون أحدثوا ما لم يتوقّعه إلا من عرف تاريخ هذا الشعب المحبّ للحريّة المتعطّش للعدالة الرافض للظلم والاستبداد، المتطلّع إلى دوره الطبيعي في الحياة.

إنّ كسر قيود الاستبداد وقهر الديكتاتورية وانطلاق المصريين لأهدافهم السامية كالحريّة والعدالة والكرامة والشورى، بداية نهضة لهذه الأمّة التي لا تستغني عن دورهم الريادي عبر العصور وتوالي الدهور، فالذي تتوقّعه في العقود القادمة نهضة لا مثيل لها في العالم الإسلامي قلبها النابض مصر، فالأمّة بدأت تتوجّه بمجموعها لإعادة دورها الحضاري، والشهادة على الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

إنّ الثوّار في مصر قالوا بلسان الحال والمقال:

سنُضيء الأنوار لينتهي الفساد

- سنضيء الأنوار لنكسر قيود العبودية

- سنضيء الأنوار لينتشر العلم ويزول الجهل وتحيى القلوب وتنطلق العقول.

- سنضيء الأنوار لتتنتهي البطالة وتبدأ حركة الحياة

إنّ هذه الثورة قامت لكي يعيش الإنسان الذي يبني الدولة ويضع الحضارة وينشر دين الله في الآفاق.

إنّ الاستبداد والطغيان وحكم الناس بالحديد والنار والسجون وعصر الديكتاتوريات بدأ في التصدع والتزلزل أمام عهد جديد تنتصر فيه إرادة الشعب على إرادة الطغيان بإذن الله ومهما استخدم الحكم الجبري من وسائل إرهابية من سجون وتعذيب وقتل وتغيير الحقائق والهيمنة على الإعلام وقلب الحق إلى باطل، وتوجيه المحاكم لتغطية الأعمال الإجرامية بالقوانين التي تعتدي على حرية الإنسان وكرامته وحقوقه، فمآل ذلك إلى الزوال والهزيمة، والعقاب الإلهي في الدنيا والآخرة.

سيتغير بإذن الله الابتلاء لهذا الشعب إلى التمكين والخوف إلى الأمن والجوع إلى رغد العيش، لأنّ هذا من سنن الله ونواميسه في الشعوب وحركة المجتمعات قال تعالى:(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنًا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)، (فلن تجد لسنّة الله تبديلاً ولن تجد لسنّة الله تحويلاً)، (ومن يتقّي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً)، أما ترى معي كيف أن الله ميّز الخبيث من الطيّب، والهدى من الضلال والخير من الشر، وكشف عبيد الأهواء والشهوات والشبهات فسقطوا في وادٍ سحيق ماله من قرار وأعلى الله أقواماً بتجردهم للقيم والمبادئ السامية، وتضحياتهم العظيمة واتخذ منهم شهداء.


: الأوسمة



التالي
أفاتيكانٌ ألعوبانىّ؟
السابق
تحديد المعايير

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع