البحث

التفاصيل

السبب الحقيقي لمعركتنا مع اليهود

الرابط المختصر :


والواقع أن المعركة بدأت بيننا وبين اليهود، بسببٍ واحد لا شريك له، وهو: أنهم اغتصبوا أرضنا ـ أرض الإسلام، أرض فلسطين ـ وشرَّدوا أهلنا، أهلَّ الدار الأصليين، وفرضوا وجودَهم الدخيل بالحديد والنار، والعنف والدم.. تكلَّم السيفُ فاسكت أيها القلم! وستظل المعركة قائمةً بيننا وبينهم ما دامت الأسباب قائمة، وسيظلُّ الصلح مرفوضًا إذا كان مبنيًّا على الاعتراف بأن لهم حقًّا فيما اغتصبوه من الأرض، إذ لا يَملِك أحدٌ أن يَتَنَازل عن الأرض الإسلامية، إنما يمكن إقامة هدنة بيننا وبين إسرائيل، لفترة من الزمن، تقْصر أو تطول، يكفّ فيها الطرفان عن الحرب، ويسود فيها الأمن، وتتبادل بعض العلاقات مع بعض.

 أما مبدأ (الأرض مقابل السلام) فهو مبدأ غريب حقًّا، فرضه منطق القوة الغاشمة للعدو، لا غير؛ لأن الأرض أرضنا، لا أرضه، حتى يتفضَّل بتنازُلِهِ عَنْها، مقابل سلامه!

وحتى هذا السلام الأعرج، رفضته إسرائيل في النهاية، فهي تُريد أن تَأخذ ولا تُعطي شيئًا.

 وهذا لا ينفي الطابع الديني عن المعركة، فالمعركة ـ وإن كانت من أجل الأرض ـ لها بواعثها الدينية، وأهدافها الدينية.

فكلّ معركة يدخُلها المسلم للدفاع عن حقٍّ، أو لمقاومة باطلٍ، أو لإقامة عدلٍ، أو للثورة على ظلم، فهي معركة دينية؛ لأنها معركة في سبيل الله. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) (النساء: 71).

والإسلام يُوجب على المسلمين ـ بالتَّضامن ـ الدفاع عن أرض الإسلام، ويُعْتَبر ذلك من أقدس أنواع الجِهاد، كما يُعدُّ من قُتِل في ذلك شهيدًا من أعظم الشهداء. والجهادُ ـ دفاعًا عن الأرض ـ فرضُ عين على أهلها حتى تتحرَّر، وإذا لم يَكْفِ أهلها للدفاع عنها، وجب على من يُجاورهم، حتى يَشمل المسلمين كافة في النهاية، ولا يُجيز شرع الإسلام للمسلمين أن يَتنازلوا عن ذِراع واحد من أرض الإسلام.

 فإذا كانت أرضُ الإسلام هي أُولَى القِبْلتين، وثالث المسجدين المُقَدَّسَيْن، كان الجهادُ في سبيل تحريرها أوجب وأعظم وأشرف وأعلى مكانًا في دين الله. 

وإذا كان مُغتصبوها يحاربُوننا بِدوافع دينية، وأحلامٍ دينية، كان أوجب علينا: أن نحاربهم بمثل ما يُحاربوننا به، فإذا حاربونا بالتوراة حاربناهم بالقرآن، وإذا رَجعوا إلى تعاليم التلمود رجعنا إلى البخاري ومسلم، وإذا قالوا: نعظِّم السبت، قلنا: نعظِّم الجمعة، وإذا قالوا: الهيكل، قلنا: الأقصى. وبالجملة إذا قاتلونا تحت راية اليهودية قاتلناهم تحت راية الإسلام، وإذا جنَّدوا جنودهم باسم موسى: جندنا جنودنا باسم موسى وعيسى ومحمد ـ عليهم الصلاة والسلام ـ فنحن أولَى بموسى منهم!


: الأوسمة



التالي
أي مستقبل للبعث في سوريا؟
السابق
الـفـطـرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها: معناها ومقتضاها

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع