البحث

التفاصيل

واعُمَراه

الرابط المختصر :

لو كانت بحار الدنيا مداداً لأقلامنا ماكفتنا سرد مناقب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

هو أول من فتح الفتوح، فتح العراق كله، وأذربيجان وفارس والشام ومصر، وقُتِلَ رضي الله عنه وخيله على الريّ قد فتحوا عامتها. وحضر رضي الله عنه فتح بيت المقدس، ووسع مسجدرسولاللهصلىاللهعليهوسلموفرشه بالحصى، وأمر أن يجاء بالحصى من العقيق. لأنه وادٍ مبارك. 

تولى الفاروق عمر رضي الله عنه الخلافة، واستلم الحكم في اليوم الذي توفي فيه الصديق رضي الله عنه، وبحث عن ميراث أبي بكر، فإذا هو ثوبان وبغلة، فبكى رضي الله عنه، وقال : لقد أتعبتَ الخلفاء بعدك يا أبا بكر.   

ولما تولى، كان يأخذ الدنيا في يوم، ويسلمها للفقراء في يوم. تأتيه القوافل محملة بالغنائم والفيء والذهب والفضة على الجمال، وتدخل المدينة، وخليفة المسلمين يصلي بالناس في بردته وبها أربعة عشر رقعة تختلف بعضها عن بعض، ويفرق الغنائم في أمته. 

الفاروق عمر؛ قَلَبَ إمبراطورية هرقل، وجعل عاليها سافلها، وغنم أموالها، ولا يجد هو خبز الشعير ليأكله، وحينما يقبل الليل، وتهدأ العيون، وينام الناس، يأخذ عمر درته ويجوب بها سكك المدينة، علّه يجد ضعيفاً يساعده، أو فقيراً يعطيه، أو مجرما يؤدبه. 

خرج مرة في سواد الليل فرآه طلحة رضي الله عنه، فراقبه، فذهب عمر فدخل بيتاً، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت وإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال هذا

الرجل يأتيك؟ قالت إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، نعم ينظف بيتها، فقال لطلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، أعَثَراتُ عمر تتبع. هذا وعمر خليفة المسلمين. 

قدم الأحنف بن قيس رضي الله عنه مع وفد العراق في يوم صائف شديد الحر على عمر رضي الله عنه، وكان عمر محتجراً بعباءة يهنأ بعيراً-أي يطليه بالقطران - من إبل الصدقة فقال: يا أحنف ضع ثيابك وهلم، فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير، فإنه من إبل الصدقة، فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين، فقال رجل من القوم: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين، فهلا تأمر عبداً من عبيد الصدقة فيكفيك؟ فقال عمر: وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف؟ إنه من ولي أمر المسلمين يجب عليه لهم، ما يجب على العبد لسيده في النصيحة وأداء الأمانة. 

وفي سيرة عمر رضي الله عنه كان عام الرمادة، في سنة ثمانية عشر للهجرة، تكون مجاعة وقحط، يقضى على الأخضر واليابس، يموت الناس جوعاً، فحلف عمر لا يأكل سميناً حتى يرفع الله الضائقة عن المسلمين. وضرب لنفسه خيمة مع المسلمين حتى يباشر بنفسه توزيع الطعام على الناس. 

إنها مواقف يكفي ذكرها عن التعليق عليها، ويكفي عرضها عن استنطاقها الدروس والعبر، يأتي الهُرمُزان مستشار كسرى لابساً تاجاً من ذهب وزبرجد، وعليه الحرير يدخل المدينة فيقول: أين قصر الخليفة؟ قالوا: ليس له قصر. قال أين بيته؟ فذهبوا، فأروه بيتاً من طين وقالوا له: هذا بيت الخليفة، قال أين حرسه؟ قالوا ليس له حرس.   طرق الهرمزان الباب، فخرج ولد الخليفة، قال له: أين الخليفة؟ فقال: التمسوه في المسجد أو في ضاحية من ضواحي المدينة، فذهبوا إلى المسجد فلم يجدوه، بحثوا عنه، فوجدوه نائماً تحت شجرة، وقد وضع درّته بجانبه، وعليه ثوبه المرقعوقد توسد ذراعه، في أنعم نومة عرفها زعيم. تعجب الهُرمُزان مما رأى، هذا الذي فتح الدنيا ودوخ الملوك والسلاطين، ينام بهذه الهيئة، تحت شجرة، وقال كلمته المشهورة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر. 

وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً**بين الرعية عقلاً وهو راعيها

فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً**ببردة كاد طول العهد يبليها

فقال قولة حقٍ أصبحت مثلاً**وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها

 أمنت لما أقمت العدل بينهمو**فنمت نوم قرير العين هانيها

أمة الإسلام: الأمة بحاجة إلى عدل عمر، وشجاعة عمر، وإيمان عمر، وصدق عمر، وعزّة عمر رضي الله عنه. 


: الأوسمة



التالي
إلى منهج أهل السنة من جديد 1
السابق
هموم سماحة المفتي!

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع