البحث

التفاصيل

اسرائيل بين ناصر 65 وسيسي 2013 … لبنان نموذجا

شاهدت فيلما يحكي قصة انفجار الحرب الاهلية في لبنان مجسدا لها في قصة بطلة الفيلم التي تنتمي للمسيحيين المارونة وزوجها الفلسطيني المسلم ابن المخيمات وكيف تسبب قتل اهل الفتاة لهذا الشاب الفلسطيني المسلم في انفجار سلسلة مواجهات دموية بين كتائب وميلشيات مسيحية وبين مقاتلي المخيمات الفلسطيني حتى انفجرت لبنان من الداخل ، وتوج ذلك اقتحام دبابات واليات العدو الاسرائيلي لبنان واحتلالها !!

اثناء مشاهدة فيلم "حرائق” والحائز على جائزة الاوسكار عام 2011 المقتبس من مسرحية للكاتب اللبناني الكندي وجدي معوض الذي يرسم من خلاله المخرج الكندي دني فيلنوف خريطة للحرب الأهلية في لبنان وكيف مهدت الساحة اللبنانية لاقتحام الصهاينة لها واحتلال لبنان،.. تجاذبتني مشاعر ما حدث في مصر النكسة أوالوكسة والهزيمة عام 1967 .. والخيبة التقيلة في عهد الطاغية الدموي عبد الناصر الذي دمر نسيج المجتمع المصري من الداخل وعظم من قيم الصراع المذهبي ما بين مسلم ومسيحي، وفلاح وصعيدي، وشرقاوي وبحراوي، فضلا عن كتائب المخابرات وأذرعها الاعلامية آنذاك المتمثلة في الصحف والاذاعة والتلفزيون وجيوش المخبرين العلنيين منهم والسريين الذين يسعى لاستنساخهم الطاغية الخائن الضابط عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي في مصر 2013.

فضلا عن حملات الاعتقالات والتعذيب وتحطيم معنويات الانسان المصري في داخل زنازين السجون والمعتقلات، وما تبقى منهم يتم تدميره خارج السجون والمعتقلات الصغيرة وداخل المعتقل الكبير الذي يطلق عليه مجازاً ” دولة مصر” بما يتعرضون له من استغلال المفسدين من صغار وكبار العسكر واذنابهم ، علاوة على تركهم نهباً للمرض والجوع والامية والتخلف … فكانت المحصلة الطبيعية عقب حملات القمع في عامي 1954 و 1965 حدوث نكسة وهزيمة 1967 لـ”خير اجناد الارض” واقتحام الدبابات والاليات الصهيونية للحدود المصرية واحتلال كامل سيناء بدون مقاومة لانشغال "خير اجناد الارض” بحفلات وردة الجزائرية والسلب والنهب وحماية كبار لصوص العسكر وقتل كل الاحرار بلا حساب او عقاب فكانت الهزيمة الساحقة.

وها نحن نرى اليوم ان نفس المنيفستو الذي احتل من خلاله العدو الاسرائيلي سيناء بالكامل والقدس والجولان ونهر الاردن فضلا عن ابتلاع فلسطين بالكامل هو هو ما يمهد له العسكري عبد الفتاح السيسي اليوم.. ؛ بل ان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي واحد القادة العسكريين الذين طُردوا من سيناء بعد حرب اكتوبر عام 1973 (رعنون حستيان )اعلن صراحة على القناة الثانية لتلفزيون الكيان الصهيوني اثناء العدوان الاخير على غزة عام 2014 : ” انه لو يعلم حقيقة الجيش المصري وما يقدمه اليوم من خدمات عظيمة لحماية امن وحدود اسرائيل لاشترط في اتفاقية السلام اثناء انسحابهم من سيناء اخراج البدو والجمال من سيناء والابقاء على الجيش المصري فقط!! ” .. وهي شهادة تدين كل ممارسات قائد الانقلاب التي تصب في مصلحة الصهاينة بكل المقاييس وعلى كافة الاصعدة وتعتبر خيانة للوطن المصري ولشعب مصر لاسيما الابطال من ابناء سيناء الذين يواجهون اليوم القتل والتشريد والتهجير القسري وتفجير منازلهم تمهيدا لاقتحام جيش العدو الاسرائيلي لسينا في القريب واحتلالها بالكامل ودون مقاومة ودون اعاقة من تكتلات سكانية كان في المخططات ان يتجاوز عددهم الثلاثة ملايين منذ تسلمنا سيناء عام 1982 حتى الان ؛ إلا ان العسكر الخونة فرغوها من اغلب كتلها السكانية وهجروا ابنائها بحجة محاربة الارهاب الذي يصنعه اجهزة مخابرات العسكر بالتنسيق مع الصهاينة..

ولا يخفى على احد ان اسرائيل كانت ضالعة بامتياز في ازكاء نيران الحرب الاهلية الطائفية القذرة في لبنان بين كافة مكونات الشعب اللبناني والتي بدأتها بتغذية الصراع الطائفي الذي كانت الشرارة الاولى له ما رصده المخرج الكندي اللبناني الاصل في فيلمه الرائع (المحرقة الحرائق – الذي تناول فيه قصة بطلة الفيلم الملقبة بـ”المرأة التي تغني … او نوال مروان” ليتضح كيف تواطأ الحزب الوطني اللبناني الحاكم مع الكتائب الطائفية المسيحية لتصفية الفلسطينيين في المخيمات وما ذلك الا من اجل حماية الكيان الصهيوني الي يعد المستفيد الاوحد من هذا الصراع والمغزي الاساسي له وما سعد حداد العميل الصهيوني عن المشهد ببعيد والذي يقوم للاسف بدوره اليوم هو قائد الانقلاب العسكري الدموي عبد الفتاح السيسي من اجل كسر مصر وكسر جيشها وتمزيق اللحمة ما بين الجيش وبين الشعب حتى اذا ما هاجمته اسرائيل يجد اكبر رصيد من الكراهية لدى الشعب الذي ينصرف عنه ويقع ضحية لليأس والاحباط والخيانة من قبل بعض قادة العسكر الفاسدين الخونة .

هذا السيناريو الذي يحيك خيوطه عبد الفتاح السيسي اليوم بتفجير بيوت عمر ساكنيها يحسب بمئات السنين ان لم يكن بالاف السنين .. يعيشون في سيناء واختلطوا برمالها وبكل شبر على ارضها رعوا فيه ابلهم واغنامهم وورثوها كابرا عن كابر حتى فنيت امام اعينهم اجيال واجيال دون ان يفرطوا فيها او يخونوا عشرتها … وكانوا في طليعة قواتنا لاستكشاف خطر الاعداء منذ فجر التاريخ وحتى اليوم .. منذ ان غزا مصر الهكسوس فكان سكان سيناء من ابناء مصر هم في طليعة المواجهة وعندما جاء الفتح الاسلامي لمصر عبر من سيناء ايضا واحتضنته قبائل سيناء بعدما سارعوا في الدخول في الاسلام وظلت سيناء وابنائها راس حربة في مواجهة وملاقاة كافة الغزاة والاعداء على مر التاريخ قبل واثناء الحملات الصليبية القذرة سواء الاولى او الثانية ومن قبلها حملات التتار والمغول وما اعقب ذلك من استعمار حديث او حروب صليبية حديثة في مطلع القرن التاسع عشر .. وسيناء هي وابنائها في طليعة من يواجهون المعتدين .

هكذا اغلق الانقلابي الضابط عبد الفتاح السيسي كافة مداخل ومخارج سيناء، وقام بتهجير قسري لاهلها، و دمر مئات المنازل، ومحى عشرات القرى الحدودية التي يربو عمرها على الف عام وتعد صمام امان للامن القومي المصري ليمضي في تنفيذ المخطط القذر الذي ينفذه الخونة من العسكر الانقلابيين بتسليم سيناء لقمة سائغة للكيان الصهيوني؛ وبلا ثمن وباسهل ما يكون حتى تدخلها اسرائيل متى شاءت ، وتحتتلها كما سبق ان احتلتها في عهد الطاغية الهالك جمال عبد الناصر بدون اية مقاومة وذبحوا الالاف من ” خير اجناد الارض” دون ان يدفع عن نفسه العدوان فضلا عن ان يحمي شعبه الذي يربط الحزام ويعاني الفاقة من اجل الانفاق علي الجيش ويدفع الشعب دم قلبه لكي يتسلح الجنود ويمدهم بالدعم اللوجستي وكل ما يلزم من اسلحة على حساب تجويع الشعب المصري دون جدوى.

كل ما نراه من اجرام وفاشية عسكرية ماثلا امامنا في مصر .. من قتل المتظاهرين والطلاب في الشوارع, وملاحقة المعارضين الرافضين للانقلاب في المنازل وتحطيم اثاثات بيوتهم، ومن احكام قاسية للانقلابيين من القضاة الخونة بلا مسوغ من قانون او منطق او دين وهو ما يضع هؤلاء القضاة في مربع فاقدي الضمير والانسانية والمروءة والشرف والكرامة ويجعل من اجساهم حطباً لنار جهنم، يقابله على الجانب الاخر كما يرى المتابع للمشهد الثوري في مصر تصميم وغليان في الشارع من رافضي الانقلاب واستمرارهم في تظاهراتهم وعدم اعترافهم بالخائن الانقلابي وفاشيته العسكرية وحكومته النازية ..

وفي خضم ذلك يتضح الامر الجلي ان شعب مصر والشرفاء المخلصين من ابنائه الذين يرفضون الظلم والقهر وحكم العسكر والانقلاب الدموي مستمرون حتى يحققوا اهدافهم ولن يسمحوا ابدا ان تضييع سيناء منا مرة اخرى او يحتل العدو الصهيوني بلادنا مجددا .. وسيستمر الصمود والمقاومة لهؤلاء الخونة من الطغمة العسكرية الفاسدة لانقاذ مصر وشعب مصر وعدم  الرضوخ ابدا للصهاينة واذنابهم وستظل اسرائيل هي العدو الاول لمصر والعرب والمسلمين وكل من يعاونها يكون في نفس الخانة وعلى راسهم ملك السعودية الذي يلتقي مع الخائن السيسي ومعهم الامارات العربية الذين تحالفوا مع العدو الاسرائيلي لمحاصرة المقاومة وقتل العزة في نفوس الشرفاء من ابناء الامة الاسلامية ولكننا نؤكد انه ان الاوان ان يمتلك المسلمون وفي القلب منهم العرب قرارهم وحريتهم وتحديد مصيرهم وازاحة كل هذه الانظمة الفاسدة العميلة الصهيوامريكية ان اجلا او عاجلا .

 الأخبار التركية

 


: الأوسمة



التالي
27 اكتوبر .. ذكرى اليوم الأسود للشعب الكشميري المسلم
السابق
الضحكة الدامعة!

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع