البحث

التفاصيل

رسالة تعزية وتهنئة

الرابط المختصر :

 إلى خادم الحرمين الشريفين -بمعنى الكلمة إن شاء الله تعالى- الرجل العبقري النبيل،الحافظ لكتاب الله تعالى، والمقدر للعلماء والصالحين، الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- من شرور قوى الطغيان، ومؤامرات الداخل والخارج، وفتن الدجل والمكر والخديعة، وجعله الله تعالى من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله.

         خادم الحرمين الشريفين إنا نعزيك على فقد الأخ الكبير، الذي كان يسير على نهج أبيه وإخوته في الحفاظ على الشرف والكرامة، ومكانة الحرمين الشريفين، ولكنه تغلب عليه في أواخر أيامه بعض قوى الشر والفتنة والطغيان في الداخل والخارج فنسجو بيوت العنكبوت، للمكر والفتن، وخططوا لإزاحتكم عن الطريق، ومخالفة النظام القائم، فاستحدثوا المنصب الجديد، وأرادوا نقل السلطة الى من ليس مؤهلا له.  

      والله فعال لما يريد، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، فقلب المخططات، وأخرج البلاد من ورطة كادت تغرق فيها، وانتقل الملك اليكم، فبادرتم الى قطع رأس الأفعى، وتداركتم، وأبديتم عزمكم على الإصلاح، وكنت طالبا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1980م –عندما كنتم واليا على الرياض- كانت الألسنة تثني عليكم والقلوب تشهد لكم بالخير والطيب ومساعدة الفقراء والضعفاء، وتمتازون من بين إخوتكم بحفظ كتاب الله-تعالى-وفهمه، وهي محمدة ومنقبة ترفعكم عند الله وعند الناس.            وكنا لما رأينا في الأعوام الماضية من إتجاهات خطيرة، وانحرفات سياسية كبيرة، وظلم ظاهر واضطهاد مفضوح، واتهام شخصيات محترمة، وجماعات مشهود لها عالميا بالخير والجد والإعتدال، قطعنا الآمال من المملكة السعودية، ويئسنا للأوضاع السيئة، والشهرة بالعمالة والعلمانية والتبعية البغيضة للقوى الصليبية والصهيونية، فإذا بظهوركم ملكا، وطلوعكم متوليا للإصلاح، وقطع دابر الفساد، أعاد الأمل، وأحيا الموات، وقد عرفتم بالشهامة، والأصالة والجرأة،فنحن في إنتظار إستكمال مسيرة الإصلاح، واستيصال جذور الفتنة، وإعادة الأمن والرخاء، وتحكيم كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وقد سررنا واستبشرنا خيرا بصدور أوامركم لعزل أولياء الفساد والفتنة والشر، الذين أوقعوا بلاد الحرمين في السنوات الأخيرة في خضم الفتن، وأساءوا سمعة البلاد، بحيث شاعت الكراهية والبغضاء في الأمة الإسلامية عامة للمملكة السعودية. وأنا أقول لكم لعلي لا أكن حانثا إذا حلفت أن 99/ في المأة من علماء شبه القارة الهندية –الهند وباكستان وبنغله ديش، وحيث توجد الجالية الإسلامية الهندية في أمريكا وكندا، وأوربا وأفريقيا، بدأوا يسيئون الظن بهذه المملكة، ويكرهون زعمائها وقادتها، ولا يخفى عليكم أن عشرات العلماء الصالحين والدعاة البارين في المملكة السعودية نفسها، يحبسون أنفسهم، ويكظمون غيظهم، وبلغت قلوبهم الحناجر لما رأوا من مشاركة المملكة في قتل الآلاف، وحبس عشرات الآلاف، والقضاء على حكومة شريفة كريمة، وإقامة عميل لليهود معلن لعمالته، ولؤمه في مصر الكنانة، في مصر العزيزة الأبية، لقد كانت مأساة أليمة تفطرت لها القلوب، واشتكى الناس مبتهلين إلى الله العزيز القوي القادر، اللهم فرج الهم، واكشف الغم، وخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر....  

            ألا يحق لنا –وأنتم حامل القرآن، والملك الشهم الكريم المقدام- أن نرجو منكم دورا كدور المتوكل – الخليفة العباسي- بعد دور المأمون والمعتصم، حيث كان الإمام المقدم، زعيم أهل السنة وقائدهم أحمد بن حنبل في الحبس يعذب ويعزر، ويضرب بسياط لو ضرب بها الفيل لصاح، فجاء المتوكل منصفا عادلا، متبعا للسنة، وأفرج عن الإمام وأكرمه، وفسح له، وأجلسه وأصحابه على المنابر ليرفعوا كلمة الحق، وينصروا السنة. أحب –وأنا أهنئكم تهنئة القلب- أن أذكركم بلقاءات سيدي الجد الامام الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي –رحمه الله تعالى- بالملك سعود وفيصل وخالد، وفهد وعبد الله، وأحاديث قلبه الحزين ، ورسائله وكتاباته التي طبعت بعنوان "كيف ينظر المسلمون إلى الحجاز وجزيرة العرب" ومجموعة رسائله إلى الملوك، للتوجيه والإصلاح، ولعله قابلكم في زياراته المتكررة للرياض.  

     خادم الحرمين الشريفين أيدكم الله –تعالى- أعيدوا الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها، حكموا العدل والنصفة، وأطلقوا سراح الأبرياء –العلماء والطلاب، والشباب الصالحين، إقضوا على الأحكام الجائرة، من إتهام الاخوان المسلمين بالإرهاب، الذي لا يجرؤ عليه أمريكا والدول الأوربية لاستقلال قضائها ومحاكمها، إقطعوا كل علاقة مع المجرم السيسي وعملائه، فكوا اليمن العاني من أسره، أيدوا أهل السنة في العراق والشام بكل ما أوتيتم من قوة. سمعنا أخيرا أنكم لم تكرموا السيسي بمقابلتكم عند ما جاء للتعزية، إن كان ذلك فهذا يدل على غيرتكم وحميتكم، وسمعنا أنكم قابلتم أوباما ثم تركتموه ولبيتم نداء ربكم لصلاة العصر، وتركتم بروتوكولات النظام العالمي المصطنعة المزورة، إن كان ذلك، فهذا يدل على قوي إيمانكم، ومتين دينكم، وعلاقتكم بربكم، وإيثاركم لمناديه على رئيس أمريكا، وسمعنا أنكم عزلتم سعود الفيصل، وهو الحكم الصواب، والقرار المثاب، وسوف نسمع منكم عما قريب أوامر وقرارات جريئة إن شاء الله –تعالى- ونرجو منكم بصفة خاصة إصلاح السفارات، فهي الممثلة عن بلاد الحرمين، فلتكن على مقياسهما، معبرة عن مكانتهما، جامعة للشمل، محبة للخير ممثلة للأمة –وأخيرا- لا آخرا وقد أطلت عليكم- تقبلوا تحياتنا وتهانينا، أهل الهند، وأهل شبه القارة الهندية.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 الداعي لكم بتأييد الله ونصرته وتوفيقه


سلمان الحسيني الندوي

حفيد الامام أبي الحسن علي الحسن الندوي –رحمه الله تعالى


: الأوسمة



التالي
محاولة لفهم ما يجري في ليبيا
السابق
عظمة الفقه الإسلامي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع