البحث

التفاصيل

الحرب تعيد السوريين للحطب

 

اختفت مظاهر الحياة العادية في سوريا واختلف أسلوب حياة أهلها وبات الناس يصارعون للتأقلم مع واقعهم المرير بعد أن فرضت الحرب مآسيها عليهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والصحية.

ويعيش السوريون في المناطق المحررة معاناة يومية مستمرة ويكافحون للتكيف مع واقع جديد مؤلم، إذ أن الحرب والقتال المحتدم تسبب بتردي الأوضاع الاقتصادية ونزول سعر الليرة السورية بشكل كبير وفقدان المواد الرئيسة وارتفاع ثمنها بصورة مستمرة.

كما أن الحرب ساهمت بانهيار النظام الصحي الوقائي بشكل كامل وانتشار الأمراض الوبائية وفقدان الأدوية واللقاحات الضرورية، في حين يعيش المواليد والأطفال بدون لقاحات ضرورية، بينما قالت مصادر طبية تطوعية للجزيرة نت إنه تتم سرقة المساعدات الطبية.

وقد دفعت الأوضاع الاقتصادية الحاجة أم نذير كغيرها من السورين للعودة إلى استخدام الحطب لطهي الطعام والاستخدامات المنزلية لارتفاع سعر الغاز عشرة أضعاف وانقطاع الكهرباء بشكل يومي.

طرق قديمة
وعاد الموقد الشعبي القديم "المحمولة" لحياة السورين وتعرّف الجيل الجديد على اسم هذا الموقد، الذي بات حاضرا في معظم المنازل لعدم قدرة الناس على شراء الغاز.

وللتّغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء قام معظم الناس بشراء مولدات كهربائية غير أن ارتفاع أسعار المحروقات حرمهم من استخدام المولدات بصورة دائمة.

وأدى انقطاع الكهرباء إلى ازدهار تجارة المولدات وظهور مهنة إصلاح المولدات، حيث حولت هذه المهنة مدرس التكنولوجيا أبو عبد الله إلى مهني يصلح هذه المولدات لكثرة أعطالها.

ويقول أبو عبد الله للجزيرة نت إن المولد الكهربائي أصبح من الضروريات في المنزل السوري بسبب انقطاع الكهرباء بصورة يومية، حيث تأتي الكهرباء كل ساعتين ويتم إيقافها لمدة أربع ساعات وفي مناطق أخرى استمر الانقطاع لمدة سبعة أشهر متواصلة.

وأوضح أبو عبد الله أن قسما من الناس لا يقدرون على  شراء المولدات لارتفاع ثمنها وارتفاع سعر المحروقات، كما أن أخطاء التشغيل والتحميل الزائد للمولد أدى إلى تعطيل ملف المحرك.

ولفت إلى أنه يقوم بتوظيف خبرته بالتعليم بإصلاح هذه المولدات لتتحول إلى مهنة، إذ يقوم بعملية لف المحركات ليُعاد تشغيلها من جديد.

وضع سيئ
وأكد أبو عبد الله أن الوضع الاقتصادي السيئ أجبر العديد من السورين للبحث عن مهن جديدة، سعيا لسد بعض الاحتياجات المنزلية، إذ أن البطالة بازدياد وغلاء الأسعار مرتفع للغاية وهذا ما أعاق عملية الانتاج التي أصبحت بتراجع بعد ارتفاع أسعار المحروقات لتشغيل المعدات والآبار الارتوازية.

وبيّن أن نقل المنتجات الزراعية أصبح أمرا صعبا، نظرا للحالة الأمنية الصعبة والأعمال القتالية التي دفعت بعض المزارعين للتوقف عن العمل.

من جانبه أشار المتطوع عبد الله جمعة التقادي من "مركز تقاد الطبي" إلى أن شح الأدوية واللقحات فاقم معاناة المواطنين، حيث يعيش الأطفال دون لقاحات ضرورية بسبب عدم وصولها للمراكز الطبية كما أن مرضى السكر لا يستطيعون الحصول على الأنسولين لفقدانه، مما جعلهم يتعايشون مع المرض دون علاجه.

وأوضح التقادي أن "سعر الأدوية مرتفع جدا هذا إذا توفرت" لافتا إلى أن الأطفال يهددهم خطر كبير بسبب عدم توفر اللقاحات مثل لقاح السل والشلل صفر وكبد ب أولى ولقاح ثلاثي وشلل أولى وكبد ب ثانية ثلاثي ولقاح شلل ثانية ولقاح ثلاثي ولقاح شلل ثالثة وحصبة أولى وكبد ب ثالثة.

وأكد أن لقاحات الأطفال في ريف حلب تشكو نقصا حادا، حيث إن 80% منها غير موجودة أصلا و20% منها فقط متوفر غير أن المعارك تمنع وصولها للمراكز الطبية.

 


: الأوسمة



التالي
السوري الحر: حققنا نجاحًا كبيرًا في أول عمليات "جدران الموت" بالقصير
السابق
مهاتير محمد يغادر القاهرة بعد عرض تجربة نهضة ماليزيا

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع