البحث

التفاصيل

إحراق المخالفين منهجية غربية أم تطرف إسلامي؟

قفزت إلى ذهني مجموعة من الأسئلة بعد متابعتي للمشهد المروع ، الذي أرفضه طبعا وشرعا، والذي اُحرق فيه الطيار الأردني ، وردود الأفعال المختلفة تجاه هذه الحادثة، فأردت أن أعرض تلك الأسئلة متجاورة لعلها تعطي إجابة واضحة .

خاصة وأني رأيت العالم الغربي يصرخ مستنكرا ، وثارت ثائرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والدول التي تدعي الحضارة والمدنية ، وتبعتها الأنظمة القمعية العربية ،وبعض المؤسسات الدينية، وهاجم بعضهم الإسلام، وتتطاول بعضهم على منهجياته ونظامه، بل وحذر بعضهم من حكم الإسلام ومرجعيته!!!


بداية أليس في تاريخ القريب والبعيد للغرب والكنيسة ما يؤكد على أن الحرق والتقتيل منهجية ثابتة مع المخالفين سواء كانوا مسلمين أو حتى مسيحيين ؟

هل تناسى العالم (جيورد أنو برونو) الفيلسوف الإيطالي الذي أحرقته الكنيسة حيا وذرته في الرياح بعد أن قطعوا لسانه لأنه خالف فكرتها عن مركزية الأرض !!! ام نسوا(" شيكو داسكولي) الذي كان له شهرة في علم الفلك بجامعة كولولينا الذي أحرقته الكنيسة حيا في لفورنسا، و" دي رومينس" الذي جلبته الكنيسة إلى روما ، وحبسوه حتى مات ثم حوكمت جثته وكتبه وحكم عليها وألقيت في النار!! و جون هيس" عميد جامعة براج الذي احرقوه على قائم خشبي في 6 يوليو 1415. !!!

الم تنشئ الكنيسة في اسبانيا محاكم التفتيش فكانت سيفا مسلطا على رقاب أصحاب الفكر وعلى المسلمين بعد ذلك خاصة، وقد وصل عدد ضحايا هذه المحاكم إلى: 31.000 أُحرِقوا بالنار وهم أحياء ، وعلى ستة آلاف وثمانية وستين حكم عليهم بالشنق فشنقوا، و290.000 عُذِّبوا بعقوباتٍ لم تبلغ حد الإعدام!!!! "

هل تناسى الغرب والشرق أن التحالف الصليبي عندما احتل القدس عام 1099 م قتل نحو ستين ألفًا، أفنوهم عن بَكْرَةِ أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدًا ولا شيخًا! فقطعت رؤوس بعضهم، وبُقِرت بطون بعضهم، وحُرِّق بعضهم في النار، فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار!!

هل تناسى الغرب والشرق محرقة الحرب العالمية الأولى والتي قُدِّر عدد القتلى بنحو عشرة ملايين إنسان، وبلغ عدد الجرحى عشرين مليونًا؟!!

أم تناسوا الحرب الثانية والتي تعد أكبر الصراعات العسكرية في تاريخ البشرية والذي قدر أجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 60 مليون قتيل كانوا يمثلون في هذا الوقت اكثر من 2.5% من إجمالي عدد السكان في هذا الوقت؟!!!

.هل تناسى الشرق والغرب ما حدث لسكان مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين؛ ففي صباح يوم 6 أغسطس 1945م أُسقطت القنبلة الذرية الأمريكية الأولى على مدينة هيروشيما، فمات على الفور 70.000 مواطن ياباني، والعجيب أنه بعد ثلاثة أيام فقط ألقت أمريكا القنبلة الثانية على مدينة نجازاكي فمات على الفور 60.000 مواطن آخر، وقد صرَّحَ مجلس مدينة هيروشيما إن عدد قتلاها ارتفع في سنوات قليلة إلى 230.000 إنسان بسبب ما خلَّفته القنبلة من إشعاعات، كما وصل عدد الجرحى إلى 157.000 شخص؟!!

هل تناسى الشرق والغرب محرقة الهنود الحمر حيث تعرَّضوا لسلسلة من حروب الإبادة بمختلف الوسائل ، وأباد الأمريكان منهم 150 مليون نسمة ليقيموا على أنقاضهم أمريكا راعية الحريات !!!

هل تناسى الغرب والشرق من الذي قام بإحراق المسلمين في العراق، وقتل مئات الآلاف ؟ وهل تناسى العالم مدينة الفلوجة التي قال عنها البروفيسور كريس باسبي الأمين العلمي للجنة الأوروبية للإشعاع "إن ما تعرضت له الفلوجة أسوأ مما تعرضت له هيروشيما"، وأن نتائج الأسلحة البيولوجية والكيمياوية المستخدمة ضد أهل الفلوجة، تعادل عشرين ضعفا نتائج قنبلة هيروشيما"، فإن هذه الشهادة العلمية دامغة موثقة بألف نفي أمريكي !!!

وليس ذلك فحسب، بل إن هناك نحو أربعين موقعا عراقيا آخر تعرض لأسلحة ومحارق مماثلة!!

هل تناسى الشرق والغرب إحراق المسلمين في الشيشان حيث بلغ إجمالي ضحايا الشيشان 104.000 ضحية من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال بعد تعرضِهِم لعمليات إبادة وحشية، تم فيها استخدام أقسى أنواع الأسلحة المحرَّمة دوليًّا !!!

هل تناسى الشرق والغرب كيف استخدمت الصين أبشع الوسائل لقمع الشعب المسلم في تركستان الشرقية، وقد قسَّمت بلادهم، وغيَّرت اسمه إلى إقليم سيكيانج، وحظرت تعليم الديانة الإسلامية، ونكَّلت بالمعارضين وقتلتهم، حتى بلغ عدد القتلى من المعارضين المدنيين 1000.000 مسلم ، وذلك فيما بين عامي (1949-1953)م !!!

هل تناسى الشرق والغرب من الذي قام بإحراق المسلمين في البوسنة والهرسك

وبورما، وإفريقيا الوسطى.... الخ ؟!!

هل سأل أحدكم نفسه: من الذي قام بإحراق الفلسطينيين بالقنابل المحرمة ؟ ومن الذي أمد الصهاينة بالسلاح ؟!

من الذي أمد بشار بأسلحة الدمار وبراميل اللهب والنابالم لإحراق الإنسان والحيوان والنبات والجماد ؟!!

ومن الذي قام بإحراق المصابين والشهداء والأحياء في رابعة، والنهضة، وسيارة الترحيلات وغيرها ؟!! ومن دعم السفاحين في مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا ؟!!

من الذي أمد داعش بهذه الأسلحة والأدوات ؟ وهي لا تنتج أسلحة، ولا تملك مصانع للذخائر والمعدات ؟!!

سأترك لكم الإجابة لتعرفوا أن الإسلام وفقط هو السبيل الأوحد لسعادة البشرية، وأن الحل الإسلامي حقاً فريضة شرعية، وضرورة إنسانية.

----------------------------------------------------------------
د. جمال عبد الستار محمد
عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الأستاذ بجامعة الأزهر والأمين العام لرابطة علماء أهل السنة


: الأوسمة



التالي
هل يُشرق فجر ليبيا؟
السابق
إحراق معاذ الكساسبة بين نار التحالف ونار داعش في ضوء السياسة الشرعية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع