البحث

التفاصيل

خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود

الرابط المختصر :

في شهر محرم السنة السابعة للهجرة توجه الرسول صلى الله عليه وسلم الى خيبر بعد أن أمن المدينة المنورة مركز الخلافة من أجنحة الأحزاب الثلاثة ، وبعد إقامة هدنة مع قريش في صلح الحديبية فبقيت "خيبر" وكر الدس والتآمر ومركز الاستفزازات العسكرية  ومعدن التحرشات واثارة الحروب ، فأهل خيبر حزّبوا الأحزاب ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد المسلمين وأثاروا في بني قريظة الغدر والخيانة واتصلوا بالطابور الخامس وهم المنافقون كما اتصلوا بغطفان وأعراب البادية ، فاستعدوا وتهيّئوا للقتال ، وجعلوا المسلمين في محن متواصلة ، ووضعوا خططا متوالية لإغتيال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وبفضل الله ومنّه استطاع المسلمون قتل سلام ابن أبي الحقيق وأسر ابن زارم ، كان المسلمون على وعد وعدهم الله اياه وهو فتح خيبر ، قال تعالى (( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجّل لكم هذه )) فالمغانم الكثيرة كما يقول المفسرون خيبر ، فعجل لكم هذه يعني صلح الحديبية ، فكان عدد الجيش  الاسلامي الذي جهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح خيبر 1400 مقاتل ، أما عدد اليهود 1600 مخرّب وعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة الحديبية والذين طالبوا المشاركة في خيبر طمعا للمغانم الكثيرة ولكن الله تعالى قال((سيقول المخلفون اذا انطلقتم الى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون الا قليلا)) وعندها لابد من الخيانة فأرسل زعيم المنافقين ابن أبي سلول الى اليهود قائلا : إن محمدا قصد قصدكم وتوجه اليكم فخذوا حذركم ولا تخافوا منه فإن عددكم وعدتكم كثيرة وقوم محمد شرذمة قليلة عزل لا سلاح معهم الا قليل وبعد رسالة الخيانة من المنافق الأكبر طلب أهل خيبر الى حلفائهم قبائل غطفان يستمدونهم ووعدوهم بنصف ثمار خيبر ولكن أمر الله هو الغالب ، ويمكرون ويمكر الله فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه بإلهام من الله بجانب غطفان فخافت ولم تذهب الى خيبر، وعسكر الرسول صلى الله عليه وسلم شمال خيبر من أجل ألا يفر اليهود الى الشام ولا تصل اليهم غطفان فوصل صلى الله عليه وسلم الى مفترق طرق فسأل عن أسمائها واحدا واحدا فالطريق الأول كان اسمه حزن فعدل عنه ، والثاني شاش فعدل عنه ، والثالث حاطب فعدل عنه والرابع مرحب فسلكه لأنه كان يحب التفاؤل ، وفي الليل سمع رجل يحدوا بصوت جميل فسأل عنه فقالوا عامر ابن الأكوع فقال يرحمه الله ، فقال رجل من القوم وجبت يانبي الله لولا أمتعتنا به فاستشهد ، فرفع الناس أصواتهم بالتكبير فقال صلى الله عليه وسلم اربعوا على أنفسكم انكم لا تدعون أصما ولا غائبا انكم تدعون سميعا قريبا ، وبعدها وصل المجاهدون الى أسوار خيبر ليلا فلم يشعر بهم اليهود فلما أصبح صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمجاهدين الفجر بغلس ، وركب المجاهدون ركائبهم ، ولم تشعر بهم خيبر فخرج الفلاحون منهم بمساحيهم ومكاتلهم لأرض خيبر فلما رأوا الجيش قالوا: محمد والله محمد والخميس ، ثم رجعوا هاربين الى خيبرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أكبر خربت خيبر الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.


فنزل النبي صلى الله عليه وسلم قريب جدا من حصن فيه مقاتلون ورماه للسهام فأشار عليه الحباب ابن المنذر فتحول الى مكان آخر وعندما وصل الى حصون خيبر دعا عليهم فقال : "اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير مافيها ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها وشر ما فيها ، أقدموا باسم الله " 


وفي ليلة الفتح فتح خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) فتمنى كل واحد من الصحابة الكرام ان يكون هو الرجل ولم يحزر أحد من سيكون ، وفي الصباح قال أين علي ابن أبي طالب ، فقالوا : يارسول الله هو يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا اليه ، فؤتي به ، فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فقال: يارسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، قال صلى الله عليه وسلم : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم الى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من أن يكون لك حمر النعم ، فتوجه رضي الله عنه الى حصون وقلاع خيبر فدار فيها قتال مرير في البداية وكان ملكهم مخرب  كبير اسمه مرحب ، قال عند مبارزته لسيدنا علي :


                    قد علمت خيبر أني مرحب    شاكي السلاح بطل مجرب 
                            اذا الحروب اقبلت تلهب 
فبرز له سيدنا علي رضي الله عنه ، فقال : 
           أنا اللذي سمتني أمي حيدره
          كليث غابات كريه المنظره
          أوفيهم بالصاع كيل السندرة


فضرب رضي الله عنه رأس مرحب فقتله ، ثم كان الفتح على يديه ، ولما دنا رضي الله عنه من حصونهم  اطلع يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت ؟؟ فقال : أنا علي فقال اليهودي : علوتم وما أنزل على موسى


فخرج ياسر أخو مرحب وهو يقول : من يبارز فخرج اليه الزبير فقالت أمه صفية: يارسول الله يقتولوا ابني ؟ قال : بل ابنك يقتله ، فقتله الزبير ، ودار قتال مرير حول حصن ناعم فقتل عدد كبير من اليهود المخربين فنهارت مقاومة المفسدين في الأرض فتسللوا من حصن الى حصن واستعصت بعض الحصون فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصب آلات المنجنيق ، فدب الرعب في قلوبهم  وأرسلوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم ابن  أبي الحقيق فصالحهم على من بقي في الحصون على أن يخرجوا من خيبر ويخلون بينها وبين رسول الله ويتركون ما لهم من مال وأرض وسلاح الا ثوبا يلبسه الانسان على ظهره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


برأت منكم ذمة الله وذمة رسوله ان كتمتوني شيئا ،فتم تسليم الحصون وفتحت خيبر


نقض العهد والخيانة ..

نقض ابن ابي الحقيق العهد وخان ، حيث غيب هو وأبناؤه مالا كثيرا ومسك ا وحليا وجحده بعد ان خبئه في خربة فأخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ما خبأه ابن أبي الحقيق وأمر بقتله وهذا ديدن اليهود المخربين وهذا مصير من ينقض العهد ويخون ، فمن ليهود اليوم اللذين نقضوا العهود ومن لأعوانهم اللذين خانوا

كثرة المغانم ...
طلب اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبقوا في أرضهم مقابل نصف انتاج خيبر من التمر ، فقسم الرسول صلى الله عليه وسلم أرض خيبر بين المجاهدين فكثرة المغانم ، قال ابن عمر رضي الله عنه : ماشبعنا حتى فتحنا خيبر  وقالت عائشة لما فتحت خيبر: الآن نشبع من التمر ، وكانت الفرحة الكبرى للرسول صلى الله عليه وسلم عندما رجع جعفر من الحبشة فتلقاه  صلى الله عليه وسلم وقال: والله ما أدري بأيهما أفرح ؟؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر . وكان من الغنائم صفية بنت حيي ابن اخطب رضي الله عنها تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل مهرها عتقها ، وعندما نظر لوجهها رأى خضرة فقال : ما هذا ؟؟ قالت : يارسول الله رأيت قبل قدومك علينا كأن القمر زال من مكانه وسقط في حجري ولا والله ما أذكر من شأنك شيئا فقصصتها على زوجي فلطم وجهي وقال : تتمنين هذا الملك الذي بالمدينة .


وبعد هذا النصر العظم ، على أعداء الله والرسل والبشرية زاد الحق في قلوب المخربين اليهود فتآمرت عليه يهودية ، فتظاهرت بإكرام الرسول عليه الصلاة والسلام فأخفت الخيانة والغدر فأعدت له شاة أحسن اعداد ، فسممتها وسالت أي عضو يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم فقيل لها الذراع ، فأكثرت فيها السم ، ثم جاءت بها ووضعتها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فتناول الذراع ، فلاك منها مضغة فلم يصغها ولفظها ثم قال : ان هذا العظم ليخبرني أنه مسموم ثم دعا بها فاعترفت فقال : ما حملك على ذلك ؟؟ قالت : قلت : ان كان ملكا استرحت منه وان كان نبيا فتجاوز عنها.                             


: الأوسمة



التالي
مدينة القدس هي عاصمتنا السياسية والوطنية
السابق
القانون الوظيفي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع