البحث

التفاصيل

حاجتنا الى نظام معيارى عالمي لصناعة تعليم القرآن الكريم

في سياق عدد من الاعتبارات الواقعية نستطيع أن نؤكد حاجتنا الماسة كمسلمين ونحن مقبلين على مفتتح القرن السادس عشر هجريا ،  الواحد والعشرون ميلاديا ، إلي نموذج معياري عالمي متكامل موثق علميا ، للتحول بمجال تحفيظ القرآن الكريم إلي صناعة عالمية ممنهجة علميا وفق أحث نظم التربية والتعليم  لتعليم القرآن الكريم ، لتخريج أجيال جديدة من أبناء المسلمين  المتسلحين بقدر مناسب من مهارات التفكير ونظم الأفكار والقيم ، وقدرا مناسبا من القدرات المعرفية والنفسية والمهارية  التي تعلموها ، وتربوا عليه من القرآن الكريم لتمكنهم من ، بناء الباعث النفسي الذاتي لى النمو والتنافس الحضاري  ، بالإضافة إلي  دخول المدارس والجامعات العالمية ،  واستيعاب العلوم والمعارف الحديثة .


ــ تطور الفكر والنظم التربوية عالميا وتحولها إلي صناعات إنسانية متكاملة تمتلك النظم والمعايير وطرق ووسائل وأدوات التعليم الحديث الموثقة والمقررة علميا على أسس من البحث العلمي الرصين ، بما يحدد ملامح ومعايير المنتج النهائي للعملية التربوية والتعليمية ، بما يؤهلهم


للالتحاق بمراحل التعليم التالية المختلفة ، وهذا ما نفتقده بالتأكيد ، ولم نستفد منه حتي الآن بمراكزنا المتخصصة لتحفيظ القرآن .


ــ وقوف وتجمد العقل الجمعي المسلم على اختزال علاقة لمسلم بالقرآن على حد التلاوة والحفظ فقط  مما حرم المسلمين من إتمام علاقتهم بالقرآن الكريم  ، تدبرا وإنتاجا المفاهيم والقيم القرآنية المتجددة وترجمتها إلي سلوك عملي والاجتهاد إلي التخلق بها ، عملا بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم في التخلق بالقرآن الكريم وترجمته إلي منهج حياة في كل شئونه الخاصة والعامة .


ــ ضعف وهشاشة  ما تقدمة وتنتجه مراكز تحفيظ القرآن الكريم الحالية مقارنة بما كانت تقدمه سابقا لأسباب عديدة تتعلق بضعف منهج إدارة ومعلمي هذه المراكز .


ــ اتساع الفجوة البينية بين الأجيال الجديدة من أبناء المجتمعات العربية  ومثيلاتها الغربية والأسيوية الحديثة على مستوى فهم والالتزام  بممارسة القيم الانسانية العالمية ، كذلك على مستوى ، امتلاك الباعث الذاتي على الفعل والإنتاج والتنافس الحضاري ، وكذلك مستوى القدرات الذهنية والنفسية والعلمية والاستعداد للتعلم والمشاركة في نقل وإنتاج المعرفة ،   مما يهدد بمستقبل مخيف للعرب والمسلمين ،  ومما تؤكده حقائق العلم والتاريخ أن تعليم القرآن الكريم


بشكل منهجى ومنظم وصحيح قادر على سد هذه الفجوة سريعا ، وإنتاج اجيال جديدة واعدة تمتلك القوة النفسية والذهنية والأخلاقية والروحية القادرة على فعل المعجزات .


يبقي السؤال المهم هو ماذا نعني بنظام التعليم والتربية المعياري العالمي حتي نتمكن من فهمه والاستفادة منه والبناء عليه لتصميم وإنتاج نظام معياري عالمي لتعليم القرآن الكريم


وألخصه في كونه حوصلة وتكامل لكل ما وصل إليه الفكر البشري في التربية والتعليم وتنظيمه في شكل مؤسسي منظم كنموذج معياري متكامل لكافة عناصر منظومة التربية والتعليم ، يرسم ويحدد مواصفات الجودة اللازمة فى كل عنصر ، وكيفية وشروط ومعايير تحقيقها ويقدم لها كافة أشكال الدعم الفني اللازمة للحصول على الاعتماد العلمي اللازم لها ، ليستفيد منه ويلزم به كل العاملون في مجال التربية والتعليم ، فيضم لهم البدء من حيث انتهى إليه أفضل وأحدث ما بلغه العالم


بالإضافة إلي اعتماده للدخول في المراحل التعليمية التالية في أى منطقة ومدينة في العالم تعمل وتلتزم بالمعايير العالمية الحديثة للتعليم وهو ما يطلق عليه عالميا  بالمدارس والجامعات الدولية التى تقدم وتنتج أحدث ما بلغته البشرية من تكنولوجيا ومعرفة ، وأفضل العناصر والقيادات البشرية المؤهلة والقادرة على تنفيذ المهام الوظيفية المختلفة


حقيقة الأمر أن القرآن الكريم يستحق أن تؤسس له مراكز البحوث والدراسات المتخصصة للبحث في أفضل سبل تعليمه وتمكينه ، كما أن حاجتنا كعرب ومسلمين لاستعادة ذاتيتنا وهويتنا القرآنية الأصيلة أصبحت هامة وملحة ،  وقد أن الأوان لأن نتحول بمراكز تحفيظ القرآن من مجرد عمل تطوعي تغيب عنه قواعد ومناهج العمل المؤسسي الحديث لخدمته وتطويره وتفعليه الي مفهوم ونظام الصناعة العالمية المعيارية لتعليم القرآن الكريم ، والتى تعد من أهم الصناعات الثقيلة التي يمكن أن تعرفها البشرية وهى صناعة أجيال جديدة من البشر بأفكار ومعتقدات وقيم السماء


التى ارتضتها للإنسانية مرتقا عاليا بين بقية مخلوقات الله عز وجل وسبيلا ممتدا للحياة الراقية الآمنة المستقرة.


: الأوسمة



التالي
عن قلبي أتحدّث..
السابق
بيان الحرية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع