البحث

التفاصيل

غدا يأتي الفرج

الرابط المختصر :

كثير من الناس ينتظر الفرج، ويترقب الخير، ويؤمل السعادة، وما أكثر ما يترقبه المسلم، فمنا من يترقب غائبا يعود، أو مريضا يشفى، أو محبوسا يفك أسره، أو مبتلى يعافى، أو مولودا يخرج للدنيا، أو مفقودا يسمع عنه خبرا، أو مغموما يكشف عنه الغم، أو مهموما يرفع عنه الهم، أو زوال ملك ظالم، أو هلاك طاغية، أو نزول عدالة السماء بمتجبر، أو.... إلخ.


ولا يزال المؤمن في عبادة مادام على حاله مستسلما لأمر لله، مؤملا الخير في وجهه الكريم، ومترقبا الفرج، ومستقربا النصر.


وقد ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه ".


وقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن النبي صلى الله عليه وسلم : "انتظار الفرج عبادة "


لكن ما من شك في إحراز العبد للأجر - فضلا من الله وتكرما - نظير صبره في محنته، واحتسابه في مصابه، وليس بضائع الأجر من كان في سرائه شاكرا، وفي ضرائه صابرا.


كما ورد في صحيح مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له ".


ولولا هذا الأمل الذي يسكن في حنايا النفس، ويتغلغل في أعماق الوجدان، لكانت حياتنا قبورا تحتضن أحياء، كما تحتضن القبور أمواتا، وصدق الشاعر حين قال :


أعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل


يعيش المؤمن بهذا الأمل مستبشرا ومتفائلا، فإن تحقق ما كان يؤمله نزلت بقلبه السعادة مرتين، كما يفرح الصائم بفطره فرحتين، سعادة بتحقق الأمل، وشكره تعالى على نعمائه، وسعادة رجاء الأجر في الآخرة على الصبر على الألم.


وكثيرا ما رأى العبد في حياته، كم جاءت بعد المحنة منحة، وكم كان في البلية عطية، وكم كان في المنع عطاء. وسبحان من يبتلى عبده، وهو يحبه ليسمع تضرعه، وسبحان من جعل ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا، وسبحان مستخرج الدعاء من عباده بالبلاء، وسبحان مستخرج الشكر منهم بالرخاء.


وإذا كانت نهاية العبد في الدنيا قبل تحقق مأموله، فإن الأمل يحدونا أن نلتقي بالنبي الكريم، وأصحابه الطاهرين، وعباد الله الصالحين في الآخرة، كما كان هو رجاء سيدنا بلال بن رباح، وهو على فراش الموت، يقول : غدا نلقى الأحبة : محمدا وصحبه.


وعند الله تعالى يتحقق كل مأمول، وفي جنته ينتهي كل حزن، وفي غفرانه يرتفع كل هم.


جعلنا الله وإياكم من الصابرين الشاكرين، وغدا يأتي الفرج.


: الأوسمة



التالي
هل يتعلم الإسلاميون من العصاة؟!!
السابق
ارتباك الحضور..

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع