البحث

التفاصيل

أين أنتم يا مسلمون؟.. آلاف السوريين الفارين من جحيم القصف الروسي يتساءلون

هرباً من جحيم القصف الروسي على مناطق المعارضة السورية فرّ آلاف المدنيين السوريين إلى الحدود التركية في مشهد إنساني يثير الأسى، حاملين فوق رؤوسهم وأكتافهم صرراً وأكياساً بها متاع قليل هو ما تبقى لديهم، ولسان حالهم يقول "أين ذلك العالم الصامت؟"، "أين اختفى المسلمون؟".

علِق 20 ألف سوري منذ أمس الجمعة 5 فبراير/شباط 2016، في شمال سوريا قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، ما يرفع عدد الفارين إلى 40 ألف مدني سوري حيث تشن قوات النظام هجوماً واسعاً، ما فاقم المأساة الإنسانية للنزاع الذي كان موضع مشاورات جديدة في مجلس الأمن الدولي.

ليندا توم المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قالت "إن نحو 20 ألف شخص تجمعوا في مستوى المعبر الحدودي باب السلامة وما بين 5 آلاف
و10 آلاف تم نقلهم إلى مدينة أعزاز" غير بعيد من هذا المعبر المغلق.


استعدادات تركية


من جانبها أعلنت تركيا تأهّباً عسكرياً وأمنياً على الحدود إلى جانب استنفار تام لرئاسة إدارة الكوارث والآفات التابعة لرئاسة الوزراء، التي أعلنت عن وضع خطة تنظيم لجوء النازحين من مناطق في حلب نحو الحدود السورية التركية جراء القصف الروسي.

وقدرت مصادر رسمية تركية عدد النازحين السوريين من مناطق في حلب نحو الحدود السورية التركية جراء القصف بأكثر من 70 ألف شخص.

الجحيم الروسي


وتحت غطاء الغارات الجوية الروسية التي قاربت الألف غارة منذ الاثنين، استعاد الجيش السوري بلدتين جديدتين هما رتيان وماير القريبتين من بلدتي نبل والزهراء اللتين استعادهما الجيش الخميس. وهو ما يضيق الخناق أكثر حول مدينة حلب التي يسيطر النظام على غربها ومسلحي المعارضة على شرقها.

لكن المعارضة استعادت نصف رتيان إثر معارك عنيفة أوقعت نحو 60 قتيلا في كل جانب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في الجنوب، سيطرت قوات النظام الجمعة بدعم من الطائرات الروسية ومقاتلي حزب الله اللبناني على بلدة عتمان الاستراتيجية في محافظة درعا إثر 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق المرصد.

وتقع البلدة الاستراتيجية شمال مدينة درعا وعلى طريق قديم يربط المدينة التي تسيطر قوات النظام على جزء منها بالعاصمة.

واعتبر الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية إميل حكيم أن "مسار الفصائل انحداري على نحو متزايد" لافتا إلى أنهم "يتراجعون في كل مكان إذ لم يعد هناك من خط مواجهة رئيسي إلا وانسحبوا منه".

في الأثناء يزداد تدهور الوضع الإنساني الكارثي أصلاً.

فرار 40 ألف


وفر 40 ألف شخص على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ الاثنين من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوماً واسعاً بدأته الاثنين بغطاء جوي روسي.

وأشارت ليندا توم إلى أن بين هؤلاء المدنيين فر 10 آلاف إلى بلدة عفرين الكردية. وأضافت "هناك حالياً مخيمات نازحين في منطقة عفرين".

المتحدثة أشارت إلى أن "المعارك أدخلت اضطراباً على قسم كبير من المساعدة وطرق التموين انطلاقاً من الحدود التركية" مبدية أسفها لكون "الوصول إلى السكان يزداد صعوبة".

أين أنتم يا مسلمون؟


والتقطت وكالة فرانس برس صورا ولقطات بالفيديو لمئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال وهم يسيرون، حاملين أمتعة في صرر وأكياس، في حقل زيتون في بلدة أكدة الصغيرة القريبة من الحدود.

وفي فيديو بثه ناشطون على الإنترنت يمكن مشاهدة مئات من الأشخاص بينهم الكثير من الأطفال يتجهون إلى مركز حدودي تركي. يحمل بعضهم على الظهر أكياس بلاستيك وآخرون بدا أنهم لا يملكون شيئا.

وصرخ رجل غاضبا "أين أنتم؟ أين أنتم يا مسلمون؟" في إشارة إلى الدول التي تدعم المعارضة السورية.

وبقيت الحدود من الجهة التركية مغلقة الجمعة. وقال مراسل وكالة فرانس برس إن الوضع هادئ عند معبر أونجوبينار المقابل لمعبر باب السلامة في سوريا، ولم يكن أي دخول أو خروج عبر المعبر مسموحا من الجهة التركية.

العالم يصمت


واتهمت تركيا التي تؤوي نحو 2,5 مليون سوري "المتواطئين" الروس مع دمشق بارتكاب "جرائم حرب".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال مساء الخميس إن "نحو 10 آلاف شخص قدموا من حلب ينتظرون على الحدود لدخول تركيا. والروس يقصفون بلا توقف والنظام يقصف بلا هوادة، والعالم يصمت".

في المستوى السياسي قدم الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الجمعة تقريرا إلى مجلس الأمن عن ظروف تعثر محادثات جنيف المعلقة حتى 25 شباط/فبراير، استبقه بالإشارة إلى إمكانية استئناف المحادثات قبل ذلك الموعد، ومؤكدا أن هدف التفاوض "التوصل إلى حل".

وأثناء المشاورات المغلقة لمجلس الأمن وقعت نقاشات حادة بين أميركا وفرنسا من جهة وروسيا من جهة أخرى بهذا الشأن، بحسب دبلوماسي.


وقف الغارات


ورفضت روسيا انتقادات الغربيين الذين اتهموها بتخريب مباحثات جنيف، وأكد سفيرها لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو لا تنوي وقف الغارات الجوية.

لكن تشوركين أكد أيضا أن روسيا "ستعرض بعض الأفكار الجديدة على الطاولة" في ميونيخ خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المقرر في شباط/فبراير.

وفي واشنطن أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه "الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق نار".

لكنه حذر من أنه "إذا كان كلام لمجرد الكلام بهدف مواصلة الغارات، فلا أحد سيقبله".

هاف بوست عربي


: الأوسمة



التالي
هل تتكتم تونس على معلومات استخباراتية للإطاحة ببشار؟
السابق
أين أنتم يا مسلمون؟.. آلاف السوريين الفارين من جحيم القصف الروسي يتساءلون

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع