البحث

التفاصيل

القرضاوي لموقعنا: أخشى انهيار الأقصى والمسلمون نائمون

محمد أحمد حمود/ رئيس التحرير

 

ذكَّر الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي المسلمين بقضية القدس الشريف والمسجد الأقصى الذي تحاك له المؤامرات والمخططات.


وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في حديث إلى موقعنا: كل يوم يزداد الصهاينة ظلما وطغيانا وضغطا على المقدسيين هناك فيستولون على ديارهم وأرضهم حتى يتم تهويد المدينة بكاملها وإخراج أهلها وأصحابها من بيوتهم ومساكنهم التي ورثوها أبا عن جد والتاريخ يشهد بذلك.


وزاد فضيلته، أن اليهود الصهاينة يدبرون المؤامرات ضد هذا المسجد الذي تحدث عنه القرآن الكريم «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ» فكان منتهى الإسراء وبداية المعراج إلى السماء العلا وسدرة المنتهى، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يسكنون هذه الأرض منذ آلاف السنين.


وأوضح الشيخ القرضاوي أن اليهود يريدون بعد احتلال فلسطين أخذ المسجد الأقصى بعد أن بدؤوا فرض سيطرتهم عليه فيفرضون سنا معينة لدخوله, ويمنعون المصلين من دخوله وإقامة شعائرهم فيه بعد أن استولوا على نصف المسجد الإبراهيمي، وتحكموا في مداخله, ومن يصلي فيه, فيمنعون من يشاؤون من الصلاة ويسمحون لمن يريدون.


وعبر فضيلة الشيخ عن خشيته من أن يفاجأ المسلمون يوما بانهيار المسجد الأقصى نتيجة للمخططات التي يحيكونها له وينفذونها يوما بعد يوم وهم نائمون، داعيا الفلسطينيين في الضفة والقطاع للوحدة ضد عدوهم الأول ومقاومة ألاعيبه ومؤامراته.


وأهاب القرضاوي كذلك بالأمة الإسلامية بأن تنتبه لما يجري على هذه الأرض المباركة لأن المجرمين هناك يفعلون الجديد كل يوم لتهويد البلاد ومحو الإسلام منها ورسم الخطط خلف الخطط, ونحن نائمون، قائلا: «فعلينا أن ننادي -وهذا من الأمانة- نحن فداء المسجد الأقصى وفلسطين, فلا ندخر أموالا ولا دماء في سبيل هذه القضية العادلة».


وتحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن ما يحدث في مصر, مؤكداً أن البلاد تسير إلى خراب, لأن العسكر يهدمونها حجرا حجرا, لأنهم يكتفون بأنفسهم, فلا يستشيرون أهل الخبرة والحل والعقد من المدنيين, فهم شر على الدنيا إذا تركوا مهمتهم الأساسية وهي الدفاع عن الأرض وتفرغوا للتحكم في البلاد والعباد.


وقال: انظر إلى ما يفعله العسكر في مصر وسوريا والعراق ومختلف البلدان, وكيف يقتلون المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ بدم بارد وبأسلحة فتاكة بغير حق, قتلوا الناس في ميدان رابعة العدوية وهم يصلون في أول الليل وآخره يقرؤون القرآن، ويفعلون الخيرات, سلميين بلا سلاح سوى الحناجر, لكن الظلمة قتلوهم والجيش يتحمل مسؤوليتهم.


وزاد: لقد اقتحمت الشرطة غرف أبناء الأزهر الشريف واقتحموا ساحات الجامعات وقتلوا أبناءنا وبناتنا. وللأسف الشديد وجدنا القضاء يحكم على 12 شابا من الجامعة بالسجن 17 عاما, وبالغرامة عشرات الآلاف, والله لو قتل هؤلاء الشباب النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ما حكم عليهم بهذه الأحكام المغلظة.


وحذر الشيخ القرضاوي القضاة في مصر من أن يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر؛ لأنهم خضعوا للحكام وساروا في ركابهم، مؤكداً أن الشباب, والطلبة منهم، الذين يقتلون الآن في كل مكان هم روح الأمة وثروتها الحقيقية، وأن عدل الله يأبى ترك الضعفاء للظلمة المتجبرين لذلك نجد الله يقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ» وهؤلاء ظلمهم واضح حين قتلوا الآلاف في رابعة العدوية بالشبيحة والقناصة والجيش والشرطة, وكأنهم يقتلون القطط والكلاب.


وقال الشيخ القرضاوي، حين ثار المصريون وأصبحوا يحكمون أنفسهم واختاروا رئيسهم الذي أعطاهم الحرية والديمقراطية, لكن هيهات أن يعود هؤلاء العسكر بالبلاد إلى الوراء, فهذا لا يمكن أبداً, لأن رحمة الله وحكمته تأبى أن تترك هؤلاء لقوله تعالى: «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ», «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ», «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» مذكرا بأن كيد الله ومكره أسرع وأقوى منهم، فهم بأفعالهم يحفرون قبورهم بأيديهم نتيجة ظلمهم وعدوانهم على الناس.


وطالب القرضاوي المسلمين بالاعتصام بالأمل قائلا: «فلا تيأسوا ومعكم الله والحق والخير والصلاح, وأن نؤمن نحن المسلمين بنصر الله وأنه حين ينتقم من الظلمة لا يبقي منهم أحدا فيأخذهم أخذا أليما شديدا» داعيا الناس للتوبة من ظلم المستضعفين الآن, فالله يغفر حقوقه على العباد, أما أموال الناس وأعراضهم ودماؤهم ورقابهم فلا بد أن يعفو الناس أولا, وناشد الظالمين في مصر والعراق وسوريا وغيرها من البلاد بأن يرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه.


ودعا فضيلة الدكتور القرضاوي الأمة للتمسك بالأمل في نصر الله وعدم اليأس والقنوط لأنهما ليسا من شأن المسلم, بل من صفات الكافرين بآيات الله وقدرته, فالمسلم لا ييأس لأنه يعلم أنه مع الله والله معه, ومن كان الله معه فالخيرات والبركات وجنود الأرض والسماوات معه والنصر قريب، موضحا في الوقت نفسه أن الله يراقب ويعرف كل صغيرة وكبيرة ويرصدها ويتصرف بمقتضى العدل والحكمة الإلهية فيأخذ المفترين المتجبرين والمفسدين، وعلى المسلمين التصرف بقدر ما يستطيعون والقدرة الإلهية تكمل ضعفنا وجهلنا.


وقال: «اطمئن أيها المسلم إلى المستقبل والمصير, ولا تظن أن المستكبرين والمتجبرين بما معهم من بطش وجنود وسلطان سيظهرون للأبد» مشيراً لمصير فرعون وهامان وجنودهما وكيف نبذهم الله في اليم.


: الأوسمة



التالي
العوا يكشف تفاصيل حواره مع الرئيس .. ويقول: مرسي أكد لي أنه كان محتجزًا بالاسكندرية
السابق
القره داغي لموقعنا: الجماعات المتطرفة تشوه الإسلام

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع