البحث

التفاصيل

حوار حصري مع نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني

 

حاوره يحيى الكرامي

 

في أول حوار له بعد انتخابه نائبا لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني، يخص موقع الإصلاح بحوار يشرح فيه سياق وحيثيات انتخابه، ويؤكد فيه على تفعيل مسار البحوث والدراسات والأعمال العلمية داخل الاتحاد.

وفيما يلي نص الحوار:

- بداية هنيئا لكم بهذه الثقة التي حظيتم بها من طرف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي اختاركم نائبا أولا لرئيسه، ونود منكم أن توضحوا لنا ظروف وسياق انتخابكم لهذه المهمة الجديدة؟

بعد استقالة شيخنا العلامة عبد الله بن بَيَّه من منصب نائب رئيس الاتحاد، ناقش مجلس الأمناء هذه الاستقالة ووافق عليها نزولا عند رغبة الشيخ حفظه الله. فمن هنا كان لا بد للمجلس من اختيار شخص جديد ليشغل هذه المهمة، ففتح النقاش وقدمت بعض الترشيحات، كان أكثرها ورودا الشيخ محمد الحسن الددو وأحمد الريسوني، ثم انتهى النقاش إلى التصويت بالإجماع على الريسوني، وكنت الوحيد الذي لم يشارك في هذا التصويت، ولكن لم يسعني إلا أن أتقبل هذا الاختيار وأسلم به. وقد قلت للسادة العلماء عندئذ: لقد غلبني حسن ظنكم. فهذا كل ما في الأمر وبالله تعالى التوفيق.

- اقترن اسم الريسوني بالبحث والتأليف في المقاصد، كما اقترن بموسوعة القواعد الفقهية، وصرحتم في أكثر من مناسبة بأن الأولوية عندكم حاليا للبحث العلمي، وها أنتم يتم انتخابكم اليوم لمهمة تنظيمية في الاتحاد، فهل ترون في هذه المهمة عبئا تنظيميا على حساب البحث العلمي أم أنها ستكون دعما لهذا المسار؟

الحقيقة أنني أقاوم باستمرار زحف الانشغالات والمسؤوليات التنظيمية والحركية والسياسية، ولكن حينما أضطر لشيء من هذه المسؤوليات ولا أجد منه مهربا، أحاول أن أقوم بالملاءمة والتوازن وإعطاء كل ذي حق حقه، بحسب الممكن والمستطاع. وهذا ما سأفعله مع التكليف الجديد بعون الله.

- أكدتم في أكثر من مناسبة على حاجة الأمة للاجتهاد والتجديد الفقهي، وحاجتها أكثر لفقه الإصلاح في هذه المرحلة، كيف تنظرون اليوم لهذه القضية، وما هي الإضافة التي يمكنكم أن تساهموا بها في هذا الاتجاه، من موقعكم الجديد؟

الفكرة التي عندي، وقد ولقيت قبولا وترحابا لدى العلماء أعضاء مجلس الأمناء، وعند رئيسه شيخنا العلامة القرضاوي بصفة خاصة، هي السير نحو تفعيل مسار البحوث والدراسات والأعمال العلمية داخل الاتحاد، وسأضع نفسي وجهدي المتواضع في هذا المسار بالدرجة الأولى. وهذا نوع من الملاءمة التي ذكرتها قبل قليل. ومعلوم أن الاجتهاد والتجديد لا يتحققان إلا بالحث والدراسة والعمل العلمي المركز.

- استعار الدكتور مولاي عمر بن حماد عبارة النبوغ المغربي من الشيخ عبد الله كنون، واعتبر انتخابكم اعترافا جديدا بهذا النبوغ المغربي، واستفادة من التجربة المغربية، هل يمكن أن نرى ملامح أو بصمات للتجربة المغربية على مسار هذه المؤسسة العالمية؟

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينتشر أعضاؤه في أرجاء العالم كله، وخاصة العالم الإسلامي، من أقصى مشرقه إلى أقصى مغربه. ومجلس الأمناء وحده يجمع حوالي أربعين جنسية وطنية. فالاتحاد بهذا يتيح تلقائيا النقل والتبادل للميزات والتجارب والخصائص والأفكار الإيجابية والجيدة أينما كانت.

- كنتم قد انتخبتم منذ سنوات رئيسا لرابطة علماء أهل السنة، فهل ما زلتم في هذا المنصب أيضا؟

هذا المنصب أيضا كنت تحملته تحت إلحاح شديد من الإخوة المؤسسين لهذه الرابطة، وكان ذلك على أساس أن يكون دوري فيها محدودا، وعلى أساس التعجيل بعقد المؤتمر الأول للرابطة واختيار رئيس لها. لكن جاء الربيع العربي فانهمك مؤسسو الرابطة الأكثر فاعلية في أحداثه وجبهاته وأعبائه الجديدة، وخاصة في مصر وليبيا. بعدها أشعرت الإخوة في المكتب التنفيذي للرابطة أنني أعتبر نفسي "رئيس الرابطة المنتهية ولايته". وبينما الإخوة منشغلون بالتحضير للمؤتمر المزمع عقده في مصر، جاء الانقلاب العسكري فملأ الدنيا قمعا واضطهادا وقتلا وسجنا، ومن جراء ذلك اعتقل عدد من مؤسسي الرابطة أذكر منهم الدكتور صفوت حجازي والدكتور صلاح سلطان والشيخ أكرم كساب، وآخرون منهم أصبحوا يعيشون أوضاعا صعبة، في مصر وفي بعض الدول الخليجية... فهذه هي وضعية رابطة علماء أهل السنة وهذه علاقتي بها.


: الأوسمة



التالي
القره داغي لموقعنا: الجماعات المتطرفة تشوه الإسلام
السابق
القرضاوي: لم أكن يوماً ضد مصر ولن أكون

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع