البحث

التفاصيل

الريسوني: العنف الحالي رد فعل على عنف الثورة المضادة

قال الدكتور أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن "ظاهرة العنف التي نشهدها اليوم في المنطقة العربية هي رد فعل على عنف الثورة المضادة الذي تعرضت له ثورات الربيع العربي".
وأضاف الريسوني -في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء- أن ثورات الربيع العربي "شهدت انتكاسة"، وأهم مظاهرها الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر في الثالث من يوليو/تموز 2013 وأطاح بالرئيس محمد مرسي.


واعتبر أن هذا الانقلاب ليس فقط انقلابا على مرسي وعلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، بل هو "انقلاب على الشرعية والديمقراطية والشعب، وعلى كل الربيع العربي وشعاراته، وانطلقت آلة القتل والقمع بشكل غير مسبوق".



تراجع الحراك السلمي
وأضاف "رأينا كذلك حراكا سلميا في سوريا، ولكن تمت مواجهته بالسلاح والبراميل المتفجرة، فتراجع الحراك السلمي وتقدم العنف. هذا هو سياق العنف في منطقتنا، إضافة إلى أسباب أعمق من قبيل الفقر والجهل والتهميش والظلم".


وتابع الريسوني أن الربيع العربي انطلق نهاية عام 2010 من تونس على شكل حراك سلمي، و"حققت الشعوب تغييرات كبيرة بطريقة سلمية، وبالتالي تراجع تنظيم القاعدة وتراجع العنف".
ويرى أيضا أن "معالجة الإرهاب تقتضي أن تزول أسبابه، فالاعتقالات وغيرها من الحلول الأمنية لا تكفي ولا تعالج المشكل، كما الحال بالنسبة لقوانين الإرهاب التي تنافس بعضها بعضا ولا تعالج المشكل".
وعن الأوضاع في مصر، يرى أن "الحل في مصر لا يمكن أن يكون بالعنف، لا مجال للعنف بتاتا، وإن كان هناك من مقاومة فيجب أن تكون سلمية.. هناك من يقول إن العمل السلمي لا يأتي بشيء، ونقول لهم: هل العنف والسلاح أتى بشيء؟ ثم إن العمل السلمي يحقق أهدافا في الشارع والمجتمع، والدليل هو الربيع العربي، كما أن العمل السلمي يحفظ الأرواح".
وعما إذا كان للعنف الذي تمارسه حركات تنسب نفسها للإسلام أي جذور في الثقافة أو في النصوص الدينية الإسلامية، يعتبر الريسوني أن "الثقافة الإسلامية فيها مواضيع قابلة لمفاهيم متعددة. مثلا هناك نصوص تدعو إلى الجهاد، وهذه النصوص يمكن أن يقرأها العلماء ويضعوها في سياقها فيكون الجهاد عملا مشروعا، ولكن الآن يقرؤها الشباب المتوتر والجاهل فيفهمها بطريقته".
وقال إن أوسع ما كتب في مسألة الجهاد هو كتاب فقه الجهاد لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، "وهو يرد على هذه التيارات التي توظف الجهاد للعنف، لكن للأسف هؤلاء الشباب لا يقرؤون للقرضاوي، وإنما يعيشون في فقه الإنترنت".


وأشار إلى أنه "يجب التفريق بين من ينظر إلى النصوص بعلم وبين من يبحث في النصوص عن آيات وأحاديث يبترها من سياقها ليدعم ما هو راسخ في نفسه".

تنحية الشريعة الإسلامية
وقال أيضا إن "الواقع الحالي هو ما يولد الإرهاب. التنحية القسرية للشريعة الإسلامية التي لم تأت اختيارا، وعدد الأنظمة القائمة التي لم تأت اختيارا كذلك تسبب غصصا في شعوبنا، وهناك منهم من يلجأ إلى العنف، وحتى الذي لا يلجأ إلى العنف فإن نظرته إلى الواقع هي نفسها".


ومن أسباب "الإرهاب" -بحسب الريسوني- كذلك "محاصرة الثقافة الإسلامية التي كانت تؤطر التدين في المجتمع، التدين لم يتراجع، ولكن الذي تراجع هو تعليم الدين والفقه، وبالتالي أصبح هناك تدين بدون علم، وهذا التدين شكل لنفسه ثقافة خاصة به غير مبنية على أسس سليمة، وبالتالي من أشكال المعالجة أن نعيد الثقافة الإسلامية ونعيد دور العلماء".
وذهب الريسوني إلى تحميل الحركات الإسلامية جزءا من المسؤولية، حيث يرى أنها قصرت خلال السنوات الماضية في العمل الدعوي التوعوي وتأطير التدين في المجتمعات العربية جراء الانشغال بالعمل السياسي.
ويقول إن الحركة الإسلامية لها الحق في أن يكون لها دور في العمل السياسي، لكن من الواجب أن يكون عملها الرئيسي هو العمل في المجتمع وتوعيته وتفقيهه وترشيد تدينه.

المصدر : وكالة الأناضول


: الأوسمة



التالي
حوار مع العالم المقاصدي د. أحمد الريسوني
السابق
الغنوشي يدعو للإفراج عن الرئيس مرسي وعودة الديمقراطية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع