البحث

التفاصيل

العودة لـ"الشرق": "عاصفة الحزم" بداية جديدة لدول الخليج

الرابط المختصر :

اليمن عمق استراتيجي للخليج وضمه لمجلس التعاون خير هدية نقدمها للشعب اليمني

 

 

العاصفة عصفت بالشك في القدرة على مواجهة التمدد الإيراني بعد استيلائه على 4 عواصم عربية

 

 

قرار العاصفة انعكس بشكل إيجابى على سوريا والعراق وأعطى للثوار دفعة قوية للتقدم على الأرض

 

 

عاصفة الحزم حظيت بشبه إجماع شعبي حتى الذين لم يكونوا على وفاق مع حكوماتهم

 

 

صدمت من مواقف بعض المثقفين الشيعة من أحداث سوريا حيث باركوا البراميل المتفجرة ويطالبون بالمزيد!

 

 

عاصفة الحزم ليست ضد اليمن أو فصيل معين بل هى من أجل اليمنيين

 

 

سكوت العرب عما يحدث في سوريا أغرى الآخرين بارتكاب المزيد بعدما أمنوا الملاحقة

 

 

اتحاد العلماء أعد دراسة من 800 صفحة تكشف خطر التمدد الإيراني في كل بلد إفريقي

 

 

الانسداد السياسي وسوء التربية يجعلان الناس يكفرون بالأساليب السلمية ويلجأون للعنف

 

 

على الشيعة في العالم ألا يصطفوا مع إيران خدمة للسياسة فهذا جناية على المذهب وانفصال عن مجتمعاتهم

 

 

تجديد الخطاب الديني أساس مهم في التحفيز والتنمية وحماية البيئة والإصلاح الاجتماعي

 

 

موسى جاء برسالة لمواجهة الطغيان السياسي لفرعون والديني لمن ظنوا أنهم أبناء الله وأحباؤه

 

 

من أخطر الأشياء أن تنزلق مصر إلى هاوية العنف على نمط ما جرى في سوريا أو ليبيا

 

 

نقص التجربة ووجود خلل أدى لسقوط الإخوان ونجاح التخطيط المضاد

 

 

"النهضة" النموذج الإسلامي الأكثر نضجاً وذكاءً وقدرةً على الحفاظ على النسيج الاجتماعي

 

 

"العدالة والتنمية" في تركيا تحرر من فكرة القواعد الشعبية التي قد تكون سبباً في تراجع أي حزب

 

 

الخلط بين الممارسة السياسية والتربية الإيمانية من أسباب الفشل في مصر

 

 

دور العلماء ضعيف لكن لايخلو عصر من قائم لله بحجة وأحلم بمشروع عربي يواجه المشروع الصهيوني

 

 

الإخوان في مصر أخفقوا لأنهم بلا تجربة والثورات العربية شعبية وليست إسلامية

 

 

كثير من الإسلاميين قد يفلح في إدارة الجماعة لكن لايفلح في إدارة الدولة

 

 

حماس مشروع مقاومة رشيد وناضج وأداؤهم فيه ذكاء ودعمهم واجب

 

 

أرتبط بتويتر وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب على مدار الساعة وعلمني موسى جديدي الرمضاني

 

 

الذين انتقدوا صورة لي مع مجموعة من الدعاة في تركيا هل هم في الميدان؟!

 

 

كتارا فاجأتني بشاب وجه لي سؤالاً لأكتشف أنه ابني عبد الله الذي لم أره منذ 4 سنوات

 

 

 

من سلمان العودة لسلمان بن عبد العزيز: أسأل الله أن يشد أزرك ويبارك في جهدك ويجعل عهدك فاتحة خير وبركة

 

 

قال الداعية الدكتور سلمان العودة أن عاصفة الحزم كانت محل إعجاب وقبول وارتياح من قبل الشعب الخليجي والعربي وحتى الدول التي لم تكن على وفاق فيما بينها كانت متوافقة مع عاصفة الحزم.

 


وأشار في حوار مطول مع الشرق، أداره رئيس التحرير الزميل جابر الحرمي، إلى أن تراجع الدور الأمريكي في المنطقة كان سببا لأن يكون هناك تحرك خليجي عربي إيجابي في المنطقة، فالعاصفة عصفت بالشك وحل محلها اليقين في التحرك العربي والتنسيق فيما بين الدول العربية لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.

 

 

 

اثناء إلقائك المحاضرة في كتارا تفاجأت بتواجد ابنك عبدالله بعد غياب ظل لمدة 4 سنوات.. كيف هي اللحظات التى التقيتم به وشعورك الأبوي والإنساني وهل كنتم على علم مسبق بهذا اللقاء؟

 

 

بداية أود أن أشيد بجريدتكم الغراء والتى هى اسمها من الاشراق والشروق فكلمة الشرق لها بعد قرآني ونحن نجدها تقاتل من أجل الحضور والبقاء كما نوجه الشكر للاخوة المنظمين للندوة فى الحي الثقافى بكتارا وفي الحقيقة انا لم أكن أعلم بوجود ابنى فى الندوة ومنظمي الندوة كانوا يريدون شيئاً مختلفاً واثناء القاء المحاضرة تدخل شخص بسؤال فقلت في نفسي هذا يشبه ولدى ثم بعد ان تكلم احسست بأنه هو، وبالفعل كانت مفاجأة جميلة وسارة فعبدالله ابني قريب مني من حيث الفكر والآراء وهو يدرس الدكتوراة فى الولايات المتحدة.

 

 

# نبدأ الحوار بالعواصف التى تمر بها المنطقة و"عاصفة الحزم " البداية..كيف ترون هذه المبادرة وهذا الحزم الذى ظهر في الخليج المسالم الذى كان يُنظر له على انه لا يبادر بهذه الاحداث؟

 

 

 

لا شك أن هذه العملية كانت مفاجأة لكنها حظيت بقبول واعجاب لا نظير لهما فمنذ غزو الكويت وجدنا تدخلات دولية وتحالفات تعقد من اجل ضرب بلد ما، لكن الملاحظ ان عاصفة الحزم كانت محل اعجاب وقبول بما يشبه الاجماع فى الشعوب حتى الذين ليسوا على وفاق مع الحكومات وجدناهم مرتاحين لعاصفة الحزم.

 

وتفسير هذا الفعل انه في السنوات الأخيرة وبعد انسحاب القوات الامريكية أو لنقل تخفيف الوجود أعطى القوة المحلية دورا في المنطقة لذا فقد بدأت تتصرف بمفردها وكانت دول الخليج تتصرف باستراتيجية ربما لا تخدم مصالح المنطقة فى بعض الأحيان.

 

 

وقد وجدنا هذا في موضوع اليمن، حيث لم نكن نعرف بالضبط هل دول الخليج مع الحوثيين ام ضدهم فالبوصلة بها تردد.

 

 

لكن هذه العاصفة اجمل ما فيها انها عصفت بالشك واحلت محله اليقين وعرف الناس فعلا ان هذه الدول دخلت فى حرب مع الحوثي والتمدد الايراني الذي استولى على عدة عواصم مثل بغداد ودمشق والى حد ما بيروت وهو الآن يزحف على صنعاء بل هو احتل صنعاء.

 

 

فهذه العاصفة جعلت الشعوب تستريح لقرار العاصفة وتشعر بالاطمئنان.

 

 

# هل تعتقد ان دول الخليج بدأت مرحلة جديدة بعد هذه العاصفة؟

 

اعتقد ذلك واعتقد ايضا ان هذه العاصفة لابد ان تكون بداية كونها وضعت القطار على سكة مختلفة وان دول العرب اصبحت تشعر بالتمدد الفارسي فى المنطقة وشعرت بأنها تأخرت ولذلك اتوقع ان هذه العاصفة ستنعكس على سوريا بل هى بالفعل انعكست فقد وجدنا تقدما ملحوظا لدى ثوار سوريا فى بعض المناطق وانعكست العاصفة ايضا على لبنان وايضا على العراق بشكل ما وأتوقع أن هذه العاصفة ستعدل المسار.

 

 

ومن إيجابيات العاصفة أنها أوجدت تقاربا مع تركيا وهذا امر كان مطلوبا والجميع كان ينادي به ويراه مطلوبا، فإننا اذا اردنا مقاومة ايران فلابد ان نتحالف مع قوة لها اذرع فى المنطقة مثل تركيا لا اقول نحتمي بها بل نتحالف ونتعاون معها.

 

 

# ما هو المطلوب خليجيا الاآن بعد "عاصفة الحزم " هل فقط انتهت العاصفة ام هناك اكمال لها سواء على صعيد التحالفات لمقاومة اى عدوان وشيك؟

 

 

 

برأيي ان العاصفة لم تنته فربما انتهى القصف لكن العبرة بما يجري على الارض وهذا يتطلب عملا جبارا؛ لان التدخل البري اعتقد انه غير وارد فاذا كان جزء من الجيش اليمني قد انحاز للحوثيين والى الرئيس السابق فهناك ايضا من هم لديهم ولاء للوطن وكذا هناك من هم ضمن المقاومة مثل اللجان الشعبية وهم يمكن لهم ان يشكلوا قوة على الارض.

 

 

وانا اطالب بان نتفهم طلب ضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي وان على دول الخليج ان تنظر في هذا الامر واعتقد ان ذلك خير هدية تقدم للشعب اليمني مع مراعاة الا يذهب هذا الدعم كما حدث من قبل عندما ذهب لأرصدة النظام الحاكم الخاصة.

 

 

وايضا لا نريد دعماً اقتصادياً فقط بل نريد دعما ومشاركة سياسية واندماج ونهوض بمستوى التنمية فاليمن لديه اهمية جغرافية وعمق استراتيجي.

 

 

# فى ظل هذه الاحداث هناك من يلقي العبء على العلماء والدعاة وانهم لم يقوموا بالدور المطلوب سواء كان حشد الهمم او التوعية.. فدائما اللوم يوجه للسياسيين بينما شريحة كبيرة من هؤلاء العلماء يقومون بدور بعيدا عن الدور التعبوي؟

 

 

 

بالفعل نحن بحاجة الى ان نعود الى شعوبنا والى مفكرينا وعلمائنا والى نفوسنا فالعرب على وجه الخصوص لديهم فجوة ما بين الرسمي وما بين المثقف احيانا او الشعبي واعتقد ان هذه الفجوة يجب ان تزول.

 

 

# اذن هناك فجوة بين صناع القرار وبين قطاعات المجتمعات؟

 

 

 

بالضبط اعتقد ذلك.

 

 

# هل الاحداث يمكن ان تزيل هذه الفجوة؟

 

 

 

لعلها تستطيع ان تحدث ذلك وكذلك ما يليها فالحلم الا تكون هذه صرخة فى واد او نفخة فى رماد وانما يمكن ان تكون هذه صافرة البداية.

 

 

# هناك شيعة عرب فى المنطقة ويبدو ان "عاصفة الحزم " ارتدت ثوبا مذهبيا..كيف نفرق بين السياسي والمذهبي فى العاصفة؟

 

 

 

"عاصفة الحزم " ليست ضد اليمن بل هى من اجل اليمن وليست ايضا ضد الشيعة او ضد فصيل من الناس بعينه بل هى من اجل استرداد اليمن وهذا واضح وجلي لو نظرنا بالمعايير المحلية.

 

 

لكن من الناحية العملية قبل هذه العاصفة كانت هناك حالة من الاستقطاب واضحة مثلا فى الغزو الامريكي للعراق.. فمن الذى كان يؤيد هذا الغزو ومن الذى كان ضده؟ فالغزو الامريكي ذهب بالاحزاب السنية وجاء بالاحزاب الشيعية لحكم العراق فالاحزاب الشيعية قد تكون جزءا من المكون العراقي لكنها ليست كل العراق.

 

 

حتى فى الايام الماضية كنا نشاهد اثناء الانتخابات العراقية فوز مجاميع شيعية وسنية فى ذات الوقت مثال كتلة اياد علاوي الذى لم يستطع ان يشكل الحكومة وهذا دليل على وجود نوع من استقطاب وكذلك سوريا التى يحكمها نظام اقلية يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة والكلور وهى جرائم ضد الانسانية بامتياز ايضا حزب الله الذى هو حزب سياسي ويملك ترسانة من الاسلحة برغم ان جميع الاحزاب فى العالم لا تملك الاسلحة وهو يقول اننا نوجه اسلحتنا لإسرائيل ثم نجده الآن يوجهها للشعب السوري فعندما تمت هزيمة الجيش السوري مؤخرا وجدنا لطميات فى بيروت فكل هذه الاشياء تدل على وجود استقطاب فى المنطقة برغم اننا صراحة ضد الاستقطاب المذهبي لكن يجب الا يكون هذا شعار يرفع في وجوهنا من قبل اقوام يمارسون اقصى انواع الطائفية والاستقطاب ثم يوزعون القبلات شمالا ويمينا.

 

 

# "عاصفة الحزم " قامت بها دول الخليج.. هل يمكن ان تركز فضيلتكم على عاصفة اخرى هي داعش وما هي الجذور الفكرية لها خاصة ان هناك موقفا قطريا يتماشى ويطالب بمعالجة هذه الظواهر من جذورها؟

 

 

 

هناك أنباء ظهرت عن وجود داعش فى صنعاء هذا يجعلنا نحس أن وراء الأكمة ما وراءها، فلماذ داعش لا تظهر إلا فى هذا الوقت بالذات، وهناك اناس يظهرون رفضهم للارهاب علنا لكنهم يدعمونه سرا لانهم لا يقدرون على مواجهة الاعتدال فيخوفون الناس بالتطرف، وقد وجدنا من خلال المتابعة اناسا يختفون ثم يظهرون فى سوريا والعراق وهؤلاء شباب صغار السن دون الثامنة عشرة وليس لهم علاقة ببعض، اذا هناك شرارات متفرقة هناك من يجمعها ثم يضعها تحت الحطب،

 

وهناك وثيقة نشرت فى الايام الماضية من خلال صحيفة اللوموند الفرنسية تتكلم عن علاقة النظام السوري بصناعة بعض المجاميع المتطرفة كى يظهر انه يقاتل الارهاب وان الذين يقاتلون فى سوريا ليسوا سوريين ولا معتدلين وما هم الا ارهابيون وهذه لعبة معروفة.

 

 

اما الموقف الاسلامي فهو واضح، فالغلو فى الدين مرفوض حتى وان لم يتحول الى فعل، فمجرد الغلو فى السلوك والاعتقاد مرفوض، والله يقول "لا تغلوا فى دينكم" وقد كانت محاضرتى عن الامة الوسط "تحت عنوان "لتكونوا شهداء على الناس" لان الغلو لا يحدث تنمية ولا تقدما وانما فقط يمكن الاعداء.

 

 

# هناك شباب انضموا لداعش من خارج الوطن العربي مثل ألمانيا وغيرها.. ما الذى يدفع طوائف من الشباب للانضمام لهذه التنظيمات؟

 

 

 

هناك اسباب سياسية تؤدى لهذه الظاهرة، مثلا عملية الانسداد السياسي ومصادرة التجارب الناضجة او المحاولات وهذا يجعل الناس يكفرون بالاساليب السلمية ويلجأون للعنف وهناك ايضا سوء التربية وهناك سلوك نفسي يرجع الى الشخصية او يرجع الى المجتمع وايضا غياب الحوار.

 

 

ايضا هناك اسباب تتمثل فى حزمة من الأسباب السياسية والاقتصادية والثقافية.

 

 

# "عاصفة الحزم" تحركت من أجل اعادة الشرعية فى اليمن.. فهل يمكن لأهل مصر أو المعارضة المصرية أن تطالب بعاصفة حزم ايضا لاستعادة الشرعية عندهم؟

 

 

 

لا شك أن مصر دخلت فى طريق محفوف بالمخاطر والذى اتمناه لمصر ان تتعافى وتعود الى بر الأمان، لان استبعاد مكون من مكونات الشعب تحت اى ذريعة يخلق عدم الاستقرار، وكان من الممكن لاى مشروع مثل النظام السابق فى مصر ان يفشل فشلا ذاتيا اذا لم يكن يملك خبرة بحيث يكون الشعب هو الذى يعاقب وهو الذي يرشح او لا يرشح وبذلك تكون تجربة جميلة فى الشارع العربي بانه هو من يملك قراره مثل عباد الله بحيث نعطى الانسان فرصته، فاذا فشل نستخدم معه الاسلوب المتبع كما هو فى جميع بلاد العالم، ولكن بعد مضي سنوات نحن ننظر الى الوضع المصري على انه قضاء وقدر، والقدر قد يقع فيه كل ألوان المخالفات وبالتالى يجب ان نتعامل بطريقة كيف ندفع هذا القدر، فعمر بن الخطاب قال "نحن نفر من قدر الله الى قدر الله" فعلينا هنا ان نبحث عن الاقدار بحيث يكون هناك نوع من التفكير السوي، فالسياسة ليست مجرد حق محض، لكن لديها اعتبارات عديدة مثل ان يكون معك الحق ومثل اعتبار القدره واعتبار موازين القوى، وبوجهة نظرى ان من اخطر الاشياء ان تنزلق مصر الى هاوية العنف على نمط ما جرى فى سوريا او الى حد ما فى ليبيا، هذا لا يمكن ان يحدث فى مصر لانها دولة كبيرة وضخمة وذات بعد انسانى وتاريخي، فلو لا قدر الله حصل نوع من هذا وانزلقت الامور الى الهوة اعتقد ان هذه كارثة لا يمكن لاحد ان يتوقع نتائجها.

 

 

ولا أزعم ان عندي الحل، ولكن نحن في حاجة الى تفكير جاد في الموضوع والبحث عن مخارج خاصة من قبل الناس أصحاب المسؤولية عن هذا الملف والذين يهمهم مستقبل مصر. وأعتقد أن الأطراف المختلفة خاصة الجهات التي وقع عليها الظلم أو العنف عليها أن تفكر بطريقة عميقة في كيفية الخروج من هذا النفق المظلم.

 

 

 

• ولكن يرى التيار الاسلامي أن دفع الظلم شرعا عملية مطلوبة.. كيف تردون على هذه الرؤية؟

 

 

 

أقول ان السياسة في نظري مكونة من عدة أشياء، أولا: الحق أو الاستحقاق ودفع الظلم والباطل.. وهذا أساس ومكون جوهري وهو الذي جاءت به الشرائع وأنزلت به الكتب وأرسلت به الرسل. ثانيا " القدرة أو الامكانية وهذا أيضا كان الرسل أنفسهم يراعونه..بمعنى أن هناك حقا لا تستطيع الوصول اليه ليس لأنك عاجز ذاتيا أو لأنه يترتب على أخذه ضرر أكبر مثل ما ترك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ترك بناء الكعبة على قواعد ابراهيم عليه السلام فقال "لولا أن قومه حديثي عهد بالاسلام لهدمت الكعبة وأقمتها على قواعد ابراهيم".. ومثل ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل المنافقين مع أنهم متآمرين وخونة، ومن الداخل يعملون ضد الاسلام وحاولوا اغتيال الرسول نفسه وأخبره الوحي بذلك.. ومع ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذنه عمر بن الخطاب في قتل بعضهم قال لا.. ولم يقل أنهم لم يستحقوا القتل ولم يقل انني لا استطيع قتلهم ولكن قال لا.. " حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ".

 

 

اذا القضية أن لا يستخدم الاعلام المعادي الآخر هذه الورقة ضدنا.. وهذه هي الاعتبارات العديدة.

 

 

 

• كيف يواجه المسلمون المد الصهيوني وهم يتصارعون فيما بينهم سنية وشيعة؟

 

 

دعونا نتكلم عن الخطر الصهيوني الذي يواجهنا ممثلا في الأسلحة النووية ونوعية وتفوق الصهاينة الذين أرونا استعراضهم من خلال قصف غزة.. وغيرها من الأعمال الاستعراضية التي كانوا يقومون بها في أي بلد اسلامي ومن بينها تدمير مفاعل العراق النووي، اذن هناك عملية عربدة.

 

 

ينبغي أن لا نغفل عن هذا الخطر الصهيوني.. في التاريخ ان الله سبحانه وتعالى يقول "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض" ويقول سبحانه "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".

 

 

فهذا خطر كبير واستراتيجي لا ينبغي أن نغفل عنه ولا ننساه.. ولكن استحقاقات المرحلة أيضا معتبرة.. فنحن تبين لنا مثلا أن القوة الفارسية تتكلم عن مواجهة الاحتلال وفي نفس الوقت تعمل على التمدد الشيعي وتتكلم عن الصهيونية ولكن لم تطلق ولا طلقة واحدة..وأنا هنا أتحدث عن التبشير الايراني ولا أقول الشيعي في افريقيا وعندنا دراسة في اتحاد العلماء من 800 صفحة تبين أن كل بلد أفريقي فيه وجود ايراني..والآن امتدوا الى أندونيسيا وماليزيا وباكستان والى جميع دول العالم.. وانظروا كيف أن الشعب الايراني شعب فقير والكثير من الثروة الايرانية يصرف للدعوة الى هذا المذهب والتبشير به في كل مكان في العالم.

 

 

 

• أنت عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسملين فهل تم بحث عمق الاختلاف مع الشيعة؟

 

 

ان الاختلاف المذهبي بين السنة والشيعة اختلاف عميق ليس مثل الخلاف بين الحنفية والشافعية مثلا والحنابلة أو أي مذاهب أخرى.. الخلاف السني الشيعي عميق ويمتد للجذور ولكنه يضيق ويتسع حسب مستوى التدين لأن المذهب الشيعي يتطور.. وقبل 100 سنة مثلا انضافت الى المذهب الشيعي آراء أساسية لم تكن موجودة من قبل مثل قضية الخمس وتقليد الحي وليس تقليد الميت وغيرها كثير.. فالمذهب الشيعي مذهب متطور وليس مذهبا جامدا على ما كان عليه.

 

 

والمنتبسون الى هذا المذهب مستويات.. والواقع أن طبيعة المجتمع المذهبي مغلقة ويصعب أن ينعتق الفرد من هذا المذهب ولو أنه خالفه يصبح الجميع ضده، ومن هنا نجد أن المواقف شبه متقاربة ولا أحد ينكر أن المجاميع الشيعية في العراق أو ايران نفسها أو في الخليج مختلفة فيما بينها اختلافا كبيرا، يصل الى حد الصراع أحيانا ما بين الشيعة العرب وما بين الشيعة الفرس وما بين الأصوليين وما المدارس والمذاهب حتى تم تقسيم الشيعة الى 300 طائفة.. فلذلك ينبغي أن لا نعمم الأحكام على الجميع.

 

 

ومن الناحية العملية فقد كنت أرصد عددا من المثقفين من الشيعة الذين يقال عنهم أنهم معتدلون.. ولكني صراحة لاحظتهم في أحداث سوريا كانوا مع النظام السوري وبعضهم يبارك البراميل المتفجرة ويطالب بالمزيد منها وهذه كانت صدمة في كثير من الذين كانوا يتوقعون منهم مواقف أفضل.

 

 

 

• هل ترى أن هناك ثمة أمل في عودة مشروع التقريب بين المذهبين الشيعي والسني.. أم ترى أن البون شاسع ولا يمكن التقريب خاصة بعد أحداث سوريا واليمن والعراق؟

 

 

المهم عندي يجب ان لا يكون هناك قطع لامكانية التعايش ما بين السنة والشيعة في النسيج الاجتماعي.. فالمذهب الصفوي والتمدد الايراني يذهب ويأتي لأنه مرتبط بدول.. لذلك أنا ناديت الشيعة في العالم أن لا يصطفوا مع ايران خدمة للسياسة لأن هذا سيكون جناية على المذهب وانفصال عن مجتمعاتهم التي تعايشوا معها.. وأعتقد أنه بعد انتهاء الأحداث سيكون هناك حاجة الى أن يعرف كل طرف ما الذي يجب أن يفعله؟ لأنك أن تطغى وتطالب وتطالب ستصل مرحلة الطغيان حتى حساب الأكثرية وهذا حدث فعلا.. فالشيعة في العالم الاسلامي نحو 10 بالمائة أو أقل ولكن عندما تنظر الى وجودهم والى القنوات الفضائية والنشاط السياسي تجد شيئا كبيرا.

 

 

 

• هل ما حدث في اليمن يعد عقابا لنا لتخاذلنا عن نصرة الشعب السوري؟

 

 

هذا قد يكون..وعمليا قد يكون مرتبط بتأخرنا عن نصرة الشعب السوري حتى من الناحية التحليلية لأن سكوت العرب والمسلمين عن هذه المجازر الاجرامية أعطى رسالة لكثير من الناس ان يعملوا ما تقتنعون به ولن يلاحقك أحد

 

• انتشرت الدعوة لتجديد الخطاب الديني خاصة عقب الثورات العربية.. برأيك ما هي الآليات التي يجب اتباعها لتجديد الخطاب الديني؟

 

 

الخطاب الديني مهم جدا لأنه جزء من صياغة الفرد والمجتمع العربي والمسلم. وارتباط الفرد المسلم ارتباط عميق وقوي، ولذلك فان الخطاب الديني أساس مهم في التحفيز والتنمية وحماية البيئة والاصلاح الاجتماعي وأشياء كثيرة جدا.. والخطاب الديني هو فعل بشري ليس معصوما.. فالتصحيح والتدارك والتحسين والتحديث مطلب ينبغي أن لا نتوجس خيفة منه..بل يجب أن نطالب بذلك والتطوير أو التصحيح والتغيير في الخطاب الديني هو مهمة أصحاب هذا الخطاب أنفسهم الذين يملكون الأدوات ويعرفون الكتاب والسنة والأقوال الفقهية والعلمية ولديهم القدرة وهؤلاء لا يخلو منهم زمان هو فوق الانتماء الى مجاميع خاصة يجاملونها مثلا أو يراعونها ويربتون على أكتافها ولديهم القدرة على أن يقولوا هذا صواب وهذا خطأ أو أن يشجعوا الناس على البحث عن ما هو افضل بحيث لا يكون تصحيح الخطاب الديني من خارجه لأننا سوف نصطدم بمثل مركز راند الذي يدعو الى العلمانية والشذوذ وقيم مناقضة لأساس الدين.. بينما ما نعرف نحن أن العلمانية في عالمنا العربي هي متطرفة في علاقتها من الدين وأهل الدين وهي ساذجة وسطحية ولا يوجد لها أي بعد فلسفي في الغالي، اضافة الى أنها وصولية تبحث عن مصالحها وتتماهى مع اتجاهات السلطات في البلد الذي تعيش فيه بجانب أن لها تأثيرا أو عمقا شعبيا.. لذلك أنا أعتقد أنه في كل بلد وفي كل عصر وزمان هناك علماء أفذاذ لهم تأثير وحضور وهم معبرون ومترجمون عن رب العالمين مثل ما ذكر.. أو كما عبر ابن القيم "موقعون عن رب العالمين" فمثل هؤلاء يرجع الى مجموعهم.. أيضا هناك المجامع العلمية والفقهية التي تحمل رؤية جماعية وليس فردية هؤلاء يمكن أن يكون لهم أيضا دور.. واختم بنقطة واحدة وهي أنه يجب أن يكون الخطاب الديني وتجديده أن يكون له استقلالية.. وأقصد بها ان يكون مستقلا عن السياسة، لا يعمل ضد السياسة وليس تبعا لها حتى يحظى بالمصداقية. وأن يكون مستقلا حتى عن التيارات الاسلامية ولا يكون مجاملا لها أو متماهيا معها لأنه يفترض أن يكون له نوع من الرقابة عليها ولا يعمل ضد التجمعات الاسلامية أو الجماعات الاسلامية وكونه مستقلا يعني أن يكون قادرا على مراقبة الأداء والتصويب والتصحيح.

 

 

• ووفقا لحديثك هذا كيف نحمي الدين من الفرعون — أي فرعون — أو طاغية؟

 

 

موسى عليه السلام بعث لمحاربة لونين من الطغيان.. الأول الطغيان السياسي (فقل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى) واللون الثاني هو الطغيان الديني (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه) فبعث موسى ليربيهم على التواضع وعلى ألا يقولوا مثل هذا الكلام.. ولا شك فإن أي دعوة لتجديد الدين لا تنطلق من القيم الدينية مصيرها إلى فناء وفقاعات إعلانية وليس لها بعد لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال.

 

* باعتبارك أحد رموز الفكر الوسطي هل تعتقدون أن كلمة الحق في عالمنا العربي أصبحت غائبة؟

 

 

لا يخلو عصر من قائم لله بحجة.

 

 

*ولكن أين دور العلماء، لم نر غير الشجب؟

 

 

 

الشجب والاستنكار نوع من الدعوة والفعل سواء كان حاكما أو محكوما ولا ينبغي أن نعمم بأن دور العلماء غائب، وهناك أصحاب الخير يقولون الكلمة الصادقة ويتحملون نتيجتها سواء أوذوا أو سجنوا أو غيبوا وفي كل بلد هناك علماء وطلبة علم وأحرار يعبرون عن رأيهم وأحيانا يرى البعض أن هذا لن يغير من الواقع شيئا، هذه قضية أخرى لأن مسألة التغيير مرتبطة بنواميس وسنن إلهية وظروف وأسباب واستجابة من الناس ولذلك فالأنبياء عليهم السلام وجد منهم من بعث ولم يتبعه أحد ولم يستمع إليه أحد، ويبعث النبي بلا قوم ويبعث النبي ومعه رجل أو رجلان والأمة معصومة من أن تجمع على ضلالة والأمة لها فترات نهوض وفترات ضعف وفترات تمكين وفترات تراجع والفترة الماضية ليست فترة قوة للأمة ولكن من باب التفاؤل أرى أن ما نعيشه الآن أفضل مما نعيشه قبل عام وهناك نوع من اليقظة واجتماع على الخير.

 

 

*لكن للعلماء في المذاهب والديانات دورا فالمرجعية الدينية في إيران صنعت ثورة تؤمن بولاية الفقيه وإسرائيل قامت على عقيدة دينية فأين مرجعية أهل السنة؟

 

 

 

تركيا دولة سنية وعندها مشروع ولكنه غير عربي ماليزيا دولة سنية وعندها مشروع ولكنه غير عربي ونحن نفتقد للمشروع العربي الإسلامي ودول العرب رغم أنها تملك النفط والثروة والموقع الجغرافي والتاريخ والعتاد البشري ومميزات عديدة ولكنها لا تملك الإرادة ولذلك لا نجد المشاريع العربية، فدعونا نحلم بمشروع عربي ونتكلم عنه ونورثه لأبنائنا والأمم التي تضربون بها المثل الآن كانت مشتتة ومشردة حتى نجحت أخيرا.

 

 

 

* دكتور، لم نتحدث عن الثورات العربية التي أدت في بعض الأحوال إلى أمور مأساوية هل تعتقد بعد خمس سنوات من الثورات أن البوصلة تعود إلى تفاؤل بأن الأمة ترجع من جديد والأمر الآخر أن الثورات مكنت الإسلاميين من الوصول إلى الحكم لكنهم لم يستطيعوا أن يستمروا ويقدموا حلولا للمجتمعات التي تواجدوا فيها؟

 

الثورات العربية لم تكن ثورات إسلامية بمعنى الكلمة، كانت ثورات شعبية يشترك فيها رجل الشارع والغالب تحت ضغط اقتصادي بمن فيهم الإسلاميون وهذا مشهود في تونس ومصر وليبيا واليمن وفي أكثر من مكان، والإسلاميون دون شك هم الأكثر تنظيما ولذلك كانوا في الصدارة بعدما خاضوا الانتخابات ولكن الإسلاميين بلا تجربة سياسية ولذلك تراجعوا وأخفقوا في مصر وصار هذا الفعل الذي دون شك نتيجة تخطيط مضاد ولكن نجاح التخطيط المضاد في إقصائك هذا معناه أن لديك خللا معينا. في تونس كان النموذج أفضل بتجربة حزب النهضة التي كانت أكثر ذكاء وربما أنها استفادت من التجربة بحيث تراجع حزب النهضة عن السلطة رغم حصوله على الأغلبية ومنح الحكومة لغيره ثم شارك في الحكومة الأخيرة للحفاظ على النسيج الاجتماعي في تونس وعلى تطبيع العلاقات مع المكونات المختلفة وعدم تحول المسألة إلى استقطاب يؤدي إلى نوع من الصدام داخل المجتمع. والذي ألحظه أن تجربة النهضة في تونس أكثر نضجا من أي تجربة إسلامية أخرى.

 

 

 

* لكن هناك تجارب إسلامية ناجحة في ماليزيا والتجربة الإيرانية ناجحة من 79 وهي قائمة على مبدأ ولاية الفقيه ولديها مشروعها بينما العرب لم يستطيعوا أن يكونوا مشروعا إسلاميا بالرغم من أنهم أتيحت لهم الفرص؟

 

 

هذا ما طرحته على المختصين وقلت لهم إن الإسلاميين العرب منذ عشرات السنين وهم يتكلمون في أدبيات وكتب وتجمعات ومناشط ومؤتمرات عن التغيير والحكم الإسلامي وبالمقابل لا نجد أي نموذج عربي بينما تركيا لا نجد عندهم هذه الأدبيات وهذا الحراك المستمر وعندهم نموذج ناجح، والذي يظهر لي أن حزب العدالة والتنمية له خلطة معينة للنجاح لا أزعم أنني أعرفها ولكن تعرفت على بعض أسبابها ومنها أن الحزب هذا يؤمن بالمرحلية والتدرج وبدأ بالجانب الخدمي والتنموي والاقتصادي والذي يتفق الناس عليه ونجح فيه فبعض الناس لا يحبون الحزب ولكن قد يصوت له لأنه مستفيد وثالثا أن هذا الحزب لم يعتمد على قواعد شعبية رباها هو مثل فكرة الإخوان المسلمين كمثال ربما لو أنه يملك قواعد شعبية منظمة قد تكون هذه القواعد سببا في تراجعه لأن هذه القواعد أحيانا لا تفقه ما تريده القيادة فيصبح هناك أشكال أو يصبح القائد يراعي اتباعه فلا يتحرك بشكل صحيح، فالحزب ليس عنده قواعد تربوية وإنما عنده رموز قيادية وقد نكون نحن بحاجة إلى هذا النمط ما دمنا نتكلم عن العمل السياسي. وينبغي للجماعات الإسلامية أن تميز بين عملها التربوي وما بين الممارسة السياسية والخلط بينهما فأنت عندك مناشط ومنابر وكتب ومجاميع تقوم بتربيتها هذه تربية إيمانية على أعمال خيرية على الصلاة على قيام الليل على فكر إسلامي ينبغي أن يكون هذا مختلفا عن وجود حزب سياسي عنده مناورة يتقدم يتأخر يحاور مرة يتحالف مع هذا وربما أحيانا تكون عنده براجماتية لا تكون مفهومة عند بعض القواعد لذلك الخلط بينهما أخشى أنه من أسباب الفشل.

 

* لو عاد الزمان بنا للوراء هل كنت ستنصح الإخوان بأن يبتعدوا في المرحلة الحالية عن الدخول في معترك السياسة والتصدر للحكم؟

 

 

 

نعم. وهذا هو الأصوب، ولكن هذا شيء مضى ونحن نتكلم عن المستقبل وهذا أفضل والذين يريدون ممارسة السياسة يشكلون لهم فصيلا لا يكون ذراعا سياسيا للجماعة وإنما تحت اسم معين وقد يكون أقرب لما نجده في المغرب فهناك جماعة التوحيد والإصلاح هي قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم ولكنها ليست هو.

 

 

*لكن هذا لا يتوافق مع بناء الدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان هو الحاكم وهو المربي؟

 

 

 

الرسول صلى الله عليه وسلم غيرنا ففي عهده صلى الله عليه وسلم هو الإمام وهو القاضي وهو المؤيد بالوحي، وجاء الخلفاء الراشدون من بعده كذلك فلما انتهت تلك المرحة النموذج توزعت هذه الأشياء فأصبح القضاء مستقلا عن الإمامة في المسجد وعن تولي السلطة وعن الأمور المالية أو قيادة الجيش وتوزعت هذه المهام حتى التعليم أصبحت له أجهزته وهكذا.

 

 

*كأنك تدعو الإخوان في مصر للانسحاب من الساحة السياسية؟

 

 

أنا لا أدعوهم إلى ذلك ولكن هو تقييم والانسحاب قرارهم هم وهم أصحاب الميدان وأدرى.

 

 

* هل أنت مع فكرة دخول الأحزاب الإسلامية للحكم وتتصدى له كرئاسة أم فقط في الوزارات والحكومات مثل تونس حاليا؟

 

 

لست مع استعجال الإسلاميين في اغتنام بعض الفرص التي قد تبدو كبرق خادع قد يكون هذا نوعا من الاستدراج لهم حتى يتم الإجهاز عليهم والأمر الآخر حتى لو لم يكن هذا مقصودا فإن النجاح مرهون بتجربة ومرهون بكثير من الإسلاميين قد يفلح في إدارة الجماعة لكن لا يفلح في إدارة الدولة التي تتطلب انفتاحا على الشعب وعلى الناس وعلى تحديات وعندك 90 مليون فم في مصر كلها تطلب منك الطعام وتحتاج إلى الغاز وتحتاج إلى الكهرباء والسولار والخدمات والعلاج وأشياء وهذا ليس بالأمر الهين ولذلك أعتقد أن الذي يكون في قيادتها هو متورط بكل حال فإذا لم يكن هناك دعم وتأييد له فربما يكون على خطأ ومصر بحاجة إلى من يقف معها فهي ليست الجيش وليست شخصا ولكنه هذا الامتداد الهائل من الشعب الذي يشبه القطار ومعروف أن القطار لو أردت أن تغير وجهته بشكل سريع فإنه سينقلب.

 

 

* فصائل المقاومة في فلسطين لم نعطها حقها خاصة حماس والذين يواجهون المشروع الصهيوني في فلسطين كيف يمكن لهذه الفصائل أن تدعم وكيف لغزة أن تحرر رغم أنه مضى عليها ثماني سنوات وهي محاصرة عربيا قبل أن تكون صهيونيا، ماذا يمكن للعالم العربي أن يفعل دعما للمقاومة حتى تظل صامدة أمام المشروع الصهيوني؟

 

 

حماس مشروع مقاومة رشيد وناضج يحظى بالإجماع العربي والإسلامي لأنه في مواجهة عدو متفق على عداوته ومغتصب ومحتل وأيضا أداؤهم فيه ذكاء ويكفيك مثلا أنهم حاولوا في كل الظروف أن ينأوا بأنفسهم عن أي صراعات أخرى واهتموا بقضيتهم الخاصة ولم يحاولوا أن يقحموا أنفسهم في أي حراك آخر بل تحملوا بعض الهجمات التي جاءتهم كما يسمى من النيران الصديقة ولم يواجهوها بالمثل، ولذلك فإن الوقوف معهم ودعمهم ماليا وسياسيا وإعلاميا أعتقد أنه واجب ولا أستبعد أنه لو كانت هناك وقفة إيجابية معهم من العرب والمسلمين لكان وضعهم الدولي أفضل بكثير لأن العالم يحترم القوة ويذعن لها.

 

 

 

*لكم حضور كبير في الإعلام الجديد وأنتم من المشايخ القلائل الذين يتواجدون ولهم تفاعل كبير كيف تنظرون لهذا الإعلام الجديد وأين يجد الدكتور سلمان العودة نفسه بين الكتاب أم بين الإعلام الجديد خاصة الكتاب الأخير " زنزانة "؟

 

 

 

أنا بينهما صراحة فالحمد لله عندي اهتمام كبير بالإعلام الجديد " تويتر وفيسبوك وإنستغرام ويوتيوب " فهذه المكونات الأربعة على وجه الخصوص متابع فيها بانتظام وبشكل لا أقول يوميا ولكن على مدار الساعة والكتاب كذلك لأن الأعمال التي أقوم بها أحاول أن أبرمجها فعندي برنامج " آدم " نزلت منه الآن 11 حلقة ويصل إلى 30 حلقة وهذا البرنامج قرأت عنه الكثير وكتبت بحيث أصبح كتابا جاهزا لأن أطبعه وفي نفس الوقت هو مادة مصورة عندي.

 

 

وفي نيتي إن شاء الله بعد أن يكتمل مادة مصورة أن أجهز الكتاب ويصبح عبارة عن ألبوم فيه الكتاب والسيديهات التي تحمل الفيديوهات المصاحبة وكذلك عندي برنامج جديد اسمه " علمني موسى " عملت فيه الشيء ذاته فكتبت أكثر من 300 صفحة من خلال قراءاتي حول قصة موسى وتاريخها وأبعادها واستفدت فائدة كبيرة وصارت عندي صداقة، فآدم عندما قرأت عنه وكتبت وحاضرت أحببته كأب وهو قبل ذلك نبي معلم، وموسى عليه السلام بعد أن قرأت عنه وكتبت أحببته كقائد وهو قبل ذلك نبي مرسل ولذلك ففي نيتي أن أفعل الشيء ذاته مع إبراهيم عليه السلام ومع شخصيات قرآنية أخرى، وأنا أكتب المقال ثم أصنع منه تغريدات أيضا فيصبح نفس المنتج أستفيد منه على أكثر من صعيد.

 

 

 

**وماذا عن كتاب "زنزانة" الذي يفهم منه أنه رواية سجين؟

 

 

" زنزانة" هو عادة مدى الحياة فهو يتكلم عن العادة وكيف أنها مثل الزنزانة تقيد الإنسان عندما يكون أسيرا لعادة معينة لا يستطيع الخلاص منها إلا بصعوبة وهذه فكرة الكتاب وهو مجموعة فصول تتكلم حول هذه الجزئية سواء عادات الأفراد أو الشعوب وعادات الأمم والعادات القرآنية والنبوية والعادات الحسنة والسيئة وكتبته للشباب والبنات في سن الثانوي والجامعة حتى إني أعطيته لابني في ثالث متوسط وقلت له اقرأه وكل خطأ تكتشفه لك فيه مكافأة وكان قصدي أن أصحح أخطاء الكتاب وفي نفس الوقت أريد أن أجس النبض فهل هذا الكتاب مناسب للجيل الذي أكتبه له أم أني أغرد خارج السرب.

 

 

** في قضية المصالحة والعدالة أثيرت مسألة دفع ديات الشهداء فما قول فضيلتك؟

 

 

 

الضحايا في سوريا لا أحد سيدفع دياتهم، وقصارى ما يحلم به المواطن في سوريا هو زوال النظام الذي يقتل شعبه والناس بعد المعاناة لا يكون همهم إلا أن يحاكم الرئيس دوليا مثلما حصل مع زعماء الصرب وغيرهم الذين قتلوا في البلقان لكن أشك أن يتحقق ذلك.

 

 

* هل لديك برنامج في رمضان؟

 

 

 

في رمضان عندي برنامج " علمني موسى " وقد سجلته في تركيا أكثر من 30 حلقة كل حلقة بحدود 10 دقائق وبرنامج "سواعد الإخاء" يبث كل سنة وهذا العام التقيت مع مجموعة من المشايخ في تركيا وهو برنامج خفيف ومفيد.

 

 

*انتقدوكم بسبب صورة ظهرت لكم مع مجموعة من المشايخ وأنتم في تركيا وقيل إنكم تتجولون سياحة وتتنزهون بعيدا عن قضايا الأمة وهناك قتال في عاصفة الحزم؟

 

 

     

  • ومن ينتقدنا هل هو في الميدان؟ الناس حتى في الحرب يأكلون ويشربون وينامون والمهم أن يكون الإنسان بقلبه ودعائه مع إخوانه.
  •  

 

 

* سلمان العودة ماذا يقول للملك سلمان بن عبد العزيز؟

 

 

أسأل الله أن يشد أزره ويبارك في جهده ويجعل عهده فاتحة خير وبركة.


: الأوسمة



التالي
العودة : إيران تمارس "التبشير الفارسي" وعلى الشيعة ألا يصطفوا معها
السابق
القره داغي: تفرق الأمة وراء استمرار المأساة السورية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع