البحث

التفاصيل

"الجيش الحر" يقصف مبنى مجلس الوزراء ومواقع حكومية حول دمشق

يضيق الخناق حول العاصمة السورية حيث قصف الثوار أمس مبنى مجلس الوزراء في كفرسوسة بعد هجمات منسقة قام بها 600 مقاتل من الجيش السوري الحر هاجموا في وقت واحد أهدافاً حكومية من خمسة اتجاهات حول دمشق التي كثفت قوات النظام حملات القصف فيها ضد حي القابون خصوصاً بالمدافع المضادة للطائرات وقنابل المورتر.


وسقط أمس 65 شهيداً معظمهم في قصف مدفعي عنيف على منطقة حمص حيث انشقت كتيبة للصواريخ تابعة للدفاع الجوي وانضمت إلى "الجيش الحر" الذي استولى على العديد من الذخائر والعتاد قبل أن تقصف قوات نظام الأسد المنطقة بالمروحيات فيما لا يزال مصير الصواريخ مجهولاً.


دولياً، رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، استبعاد تدخل عسكري في الوضع السوري بسبب وصول البلاد "إلى شفير انهيار او حرب اهلية طائفية"، مشبهاً الوضع في سوريا بالبوسنة في التسعينات.


ميدانياً، هاجم الثوار أمس مبنى مجلس الوزراء السوري في كفرسوسة حيث سقطت قذيفة هاون، وقامت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بغارات على أحياء في دمشق ومحيطها في محاولة لطرد الثوار الذين كثفوا عملياتهم قرب المجمعات الأمنية في العاصمة. وقالت مصادر المعارضة ان القوات السورية قصفت حي القابون شمال دمشق ثم دخلته في عربات مدرعة واقتحمت المنازل في أعقاب هجمات الجمعة على حافلات تقل جنودا وميليشيات موالية للأسد.


وقال ابو الفدا الناشط في حي القابون والذي لم يعط اسمه الحقيقي خوفا من التعرض للاعتقال، "تعرض حي القابون للقصف لأول مرة منذ بدء الانتفاضة. واطلقت قوات الامن في مجمع مخابرات القوات الجوية المجاور، النار على الحي بالمدافع المضادة للطائرات وقنابل المورتر"، كما وردت انباء هجمات على حافلات تقل موالين للاسد وعلى نقاط تفتيش تابعة للجيش خلال الايام الثلاثة المنصرمة في احياء المزة وبرزة.


وذكرت شبكة "سكاي نيوز" أمس، أن نحو 600 مقاتل من "الجيش السوري الحر" هاجموا في وقت واحد أهدافاً حكومية من خمسة اتجاهات حول العاصمة دمشق.


وقالت سكاي "إن حافلة تقل عمال نفط من روسيا أُصيبت بقذيفة، كما جرى إطلاق قذائف صاروخية على مبنى لهم في دمشق اودت بحياة امرأة سورية، خلال العملية التي نفّذها مقاتلو (الجيش السوري الحر) ليلاً يوم الجمعة الماضي".


واضافت نقلاً عن سوريين يعيشون في بعض المناطق المستهدفة، أن هجمات مقاتلي الجيش الحر "كانت منسقة وبدأت في الساعة الواحدة من بعد الظهر واستمرت حتى الخامسة من مساء يوم الثامن من حزيران (يونيو) الجاري، تلتها فترة هدوء امتدت ساعتين ثم تجددت عند الساعة السابعة واستمرت حتى منتصف الليل تقريباً".


واشارت "سكاي" إلى أن مقاتلي "الجيش الحر" استهدفوا محطة لتوليد الكهرباء خلال الهجمات التي شنوها في داريا والمليحة وكفرسوسة وحي المزة القريب من وسط العاصمة دمشق، وتم خلالها حسب المصادر، اعتقال العديد من هؤلاء المقاتلين الذين كان بعضهم يرتدي الزي العسكري، أو قتلهم.


وأفادت مصادر متطابقة في سوريا بانشقاق كتيبة صواريخ كاملة في مدينة الرستن بحمص بعد تنسيق بين المجلس العسكري التابع للجيش الحر في حمص وقائد الكتيبة.


ونقلت الهيئة العامة للثورة السورية عن النقيب عبدالله أن الانشقاق جرى بعد تنسيق دام لفترة بين مجموعة من ضباط قيادة المجلس العسكري في حمص التابعة للجيش الحر، وبين قيادة الكتيبة 743 في اللواء 72 التابع للفرقة 26 بالدفاع الجوي، حيث جرى تحديد فجر أمس، لانشقاق الكتيبة بشكل كامل.


وتوجهت قبل وقت من موعد الانشقاق قوة مشتركة من كتائب الجيش الحر في القرى المحيطة بالكتيبة المتمركزة في الغنطو بالرستن لتأمين الطرق حولها، فيما قام قائد كتيبة الصواريخ بجمع العسكريين وتحدث إليهم حول وضع البلاد ومشاركة الجيش السوري في قتل المدنيين، ثم منحهم تسريحا كيفياً وأعطى لهم حرية الانصراف إلى بيوتهم أو الانضمام الى الجيش الحر.


وحسب ذات المصدر، فإن الكتيبة تتضمن 130 عنصرا وعشرة ضباط كان منهم أثناء الانشقاق 35 جنديا وضابطا.


واختار 22 جندياً وثلاثة ضباط منهم العودة إلى منازلهم بعد تأمين الطريق لهم، فيما اختار 8 جنود وضابطان الانضمام إلى الجيش السوري الحر حسب تأكيد أحد قادته في حمص.


وتحتوي كتيبة الدفاع الجوي المخصصة لحماية مصفاة حمص على صواريخ سام 6 وسام 7 وكوبرا، بالإضافة لمضاد طيران وآليات وذخائر متنوعة، وهي تشكل مركز إمداد لقوات النظام السوري المتمركزة في تلبيسة والرستن والعديد من قرى المنطقة.


واستولت قوات الجيش الحر على العديد من الذخائر والعتاد، قبل أن تقدم قوات النظام السوري بعد ساعات على قصف المنطقة بالمروحيات، فيما لا يزال مصير الصواريخ مجهولا حسب قناة "العربية" التي نقلت الخبر.
وقال نشطاء سوريون معارضون أمس إن قوات الاسد جددت محاولاتها للسيطرة على محافظة حمص مما أدى الى سقوط 35 قتيلا على الأقل من أصل 65 شهيداً قضوا أمس، في قصف هو الاعنف منذ بدء وقف اطلاق النار الذي ترعاه الامم المتحدة.


وقال النشطاء ان الجيش استخدم المدفعية وقذائف المورتر والصواريخ في قصف معاقل المعارضة المسلحة في مدينة حمص وبلدات القصير وتلبيسة والرستن بوسط سوريا.


وقالت مصادر للمعارضة في تلبيسة جنوبي الرستن إن البلدة تعرضت لقصف مكثف بقذائف المورتر من قوات الأسد بعد انشقاق بعض الجنود الذين كانوا يحرسون حواجز طرق قريبة أول من أمس ودخولهم البلدة بحاملتي جند مدرعتين.


وقال الناشط أبو محمد في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الصناعية "قتل خمسة منهم امرأة وابنتها البالغة من العمر سنة. كانوا بين عدد محدود من المدنيين الذين لم يفروا من تلبيسة."

 

وفي حمص قال نشطاء إن قصف الجيش تركز على حي الخالدية.


دولياً، شبه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الوضع في سوريا بوضع البوسنة في التسعينات ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها. وصرح هيغ لشبكة "سكاي نيوز" "لا نعرف كيف ستتطور الامور. سوريا على شفير انهيار او حرب اهلية طائفية وبالتالي لا اعتقد ان بإمكاننا استبعاد اي شيء كان". واضاف "لكن ذلك لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي حيث قمنا بتدخل ناجح لانقاذ الناس من القتل".


وقال وزير الخارجية البريطاني ان سوريا "تشبه اكثر البوسنة في التسعينات لانها على شفير حرب اهلية طائفية حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل في ما بينها"، في اشارة الى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.


والمعلوم أن تفاقم الأوضاع في البوسنة دفع مجموعة من الدول إلى التدخل عسكرياً فيها من خارج إطار مجلس الأمن.

 

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، "العربية")


: الأوسمة



التالي
لقاءات سرية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.. رغم الرفض العلني
السابق
بنجلاديش تطرد مئات المسلمين فروا من الاضطهاد ببورما

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع