البحث

التفاصيل

العودة: مصر تستحق حكمًا ومعارضة أفضل

الرابط المختصر :


 

ناشد الدكتور سلمان بن فهد العودة، الامين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، المصريين ضرورة نبذ الخلاف والانقسام، مشيرًا إلى أنَّ المشهد الحالى لا يمكن توصيفه بأنَّه مواجهة بين قوي إسلامية وأخري مدنية, فالإسلام وعاء يستوعبهم جميعًا والخيار المدني محل اتفاق لدي كل الفصائل، وأكَّد أنَّ الذين يتحدثون عن حرب أهلية أو فوضي عارمة لا يعرفون مصر وتاريخها أو طبيعة الشخصية المصرية.

وفي مقاله"عائلة مصرية" المنشور بصحيفة الأهرام المصرية صباح اليوم الأحد، أكَّد العودة أنَّه "لا يمكن لأي فصيل في مصر تصفية الآخرين"، مشيرًا إلى أنَّ "مصر إذا كانت تستحقّ حكمًا أفضل كما يقول المعارضون وقد صدقوا, فهي تستحق معارضة أفضل كما يقول أنصار الحكومة".

لكنه شدَّد، في الوقت ذاته، أنَّ "المظاهرات لا يصلح أن تكون عملاً يوميًا يشلّ الاقتصاد ويربك الحياة ولا أن يكون الاختلاف تعويقًا وشللاً تدفع الأم الرءوم ثمنه من نزف روحها وجروحها".

وقال: "المتحدثون عن الدولة العميقة يقابلهم من يتحدث عن الدولة العبيطة, تبادل التهم بأجندات خفية أو حزبية أو فئوية أو بالعمالة لا يصلحه إلا الاتفاق على أن يكونوا جميعًا عملاء لمصر التي أعطتهم الكثير وتنتظر منهم رد الجميل وأقل ذلك الحفاظ على وحدتها وترابطها".

وأكَّد أنَّ الشعب المصرى يحتاج حاليًا إلى من يوفّر له حياة كريمة بغضّ النظر عن أى انتماءات سياسية قائلاً: "رأيت حوارًا مع سائق تاكسي يقول على لسان قطاع عريض: لا يهمنا من يحكمنا إخوانيًا كان أم سلفيًا أم فلوليًا, المهم من يوفر لنا لقمة العيش".

وقال: "سوف يدرك شعب مصر خطر الاستقطاب الحادّ وتنمية النزعات والانقسامات"، خاصة وأنَّ البعض "تجاوز الوسيلة السلمية المكفولة قانونيًا إلى محاصرة المرافق الحيوية والمؤسسات الرمزية وإقامة المتاريس ونشر الأسلاك الشائكة ورمي المولوتوف وسحل الأجساد والتحريق".

وأشار فضيلته إلى أنَّ "الحملة الفرنسية بقيادة نابليون فشلت في إثارة النزعة الطائفية لدي أقباط مصر, وفشل الاحتلال الإنجليزي في زرع العداوة وتطبيق قاعدة( فرِّق تَسُد), وكانت الثورة ضد الاستعمار الإنجليزي من أزهى فترات الوحدة الوطنية".

وأضاف أنَّ "الذين يتحدثون عن حرب أهلية في مصر أو فوضى عارمة لا يعرفون مصر وتاريخها ولا يعرفون الشخصية المصرية. ووحدة النسيج الوطني والروح الوسطية الواقعية تستعصي على الاختراق والتمزيق فهي صخرة صلبة تتحطم عليها مؤامرات الخارج واندفاعات الداخل"، مشيرًا إلى أنَّ "مصر عائلة واحدة لا تقبل القسمة ولا الضرب ولا الطرح.. تقبل الجمع فحسب".

ولفت د. العودة إلى التنوع الثقافي الذي تتميز به مصر قائلاً: "مصر منذ خلقت حافلة بالتنوع الفسيفسائي الفطري المتعايش, ولكنها حريات انطلقت من قمقمها بعد كبتٍ طويل حيث كان معظم المصريين في فترات الاستبداد منظومين في قطيع واحد يشار إليهم باتجاه ما فيهرولون, ثم استيقظ وعيهم فقاطعوا الصناديق الوهمية ثم صنعوا ثورتهم التاريخية".

وأشار إلى أنَّ "مصر هي أول دولة مركزية في التاريخ الإنساني, حيث تمت الوحدة بين الصعيد والدلتا بما سمي وحدة القطرين, وبعدها عرف المصريون عقيدة الإيمان بالخالق الواحد سبحانه".

وقال: "مصر الموحدة كانت لموسى منطلقًا ولعيسى ملاذًا وملجأ, ولمحمد امتدادًا ونسبًا, صلى الله عليهم وسلم أجمعين, وشهد ترابها مرور إمام الحنفاء الموحدين إبراهيم وحكم يوسف ومجيء الأسباط (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).

وأضاف أنه عام642 م فتحت ذراعيها للإسلام الذي أمَّن الديار والأملاك والمعابد وكفل الحريات, وبشأنها قال عمر كلمته المشهورة (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟).

وتابع: "أرخ علماء الإسلام للشعب المصري الواحد في أفراحه ومآتمه بهويته الراسخة وقدرته على تخزين الأفكار والقيم والممارسات, وبشخصيته التي كتب عنها( جمال حمدان) وأكد قدرتها على الاحتواء واستيعاب المتغيرات وتجاوز الصعاب".

ولفت إلى المصريين الذين "يقتسمون نسمة الهواء ورغيف الخبر وماء النيل ويقتسمون المشاعر الإنسانية الطيبة, والنفسية المصرية سريعة الندم على ما يفرط منها".

وتابع: "يشتركون في الحزن لحادث قطار أو مطار أو حرق أو انهيار, كما يشتركون بفرحة إنجاز أو قصة نجاح أو إبداع أو انتصار حتي ولو كانت فوزًا لفريق"، مشيرًا إلى أن "ماضي مصر هو ذكرياتهم جميعًا, وحاضرها نبض وجدانهم, ومستقبلها صفحة أحلامهم وغد أجيالهم".

وتلقى مقالات الدكتور سلمان العودة التفاعل والإقبال الأكثر من القراء على صفحات جريدة الأهرام المصرية منذ انضمامه إلى كتاب الجريدة قبل شهرين.. 


: الأوسمة



التالي
دعاة ومفكرون يرحبون بترضي مرسي عن الصحابة في طهران
السابق
دراسة: عدد المسلمين في أوروبا بلغ 45 مليونًا

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع